أكّد مستشار وزير الشؤون الإسلامية المدير العام للجنة العلمية الفكرية في الوزارة الدكتور ماجد المرسال، أن 87 في المئة من الموقوفين في قضايا أمنية من دون خلفية علمية، وأن 80 في المئة منهم صغار في السن، مشدداً على أهمية توضيح الشبهات لهذه الفئة من الدعاة وطلبة العلم والخطباء، ومخاطبة عقولهم بما يناسبهم. وأوضح خلال ندوة في مدينة نجران أول من أمس بعنوان «الأمن الفكري... المسؤوليات الشرعية»، ضمن سلسلة الندوات العلمية الفكرية التي تنظمها وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد، أن مصطلح «الأمن الفكري» جديد على المملكة، وجاء نتيجة لما تعرضت له من فتن وأحداث خلال الأعوام الماضية من انحراف في أفكار بعض الشباب، وكان لزاماً على العلماء والدعاة وطلبة العلم والخطباء التصدي لهذه الأفكار المنحرفة، من خلال منابر المساجد وغيرها من وسائل الدعوة. وأضاف أن لجان المناصحة أعدت دراسة عن أوضاع الشباب الموقوفين في قضايا أمنية، فوجدت أن 87 في المئة منهم من غير أية خلفية علمية، وإنما جرفتهم العواطف والأحداث السياسية في الساحة الإسلامية والشبهات، وتأثروا بأفكار المتطرفين، مشيراً إلى أهمية إيضاح هذه الشبهات لهذه الفئة من الدعاة وطلبة العلم والخطباء، وعدم تركهم عرضة للحماسة والشبهات والعواطف. ولفت إلى وجود خلل في التواصل معهم، إذ ان ما يصلهم مغلوط أو ناقص في بعض المسائل، ما يجعلهم يتبعون المنهج الخاطئ، لوجود نقص في الفهم وزيادة في الغيرة والحماسة لبعض المسائل كالتكفير، وتعرض مقدسات الإسلام للاعتداء، متحدثاً عن مواقف حصلت في عهد الرسول صلى الله عليه وسلم، وكيفية فهم الصحابة لها، وكيفية تعامله معها. ودعا العلماء والخطباء إلى العمل على رفع الجهل «كونه أكبر أسباب الخلل الذي أوقع الفرق الهالكة والأمم السابقة، وأكبر أسباب الخلل في الفرق التي تعمل على صرف الشباب في وقتنا الحالي»، وأن يقدم العلماء والخطباء ما يحتاجه الناس في أمور حياتهم، «ليرفعوا جهلهم ولا يجعلوهم عرضة لتشويش الأفكار أو سؤال واتباع من لا علم له». وطالبهم بتخصيص جزء كبير من دروسهم وخطبهم لفئة الشباب، كون الدراسة التي أعدتها لجان المناصحة خلصت إلى أن 80 في المئة من الموقوفين صغار في السن. وتابع: «لا بد من مخاطبة عقول هؤلاء الشباب بما يناسبهم، وعليهم أيضاً أن يوضحوا للناس أن هناك مسائل بيد ولي الأمر، كالحرب والسلم والجهاد وهو أمر لا يفهمه بعض الشباب المتحمسين». وحث المرسال أصحاب المنابر على التركيز على المسائل القطعية والمحكمة، وتجنب مسائل الاختلاف والمشتبهات، موصياً بأن تؤخذ الفتوى من أهلها المتخصصين وفق الضوابط المحددة لأهل الفتيا في الإسلام. من جهته، أكد عضو اللجنة العلمية الفكرية في فرع منطقة نجران حسن الجليل، أهمية التوعية الفكرية والأمن الفكري في وقتنا هذا، وأعاد الخلل في العالم إلى أمرين، الأول خلل في ضمير الناس، والآخر خلل في التفكير، مورداً أمثلة وأدلة على ذلك من التاريخ الإسلامي.