إذا صدقت مقولة أن عدو عدوك هو صديقك، فإن شركتي أبل وفيسبوك، ينبغي أن تكونا صديقتين، خصوصاً في وجه "عدوهما" المشترك غوغل. غير أن دخول أبل لميدان الشبكات الاجتماعية مع بدء العمل في موقع الشبكة الاجتماعية الموسيقية لآي تيونز "بينغ" Ping الأربعاء الماضي، جعل من الصديقين المفترضين "أعدقاء"، أو الأصدقاء الأعداء. فقد أعلن الرئيس التنفيذي لشركة أبل، ستيف جوبز، عن طرح المنتج الجديد "بينغ" ليكون الشبكة الاجتماعية لمنتجاته. وحينما سئل عن سبب عدم اعتماد موقع "فيسبوك" عوضاً عن الدخول في مشروع جديد، قال جوبز، إن متطلبات "فيسبوك" كانت عالية للغاية. ومع ذلك كانت أبل مازالت تستخدم بعض البرمجيات المفتوحة من فيسبوك لتسمح للمستخدمين العثور على أصدقائهم هناك (في الفيسبوك) على موقع "بينغ"، إلا أن هذا الأمر توقف بدءاً من الخميس. أمام سبب توقف هذه الخدمة، فهي قيام فيسبوك بمنع أبل من ذلك، لأن "بينغ" يتمتع بخاصية تحويل "المرور" إلى موقع شبكة فيسبوك، الأمر الذي يسبب مشكلات تتعلق ب"البنية التحتية" و"استقرار الموقع"، وفقاً للعالمين ببواطن الأمور بين الجانبين، الذين رفضوا الكشف عن هوياتهم. ولا يعرف لماذا لم تتصل فيسبوك بشركة أبل لحل الإشكالية قبل "قطع" الخدمة عن موقع "بينغ." وتصر فيسبوك على أن الأعمال التي تتسبب ب"ازدحام" على أجهزة الخوادم (السيرفرات) الخاصة بها، يجب أن تتم مناقشة الأمر معها أولاً للتأكد من عدم تسببها بأي مشاكل، وأن المسألة تسير بسلاسة، بحسب المطلعين. وفي بيان لها، قالت فيسبوك: "نحن نعمل مع أبل لحل المشكلة.. لقد عملنا معاً بنجاح في الماضي، ونأمل مواصلة تحقيق الأمر ذاته في المستقبل،" كما أوردت صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية. يشار إلى أن هناك نحو 160 مليون مستخدم لبرنامج "آي تيونز" وفقاً لما ذكرته أبل، ونظرا لأن نسبة من هؤلاء اشتركوا في موقع "بينغ"، فلا يعرف بعد الكيفية التي تسببت فيها أبل بالحد من "أزمة المرور" في فيسبوك، التي سبق أن قالت إنه في حال تجاوزت حركة المرور 100 مليون اتصال فإن على الجهة المعنية التنسيق معها، حتى يتم تعديل العقود بما يتناسب وهذه الحركة.