قال البروفسور بيتر بفالترنر رئيس البعثة الألمانية العاملة في مملكة قطنا بتل المشرفة الأثري في حمص إن المكتشفات الأثرية التي عثرت عليها البعثة خلال اليومين الماضيين تدل على أن مملكة قطنا كانت تحظى بنفوذ وعلاقات دولية وتجارية هامة لكون المدفن المكتشف مليئا بالهدايا التي كانت تدفن مع الموتى والتي كانوا يتلقونها من بلاد الرافدين ووادي النيل . وأضاف بفالترنر في تصريح لوكالة سانا أمس أنه من المرجح أن تكون الهياكل العظمية المكتشفة عائدة لعائلة الملك آنذاك أو أحد أقاربه نظرا لطريقة العناية الملحوظة بالدفن والمتضمنة وضع كل حاجيات وأغراض الميت والهدايا إلى جانبه مشيرا إلى أن اللقى تدل على وجود علاقات ثقافية كانت قائمة آنذاك بين مملكة قطنا والفراعنة وبلاد ما بين النهرين إضافة إلى العلاقات التجارية مع بلاد البحر المتوسط . ونوه بفالترنر باهمية المواقع الاثرية في سورية لكونها مليئة بالآثار والكنوز التي ما زال بعضها مدفونا لم يكتشف بعد مشيرا إلى الدعم الذي يلقاه خبراء التنقيب من المديرية العامة للآثار والمتاحف من خلال تامين كل ما يلزم لاستمرار عمل البعثة ونجاح عملها . ولفت رئيس البعثة إلى أن التنقيب ممتع جدا في مملكة قطنا حيث يتم التعرف في كل موسم على مكتشفات وآثار جديدة مبينا أنه سيتم استكمال عمليات التنقيب في الموسم القادم مع العلم أن البعثة السورية الالمانية بدأت أعمالها عام 1999 في نفس المدفن ولم تنته حتى الآن نتيجة المكتشفات الجديدة كل موسم . وأوضح رئيس البعثة أهمية مملكة قطنا في عصر البرونز الوسيط في الألف الثاني قبل الميلاد حيث كانت تعد من أهم الممالك كما أن القصر الملكي فيها هو أكبر القصور الأثرية في سورية لافتا إلى أن عمليات التنقيب تتم بدقة عالية بهدف الحفاظ على المكتشفات ودراستها وتصويرها وتسجيلها ومعرفة كل حقبها الزمنية. وكانت البعثة السورية الألمانية المشتركة أعلنت قبل ثلاثة أيام عثورها خلال التنقيب في المدفن الثاني من القصر الملكي في مملكة قطنا بتل المشرفة الأثري على 50 قطعة أثرية يعود تاريخها إلى أواخر فترة البرونز الوسيط 1600 -1650 قبل الميلاد . وتضمنت الآثار المكتشفة أسوارة ذهبية مرصعة بحجر له شكل ختم دائري مصنوع من اللازورد ومشبكين من الذهب وعددا من المشابك الأخرى المصنوعة من البرونز ورقاقة ذهبية رسم عليها شجر نخيل وجرة صغيرة مصنوعة من شفاف كريستالي وتمثال فرس النهر جسمه مصنوع من الحجر ورأسه ممزوج بألوان مختلفة وهو تمثال فرعوني الاصل ويعتقد بانه وصل إلى هذا الموقع من خلال الهدايا التي كان يتم تبادلها بين الممالك . يشار إلى أنه ستتم دراسة وتوصيف كل قطعة أثرية تم اكتشافها ليتم تسليمها أصولا إلى متحف حمص .