في خطوة تعد انحرافا كبيرا في سياسة الخصوصية، قررت شركة "غوغل" السماح للمستخدمين في شبكتها الاجتماعية "غوغل بلس" التسجيل باستخدام أسماء مستعارة أو ألقاب أخرى. وفي الصيف الماضي، تصدت شبكة غوغل بلس للمستخدمين الذين استخدموا أسماء وهمية على الموقع في 7 أشهر من عمره، وهو ما يقول مراقبون إنه أدى إلى تدفق الناس إلى موقع فيسبوك الذي يسمح بالأسماء المفترضة. وقال محللون تقنيون إن الأشخاص الذين استخدموا وسائل الإعلام الاجتماعية كجزء من الحركات الاجتماعية، مثل تلك في إيران ومصر، كان من الضرورة بمكان لهم إخفاء هويتهم لأسباب تتعلق بالأمن والسلامة. وقال برادلي هورويتز نائب الرئيس لتطوير المنتجات في غوغل "اليوم نحن مسرورون لإطلاق الميزات التي من شأنها معالجة وتصحيح معظم هذه القضايا.. لم ننتهي من هذا الأمر بعد، ولكن يسعدني أن أعلن هذه الخطوة في مسيرتنا." وأثارت سياسة الخصوصية من شركة غوغل انتقادات عديدة، إذ أشار البعض إلى أن من شأن ذكر الأسماء الحقيقية للمستخدمين تعريض النشطاء السياسيين للأذى بالكشف عن هويتهم الأصلية، وكذلك الحال مع ضحايا التحرشات، وغيرهم. وفي العام الماضي، قال رئيس شركة غوغل، إن استخدام "غوغل بلس" ما هو إلا خيار بالنسبة لمن يخشون على سلامتهم، ولا أحد يجبر المستخدمين على اللجوء إلى هذه الخدمة من غوغل، وبالتالي فإن من يخشون ذلك يجب ألا يستخدموا غوغل بلس. وأشار إلى أنه بالنسبة لدول مثل سوريا وإيران، فهي دول لا تعتمد مبدأ الخصوصية، وبالتالي فإن هذا الأمر لا يسري فيها باعتماد الأسماء الوهمية، والمستخدمون معرضون للخطر دائماً إذا كانت لديهم أنشطة مناوئة للأنظمة الحاكمة. وفي ديسمبر/كانون أول الماضي، أظهرت تقديرات أولية أن عدد مستخدمي موقع "غوغل بلس" وصل إلى 62 مليون مستخدم، بينما يستقطب الموقع نحو 625 ألف مستخدم يوميا. وقال بول ألن الذي يراقب نمو الشبكات الاجتماعية إن السبب وراء ذلك "قد يكون موسم العطلات، أو بسبب الإعلانات التلفزيونية، واشتراكات نظام أندرويد، أو ربما الانتشار الإيجابي للموقع، أو مزيج من كل هذه العوامل." وأضاف ألن "لكن ليس هناك شك أن عدد المستخدمين الجدد في غوغل بلس تسارع بشكل ملحوظ كل يوم في الأسابيع القليلة الماضية." ويتبع ألين، مؤسس موقع أنسيستري دوت كوم، نهجا غير عادية للوصول إلى تقديراته، إذ أجرى هو وموظفوه بحثا عن مئات من الأسماء التي تتبعوها منذ يوليو/تموز، ومن ثم يحللون حجم الشبكة. وقال ألن "على هذا المنوال، فسوف يصل عدد مستخدمي غوغل بلاس إلى 100 مليون مستخدم بحلول 25 فبراير/شباط المقبل، و200 مليون بحلول شهر أغسطس/آب المقبل، أما بحلول هذا الوقت من العام المقبل، فسيصل عدد المستخدمين إلى 300 مليون." ولم يقدم ألن تفاصيل حول نشاط مستخدمي غوغل ال62 مليونا، وفيما إذا كان جميعهم يستخدمون الموقع بنفس التكرار والوتيرة.