تسبب ارتداء ملكة هولندا بياتركس غطاءً للرأس أثناء زيارتها لعدد من المساجد في كل من الإمارات العربية المتحدة وسلطنة عُمان مؤخراً، في إثارة انتقادات واسعة تجاه الملكة، التي حرصت على إبداء احترامها للتقاليد الإسلامية. وتناقلت وسائل الإعلام الهولندية صور للملكة بياتركس أثناء زيارتها لمسجد الشيخ زايد، في العاصمة الإماراتيةأبوظبي، في الثامن من يناير/ كانون الثاني الجاري، قبل أن تقوم بزيارة مسجد السلطان قابوس الكبير، في العاصمة العُمانية مسقط، في وقت لاحق الخميس، رغم الجدل الدائر في بلادها. ونقلت إذاعة هولندا العالمية عن أحد قراء صحيفة "الفولكس كرانت" كتب معلقاً على تلك الصور، قائلاً: "كل الاحترام للملكة التي كانت مثالا يُقتدى به"، بينما علق آخر بقوله: "جميل أن تظهر الملكة احترامها، لكن للأسف فإن المسلمين في هولندا لا يظهرون دائماً احترامهم." وقاد زعيم حزب "الحرية" اليميني المتشدد، خيرت فيلدرز، حملة الانتقادات ضد الملكة، واصفاً قبولها ارتداء غطاء الرأس وعباءة طويلة بانه "تشجيع لاضطهاد النساء المسلمات في العالم"، كما استغل المناسبة لتجديد تحذيراته من أن تتحول هولندا إلى "قلعة إسلامية متشددة"، بحسب وصفه. ووصف فيلدرز لباس الملكة بأنه "عرض مخز"، وتساءل عما إذا ما كان بوسع الحكومة تجنب ما وصفها ب"الحادثة"، كما تساءل عما إذا ما كانت الملكة نفسها تدرك أنها بفعلها هذا "تضفي الشرعية على اضطهاد المرأة في الإسلام"، على حد تعبيره. إلا أن حزب "ديمقراطيو 66" انتقد تصريحات السياسي اليميني المعروف بعدائه للإسلام، وقال إنه "من المعتاد التأقلم مع عادات البلد المضيف، تماماً كما يفعل فيلدرز نفسه عندما لبس الطاقية اليهودية خلال زيارته لحائط المبكى في القدس." أما وزير الخارجية الهولندي، أوري روزنتال، الذي يرافق الملكة في جولتها الخارجية، فرد على الانتقادات الموجهة للملكة بقوله إنها "ارتدت الحجاب من باب الاحترام والتقاليد الإسلامية." وأضاف قائلاً: "زيارة الجامع بدون اللباس لم يكن خياراً، وفي هذا الحالة كان علينا رفض الدعوة لزيارة أحد أهم مساجد الإمارات العربية المتحدة"، وأوضح أن الملكة بياتركس لطالما تتماشى في لباسها مع العادات إذا قامت بزيارة كنيس يهودي، أو كاتدرائية مسيحية. وزارت الملكة المسجد برفقة الأمير وليام ألكسندر ولي العهد، وزوجته الأميرة ماكسيما، التي ارتدت أيضاً لباساً طويلاً وغطاءً للرأس.