آخر تحديث للمقالة بتاريخ : 28 يناير 2018 الساعة : 1:58 مساءً التعلم النشط في ظل الانفجار المعرفي المتسارع ونتائج الابحاث الحديثة نجد أن طرق التعليم التقليدية التي يقدم فيها المعلم المعارف القائمة على مبدأ الحفظ والتلقين في غياب المشاركة والتفاعل والمناقشة وعرض المشكلة للمتعلم تعتبر طرق غير مجدية في وقتنا الحالي ، وخصوصاً مع وجود الانفتاح الثقافي الكبير ووسائل التواصل الاجتماعي والتغيرات الهائلة في المعارف والمعلومات التي أدت الى إيجاد مداخل واتجاهات حديثة لتطوير التعليم وتحديثه وقد ركزت هذه المداخل على دور المتعلم وجعلته محور العملية التعليمية وتحويل المتعلم من وضع المتلقي السلبي إلى وضع المتفاعل النشط بصورة إيجابية، ومساعدته على الاحتفاظ بالمعلومات وتطبيقها في مواقف جديدة، وتنمية مهارات التفكير العليا، مما يكسبه العديد من المهارات الشخصية والمعرفية والعقلية والأدائية ،وذلك من خلال ما يعرف بالتعلم النشط ، لقد ورد في كثير من الآيات القرآنية والأحاديث النبوية ومواقف للصحابة و السلف الصالح ما يشير إلى التعلم النشط كما في سورة البقرة ايه 259 ( أَوْ كَالَّذِي مَرَّ عَلَىٰ قَرْيَةٍ وَهِيَ خَاوِيَةٌ عَلَىٰ عُرُوشِهَا قَالَ أَنَّىٰ يُحْيِي هَٰذِهِ اللَّهُ بَعْدَ مَوْتِهَا فَأَمَاتَهُ اللَّهُ مِائَةَ عَامٍ ثُمَّ بَعَثَهُ قَالَ كَمْ لَبِثْتَ قَالَ لَبِثْتُ يَوْمًا أَوْ بَعْضَ يَوْمٍ قَالَ بَل لَّبِثْتَ مِائَةَ عَامٍ فَانظُرْ إِلَىٰ طَعَامِكَ وَشَرَابِكَ لَمْ يَتَسَنَّهْ وَانظُرْ إِلَىٰ حِمَارِكَ وَلِنَجْعَلَكَ آيَةً لِّلنَّاسِ وَانظُرْ إِلَى الْعِظَامِ كَيْفَ نُنشِزُهَا ثُمَّ نَكْسُوهَا لَحْمًا فَلَمَّا تَبَيَّنَ لَهُ قَالَ أَعْلَمُ أَنَّ اللَّهَ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (259)) ، وفي سورة المائدة ايه 30-31 (فَطَوَّعَتْ لَهُ نَفْسُهُ قَتْلَ أَخِيهِ فَقَتَلَهُ فَأَصْبَحَ مِنَ الْخَاسِرِينَ (30) فَبَعَثَ اللَّهُ غُرَابًا يَبْحَثُ فِي الْأَرْضِ لِيُرِيَهُ كَيْفَ يُوَارِي سَوْءَةَ أَخِيهِ قَالَ يَا وَيْلَتَا أَعَجَزْتُ أَنْ أَكُونَ مِثْلَ هَٰذَا الْغُرَابِ فَأُوَارِيَ سَوْءَةَ أَخِي فَأَصْبَحَ مِنَ النَّادِمِينَ (31)). . يعد برنامج التعلم النشط من البرامج التطويرية الحيوية في وزارة التعليم ، والذي يتناول بشكل مباشر تطوير عمليات التعليم والتعلم ،ولقد اعتمدت وزارة التعليم برنامج التعلم النشط في عام 1434ه لتحقيق مستوى أفضل من تفاعل الطلاب ونشاطهم في عمليات التعلم وفقاً لخطة تتضمن ست مراحل تعمل على تحقيق أهداف البرنامج على مدى خمس سنوات وتتمثل في مرحلة التأسيس ومرحلة الاستعداد ومرحلة بناء القدرات ومرحلة التمكين ومرحلة التمهين وأخيراً مرحلة تقييم المنجزات والتطوير ، وكل مرحلة من هذه المراحل لها عدد من المشاريع الحيوية التي من شأنها العمل على تحقيق أهداف البرنامج وفق رؤية المملكة العربية السعودية 2030، وذلك لبناء جيل قادر للوصول بالمملكة إلى أعلَى القمم في كافة المجالات المختلفة. . أن الاهتمام الحقيقي بالتعلم النشط قد أتخذ شكلا واضحاً في التسعينات، و أخذ الاهتمام به يزداد بشكل واضح منذ مطلع القرن الحادي والعشرين، حيث ظهر كأحد الاتجاهات التربوية والنفسية المعاصرة التي لها تأثير كبير في عملية التعلم داخل الصف وخارجه ، وبعد الاطلاع على مجموعة من الكتب والمراجع يتبن لنا بأن التعلم النشط له تعاريف ومفاهيم عديدة وإن اختلفت في صياغتها إلا أنها في النهاية ترمي إلى معنى واحد؛ وهو نشاط وإيجابية المتعلم في الموقف التعليمي من خلال استخدام حواسه المختلفة ، وهذا يقودنا الى تعريف التعلم النشط وفق هذه الفلسفة بأنه " طريقة تعليم وتعلم في آن واحد حيث يشارك الطلاب في الأنشطة والتمارين والمشاريع بفاعلية كبيرة ، من خلال بيئة تعليمية غنية ومتنوعة ، تسمح لهم بالإصغاء الإيجابي والحوار البناء والمناقشة الثرية والتفكير الواعي والتحليل السليم والتأمل العميق لكل ما تتم قراءته او كتابته او دراسته مع وجود معلم يشجعهم على تحمل مسؤولية تعليم أنفسهم ويدفعهم الى تحقيق الأهداف تحت اشرافه". . يعتمد التعلم النشط على مجموعة من الأسس منها إشراك المتعلمين في تحديد الأهداف التعليمية ، والاعتماد على تقويم المتعلمين أنفسهم وتقويم الأقران ، وتعلم كل متعلم حسب سرعته الذاتية ، وإشاعة جو من الطمأنينة والمرح والمتعة أثناء التعلم، وتقديم التغذية الراجعة أولا بأول ، أما الهدف من البرنامج فهو اكساب الطلاب مجموعة من المهارات والمعارف والاتجاهات المرغوب فيها ، وتشجيعهم على طرح الاسئلة وحل المشكلات والتعلم الذاتي و التنوع في الانشطة التعليمية التي تحقق الأهداف التربوية ، ونجد أن دور المعلم قد تغير لم يعد الملقن والمصدر الوحيد للمعلومات بل أصبح دورة موجه ومرشد وميسر للتعلَّم فهو لا يسيطر على الموقف التعليمي كما في التعليم التقليدي ولكنه يدير عملية التعلم بعملية مخططة ومنظمة داخل الصف وخارجه ، يتحقق نجاح البرنامج في توزيع الادوار داخل المدرسة بحيث لا يتوقف تنفيذ البرنامج على المعلم أو الطالب وإنما يكون العمل تكاملي مع قائد المدرسة والمرشد الطلابي ورائد النشاط ومحضر المختبر والمشرف التربوي ، لتحقيق أهدافه واستدامته . . تقوم الإدارة العامة للتعليم بمنطقة نجران ممثلة في إدارة الإشراف التربوي بمتابعة تنفيذ البرنامج وتطبيقه بناء على الخطة التنفيذية وبرامج التعلم النشط للوصول إلى تطوير مستمر ورفع مستوى تحصيل المتعلمين وفاعليتهم في التعليم وذلك من خلال دعم وتفعيل المجتمعات التعلم المهنة المدرسية للتعلم النشط عن طريق التدريب المباشر، وورش العمل، واللقاءات التربوية ، وبناء فرق دعم على مستوى إدارة التعليم ، وغيرها من أوعية التطوير المهني الفاعلة . . أ. منصور السرحاني مدير الإشراف التربوي بتعليم نجران "نجران نيوز"