بدأ تطبيق الواتس آب (أغلى صفقة استحواذ للفيسبوك) يشعر بالتضايق من مدى انتشار تطبيقات التراسل الآمنة ويبدو أنه يكرر الآن عادته القديمة بحظر أي ذكر أو رابط بشأن منافسيه عبر منصته. ما نعنيه هو أن تطبيق الواتس آب لنظام أندرويد يحظر روابط تؤدي لتيليجرام أحد أشهر تطبيقات المراسلة الآمنة في الوقت الحالي و لا يبدو أن هذا الحظر مجرد ثغرة في الكود البرمجي لتطبيق واتس آب، إذ أّن 80% من مستخدمي تطبيق واتس آب يستخدمون الأندرويد، وهذه نسبة كبيرة فعًلا. صحيح أن عدد مستخدمي تيليجرام حوالي 60 مليون وهو رقم ضئيل مقارنة بالمليار مستخدم الذي يتربع عليه تطبيق الواتس آب، لكن تطبيق المراسلة الأشهر الواتس آب كان قد حصل على تقييمات ضعيفة جدا في اختبارات الأمان لدى مؤسسة الحدود الإلكترونية، لذلك فتطبيقات المراسلة الآمنة والفعالة بدأت تنتشر ويمكن أن تعتبر هذا تهديدا لمكانة الواتس آب . في الربيع السنة السابقة، كان الواتس آب قد أعلن أنه يعمل مع شركة اوبن ويسبر سيستمز من أجل تقديم خدمة تشفير لرسائلها، لكن العملية كانت بطيئة و تدريجية إضافة إلى أن شركة اوبن ويسبر كانت قد أصدرت لتوها تطبيق مراسلة آمن ومشفر ( Signal ) والذي يوصي به ادوارد سنودن نفسه. بينما تطبيق تيليجرام على الجانب الآخر قدُسلطت عليه الأضواء واشتهر بشكل يدعو للريبة والاشتباه وحتى أن الجماعات الإرهابية أمثال داعش تنصح أتباعها باستعماله في نشاطها اليومي بدل الواتس آب والفايبر وماسنجر الفيسبوك أو سكايب وغيرهم لأجل تشفير اتصالاتهم. ومن الواضح أنها ستكون دعاية ممتازة للتيليجرام إن كان الواتس آب قد أضاف فعلا بعض التعديلات التي تحظر روابطه ولاسيما بعد أن أغلق الفيسبوك صفحته على الشبكة الاجتماعية، على الرغم من أن مؤسس التيليجرام لم يزعجه الأمر اطلاقا، قائلا " نحن لا نستخدمهما ( أي الواتس آب والفيسبوك )، لهذا لم نلاحظ الأمر أصلا !"، وهو رد ساخر لكنه قوي