تحتفل المملكة العربية السعودية قيادة وشعباً كل عام بذكرى إعلان الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود – رحمه الله – توحيد هذه البلاد المباركة تحت راية ( لا إله إلا الله محمد رسول الله )، وإطلاق اسم (المملكة العربية السعودية) عليها في التاسع عشر من شهر جمادى الأولى من عام 1351ه بعد كفاح استمر 32 عاماً أرسى خلالها قواعد هذا البنيان على هدى كتاب الله الكريم وسنة رسوله الأمين – صلى الله عليه وسلم – سائراً في ذلك على نهج أسلافه من آل سعود، لتنشأ في ذلك اليوم دولة فتية تزهو بتطبيق شرع الإسلام، وتصدح بتعاليمه السمحة وقيمه الإنسانية في كل أصقاع الدنيا ناشرة السلام والخير والدعوة المباركة باحثة عن العلم والتطور سائرة بخطى حثيثة نحو غد أفضل. وهذا العام حلّت ذكرى اليوم الوطني الخامسة والثمانين للمملكة يوم الأربعاء 9 ذو الحجة لعام 1436 هجرية / قمرية، المقابل لغرة برج الميزان من العام 1394 هجرية / شمسية، الموافق الثالث والعشرين من سبتمبر 2015 م، واستعاد أبناء المملكة في هذا اليوم أمجاد الوطن التي بدأت منذ عهد الملك عبدالعزيز – رحمه الله – وتوالت من بعده في عهود أنجاله الملوك – رحمهم الله – حتى عهد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود – حفظه الله – الذي تلمس الجميع حرصه واهتمامه الكبير – أيده الله – برفعة الوطن والمواطن، والعمل على تحقيق ما يكفل ديمومة الاستقرار وثبات المسار لهذه البلاد المباركة بكل حكمة واقتدار. وبالعودة إلى صفحات التاريخ، فقد ارتسمت على أرض المملكة مسيرة توحيد في ملحمة كفاح تمكن فيها الملك عبدالعزيز آل سعود – رحمه الله – من جمع قلوب أبناء وطنه على كتاب الله الكريم وسنة رسوله الأمين صلى الله عليه وسلم، وقادهم في سباق مع الزمان والمكان لعمارة الأرض وإرساء قواعد وأسس وطن الشموخ. ويستلهم أبناء الوطن من ذكرى اليوم الوطني الهمة والعزيمة لمواصلة العمل والعطاء للرقي بالبلاد، بينما يقف الباحثون والمؤرخون وقفة تأمل وإعجاب في تاريخ هذا الكيان الشامخ وقدرته على البناء وتخطي العوائق والصعاب والتغلب على كل التحديات بفضل من الله وتوفيقه أولا ثم بالإيمان القوي والوعي التام بوحدة الهدف وصدق التوجه في ظل تحكيم شرع الله والعدل في إنفاذ أحكامه لتشمل كل مناحي الحياة . وكانت الدولة السعودية الأولى المؤرخة عام 1157ه قد قامت بمناصرة الإمام محمد بن سعود آل سعود رحمه الله لدعوة الشيخ محمد بن عبد الوهاب -رحمه الله- الهادفة إلى تصحيح المعتقدات الشرعية مما شابها من الشبهات والجهل، حيث قام الأمام بجهود كبيرة في مؤازرة دعوة الشيخ محمد – رحمه الله- وتطلعاته إلى مجتمع تتمثل في جميع شؤون حياته سمات المجتمع المسلم الصحيحة . واتفق الإمام والشيخ في ذلك العام على التعاون للعودة بالمجتمع في جزيرة العرب إلى عقيدة الإسلام كما كانت عليه في صدر الإسلام ووفقا لما جاء به رسول الأمة محمد عليه الصلاة والسلام، وسارا على هذا السبيل لتحقيق هذا الهدف الكبير. وفى عام 1240ه قامت الدولة السعودية الثانية بقيادة الإمام المؤسس الثاني تركي بن عبد الله بن محمد بن سعود آل سعود -رحمه الله- الذي واصل ومن بعده أبناؤه نهج أسلافهم نحو ثمانية وستين عاما حتى انتهى حكم الدولة السعودية الثانية عام 1308ه . وكان بزوغ فجر اليوم الخامس من شهر شوال من العام 1319ه إيذانا بعهد جديد، إذ استعاد الموحّد الباني الملك عبد العزيز -رحمه الله- مدينة الرياض ملك آبائه وأجداده في صورة صادقة من صور البطولة والشجاعة والإقدام فوضع أولى لبنات هذا البنيان الكبير على أسس قوية هدفها تحكيم شرع الله والعمل بكتابه وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم. وواصل الملك عبدالعزيز آل سعود – رحمه الله – كفاحه لإعلاء كلمة الله ونشر عقيدة التوحيد الصافية والعودة بالأمة في هذه البلاد المباركة إلى دين الله عودة نصوحا على نهج قويم يحوطه الحزم وقوة الإرادة، ولم يفت في عضده ورجاله قلة العدد والعدة وانطلق من الرياض بذلك الإيمان الصادق في جهاده حتى جمع الله به الصفوف وأرسى دعائم الحق والعدل والأمن والأمان. وتوحدت القلوب على كتاب الله وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم فتوحدت أرجاء البلاد وأينعت تلك الجهود أمنا وأمانا واستقرارا وتحول المجتمع من قبائل متناحرة إلى شعب متحد ومستقر يسير على هدي الكتاب والسنة النبوية . وتفيأ المواطن الأمن والأمان وكذا الحاج والمعتمر وزائر مسجد الرسول المصطفى عليه الصلاة والسلام وأصبحت السبل إلى الحرمين الشريفين آمنة ميسرة وهي الغاية التي كانت هاجس الملك عبد العزيز الذي لا يفارقه بغية خدمة دين الله وخدمة المسلمين كافة. ومثلما أرسى طيب الله ثراه دعائم الحكم داخل بلاده على هدي القرآن الكريم والسنة النبوية المطهرة فقد اعتمد النهج نفسه في علاقات المملكة وسياساتها الخارجية. وانطلاقا من هذا النهج وهذا التوجه الإسلامي القويم دعا المؤسس -رحمه الله- إلى التعاون العربي والتضامن الإسلامي وأسهم إسهاما متميزا في تأسيس جامعة الدول العربية واشترك في الأممالمتحدة عضوا مؤسسا كما سجّل له التاريخ مواقف مشهودة في كثير من الأحداث العالمية والقضايا الإقليمية والدولية. ورحل الملك عبد العزيز -رحمه الله- بعد أن أرسى منهجا قويما سار عليه أبناؤه من بعده لتكتمل أطر الأمن والسلام وفق المنهج والهدف نفسه المستمدين من شرع الله المطهر كتاب الله وسنة رسوله. وكان الملك سعود بن عبدالعزيز آل سعود -رحمه الله- أول السائرين على ذلك المنهج والعاملين في إطاره حتى برزت ملامح التقدم واكتملت هياكل عدد من المؤسسات والأجهزة الأساسية في الدولة، وجاء من بعده رائد التضامن الإسلامي الملك فيصل -رحمه الله- فتتابعت المنجزات الخيّرة وتوالت العطاءات وبدأت المملكة في عهده تنفيذ الخطط الخمسية الطموحة للتنمية. وتدفقت ينابيع الخير عطاءً وافرا بتسلم الملك خالد -رحمه الله- الأمانة فتواصل البناء والنماء خدمة للوطن والمواطن بخاصة والإسلام والمسلمين بعامة واتصلت خطط التنمية ببعضها لتحقق المزيد من الرخاء والاستقرار. وازداد البناء الكبير عزا ورفعة وساد عهد جديد من الخير والعطاء والنماء والإنجاز بعد مبايعة خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز آل سعود -رحمه الله- ملكا على البلاد. وتميزت الإنجازات في عهده -رحمه الله- بالشمولية والتكامل لتشكل عملية تنمية شاملة في بناء وطن وقيادة حكيمة فذة لأمة جسّدت ما اتصف به الملك فهد بن عبدالعزيز -رحمه الله- من صفات عديدة من أبرزها تمسكه بكتاب الله وسنة رسوله وتفانيه في خدمة وطنه ومواطنيه وأمته الإسلامية والمجتمع الإنساني أجمع في كل شأن وفي كل بقعة داخل الوطن وخارجه إضافة إلى حرصه الدائم على سن الأنظمة وبناء دولة المؤسسات والمعلوماتية في شتى المجالات مع توسع في التطبيقات قابلته أوامر ملكية سامية تتضمن حلولا تنموية فاعلة لمواجهة هذا التوسع. ولم تقف معطيات الملك فهد -رحمه الله- عند ما تحقّق من منجزات شاملة فقد واصل العمل بالليل والنهار يتلمس كل ما يوفر المزيد من الخير والازدهار لهذا البلد وأبنائه فأصبحت ينابيع الخير في ازدياد يوما بعد يوم وتوالت العطاءات والمنجزات الخيّرة لهذه البلاد الكريمة. وترك نبأ وفاة الملك فهد بن عبدالعزيز -رحمه الله- أثرا وحزنا عميقين في نفوس أبناء المملكة والأمتين العربية والإسلامية بخاصة والعالم بعامة لفقد قائد فذّ نذر نفسه لخدمة دينه وأمته منذ اضطلاعه بمسؤولياته وعمل بإخلاص وتفان من أجل قضايا الأمة والعالم أجمع. واستمرت نهضة المملكة في عهد خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبد العزيز -رحمه الله- ففي يوم الاثنين 26 / 6 / 1426ه الموافق 1 أغسطس 2005م بايعت الأسرة المالكة صاحب السمو الملكي الأمير عبد الله بن عبدالعزيز آل سعود -رحمه الله- ولي العهد ملكا على البلاد وفق المادة الخامسة من النظام الأساسي للحكم، وبعد إتمام البيعة أعلن خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز ملك المملكة العربية السعودية، اختيار صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبدالعزيز – رحمه الله – وليا للعهد حسب المادة الخامسة من النظام الأساسي للحكم. ووجّه خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبدالعزيز -رحمه الله – في 28 جمادى الآخرة 1426ه الموافق 3 أغسطس 2005م كلمة للمواطنين والمواطنات قال فيها : اقتضت إرادة الله – عز وجل – أن يختار إلى جواره أخي العزيز وصديقعمري خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبد العزيز آل سعود تغمده الله بواسع رحمته وأسكنه فسيح جناته بعد حياة حافلة بالأعمال التي قضاها في طاعة الله -عز وجل – وفي خدمة وطنه وفي الدفاع عن قضايا الأمتين العربية والإسلامية. في هذه الساعة الحزينة نبتهل إلى الله – عز وجل – أن يجزي الراحل الكبير خير الجزاء عما قدمه لدينه ثم لوطنه وأمته وأن يجعل كل ذلك في موازينه وأن يمنّ علينا وعلى العرب والمسلمين بالصبر والأجر". ومضى – رحمه الله- قائلا : إنني إذ أتولى المسؤولية بعد الراحل العزيز .. أشعر أن الحمل ثقيل وأن الأمانة عظيمة أستمد العون من الله – عز وجل – وأسال الله سبحانه أن يمنحني القوة على مواصلة السير في النهج الذي سنه مؤسس المملكة الملك عبدالعزيز – طيب الله ثراه – واتبعه من بعده أبناؤه الكرام – رحمهم الله – وأعاهد الله ثم أعاهدكم أن أتخذ القرآن دستورا والإسلام منهجا وأن يكون شغلي الشاغل إحقاق الحق وإرساء العدل وخدمة المواطنين كافة بلا تفرقة ثم أتوجه إليكم طالبا منكم أن تشدوا أزري وأن تعينوني على حمل الأمانة وأن لا تبخلوا علي بالنصح والدعاء". وشهدت المملكة في عهد الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود –رحمه الله- المزيد من المنجزات التنموية العملاقة على امتداد الوطن في مختلف القطاعات التعليمية والصحية والنقل والمواصلات والصناعة والكهرباء والمياه والزراعة والاقتصاد , منها مشروعات المسجد الحرام والمشاعر المقدسة وتحسين البنية التحتية والرعاية الصحية الأولية والتعليم العام والعالي والفني والإسكان الشعبي ورفع رؤوس أموال صناديق التنمية .. كما عزّزت احتياطيات الدولة ، ودُعم صندوق الاستثمارات العامة . إضافة إلى إنشاء مدن اقتصادية منها مدينة الملك عبدالله الاقتصادية في رابغ ومدينة الأمير عبدالعزيز بن مساعد الاقتصادية في حائل ومدينة جازان الاقتصادية ومدينة المعرفة الاقتصادية بالمدينةالمنورة إلى جانب مركز الملك عبدالله المالي بمدينة الرياض وإعلان مطار المدينةالمنورة مطاراً دولياً وتوسعة مطار الملك عبدالعزيز الدولي بجدة وإنشاء مطار المدينة الاقتصادية برابغ. وتضاعف أعداد جامعات المملكة من ثمان جامعات إلى حوالي خمس وعشرين جامعة إلى جانب افتتاح العديد من الكليات والمعاهد التقنية والصحية وكليات تعليم البنات وتتابعت في عهد خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود -رحمه الله- المنجزات التنموية على امتداد أنحاء الوطن في كل مناطقه، وتوالت القرارات التي اتخذها في سبل تحسين المستوى المعيشي للمواطنين، ودعم المخصصات للقطاعات الخدمية ، فضلا عن دوره الرائد في خدمة القضايا العربية والإسلامية ، وإرساء دعائم العمل السياسي الخليجي والعربي والإسلامي والدولي ، وصياغة تصوراته والتخطيط لمستقبله , ودوره -رحمه الله- في تأسيس الحوار العالمي بين أتباع الديانات و الثقافات والحضارات المعتبرة . وترك نبأ وفاة الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود -رحمه الله- أثرا وحزنا عميقين في نفوس أبناء المملكة والأمتين العربية والإسلامية بخاصة والعالم بعامة لفقد قائد فذّ نذر نفسه لخدمة دينه وأمته منذ اضطلاعه بمسؤولياته وعمل بإخلاص وتفان من أجل قضايا الأمة والعالم أجمع. وودعت المملكة بالحزن والألم رجلاً زرع محبته في قلوب الجميع بإنسانيته العظيمة وبصفات الأبوة في قربه الشديد من شعبه الذي عاش معه التحول الكبير والتطوير الهائل الذي شهدته هذه الأرض المباركة بالبذل والعطاء . وفي الثاني من شهر ربيع الآخر 1436ه الموافق الثاني والعشرين من شهر يناير 2015م بويع صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز آل سعود الذي كان وليا للعهد آنذاك ملكاً على البلاد وفق النظام الأساسي للحكم . ووجه خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود أيده الله العزاء إلى الشعب السعودي الوفي والأمة العربية والإسلامية في وفاة فقيد الأمة الغالي خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود رحمه الله سائلا الله له المغفرة والرضوان . وقال في كلمته المشهورة أيده الله : الحمد لله القائل ( كل من عليها فان ، ويبقى وجه ربك ذو الجلال والإكرام )، والصلاة والسلام على رسوله محمد وآله وصحبه:بقلوب مؤمنة بقضاء الله وقدره ، ومليئة بالحزن والأسى، أتوجه إلى الشعب السعودي الوفي والأمة العربية والإسلامية بالعزاء في فقيد الأمة الغالي خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز رحمه الله، الذي شاء الله عز وجل أن يختاره إلى جواره ، بعد أن أمضى حياته مبتغيا طاعة ربه ، وإعلاء دينه ، ثم خدمة وطنه وشعبه ، والدفاع عن قضايا الأمتين العربية والإسلامية. وأضاف : إننا لنسأل الله تعالى أن يتغمده بواسع رحمته وأن يسكنه فسيح جناته ، وأن يجزيه خير الجزاء عما قدمه من أعمال جليلة في خدمة دينه ثم وطنه وأمته . كما نسأله سبحانه أن يرزقنا الصبر والأجر ولا نقول إزاء هذا المصاب الجلل إلا ما أمرنا الله به ( إنا لله وإنا إليه راجعون ). ومن هنا نستطيع القول إن ثقل المملكة إقليمياً ودولياً يتضح يوما بعد يوم، فهي محور أمتها العربية وعالمها الإسلامي واتضح ذلك جليا حين تقاطر زعماء من كل أنحاء العالم أو من ينوب عنهم معزين في فقد الملك عبدالله بن عبدالعزيز – رحمه الله – ومهنئين بقدوم خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود – حفظه الله -. وجسّد الملك سلمان بن عبدالعزيز توجه الدولة على الصعيد الداخلي في مستهل كلمته التي وجهها لأبناء الوطن إبان توليه مقاليد الحكم قائلا : " شاء الله أن أحمل الأمانة العظمى، أتوجه إليه سبحانه مبتهلاً أن يمدني بعونه وتوفيقه ، وأسأله أن يرينا الحق حقاً وأن يرزقنا اتباعه ، وأن يرينا الباطل باطلا ويرزقنا اجتنابه ، وسنظل بحول الله وقوته متمسكين بالنهج القويم ، الذي سارت عليه الدولة منذ تأسيسها على يد الملك المؤسس عبدالعزيز رحمه الله حتى عهد الملك سلمان بن عبدالعزيز رعاه الله ، ولن نحيد عنه أبدًا ، فدستورنا هو كتاب الله تعالى وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم. وشهدت المملكة العربية السعودية في عهد الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود – حفظه الله- تحولات عديدة على جميع الأصعدة الاقتصادية والسياسية والاجتماعية امتداداً للعديد من النجاحات التي حققتها المملكة إقليميًا ودوليًا. ومن خبرة واسعة ودراية تامة لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود – حفظه الله – بأمور الدولة واهتمام المواطنين، ومن مبدأ استعانته بالكوادر الشابة المؤهلة لدعم مسيرة التنمية، ولنقل صورة حقيقة للعالم أجمع عما تشهده المملكة من حراك ونهضة تنموية شاملة في جميع القطاعات عبر الاستعانة بالكوادر الشابة والمؤهلة في هذه المرحلة، أصدر – أيده الله – قراراً باختيار صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن نايف بن عبد العزيز ولياً للعهد وتعيينه نائباً لرئيس مجلس الوزراء ووزيراً للداخلية ورئيساً لمجلس الشؤون السياسية والأمنية، فيما اختير صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز ولياً لولي العهد وتعيينه نائباً ثانياً لرئيس مجلس الوزراء ووزيراً للدفاع ورئيساً لمجلس الشؤون الاقتصادية والتنمية. كما أصدر – حفظه الله – العديد من القرارات الحكيمة التي تعكس استمرار النهضة تنموياً وتعليمياً وثقافياً بالمملكة و تلامس عن كثب احتياجات المواطن وتنميته ، وتحقيق مزيد من العناية بالأمن والاقتصاد من خلال تشكيل مجلسين اقتصادي وأمني. واشتملت قراراته أيده الله على إعادة رسم هيكلة مجلس الوزراء، وتنظيم الهيئات والأجهزة التي تتبعه بشكل يتوافق مع ما تعيشه المملكة في الوقت الحاضر من متغيرات في مختلف المجالات تستدعي من الجميع التحرك لمواكبتها بما يتوافق مع منهجنا الشرعي ويحقق النماء والتطور للبلاد. وفي هذا السياق قال خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز (من المؤمل في وزرائنا وأمراء مناطقنا الخير إن شاء الله ، وهم من جذور هذه البلاد التي وحدها الله ثم الملك عبدالعزيز على كتاب الله وسنة رسوله ، الحمد لله تنعم بالأمن والرخاء والاستقرار والوحدة في القلوب . وأضاف أن المملكة قبلة المسلمين حجهم وعمرتهم وزيارتهم ومهبط الوحي في مكةوالمدينة، الحمد لله في أمن واستقرار، نحمد الله عليه ، ونسأل الله عز وجل أن يرزقنا شكر نعمته ، وإخلاصنا لبلدنا وشعبنا هذا هو الشيء الذي تربينا عليه من عهد ملوكنا السابقين منذ عهد الملك عبدالعزيز رحمه الله وآخرهم الملك عبدالله، الله يغفر له ويرحمه، توصيته دائما لي خدمة مواطنينا وديننا قبل كل شي .) وقال أيده الله «نحن عازمون على مواصلة العمل الجاد الدؤوب ؛ من أجل خدمة الإسلام وتحقيق كل الخير لشعبنا الوفي النبيل ودعم القضايا العربية والإسلامية , والإسهام في ترسيخ الأمن والسلم الدوليين والنمو الاقتصادي العالمي , وندعو المولى العلي القدير , أن يعيننا على تحمل المسؤولية وأداء الأمانة كما يحب ويرضى». وقال – حفظه الله – أثناء استقباله أصحاب السمو الملكي الأمراء وسماحة المفتي وأصحاب الفضيلة العلماء والمعالي الوزراء ورئيس وأعضاء مجلس الشورى (إن كل مواطن في بلادنا وكل جزء من أجزاء وطننا الغالي هو محل اهتمامي ورعايتي فلا فرق بين مواطن وآخر، ولا بين منطقة وأخرى، وأتطلع إلى إسهام الجميع في خدمة الوطن، ولقد وجهت سمو وزير الداخلية بالتأكيد على أمراء المناطق باستقبال المواطنين والاستماع لهم ورفع ما قد يبدونه من أفكار ومقترحات تخدم الوطن والمواطن وتوفر أسباب الراحة لهم. لقد أكدت على جميع المسؤولين وبخاصة مجلس الشؤون السياسية والأمنية ومجلس الشؤون الاقتصادية والتنمية، بمضاعفة الجهود للتيسير على المواطنين، والعمل على توفير سبل الحياة الكريمة لهم، وهو أقل الواجب المنتظر منهم، ولن نقبل أي تهاون في ذلك. وفي هذا الصدد أخاطب الوزراء والمسؤولين في مواقعهم كافة أننا جميعاً في خدمة المواطن الذي هو محور اهتمامنا، وقد وجهنا بمراجعة أنظمة الأجهزة الرقابية بما يكفل تعزيز اختصاصاتها والارتقاء بأدائها لمهامها ومسؤولياتها، ويسهم في القضاء على الفساد ويحفظ المال العام ويضمن محاسبة المقصرين. ) ومن ضمن الأوامر والقرارات التي أصدرها خادم الحرمين الشريفين حفظه الله دمج وزارتي التعليم العالي والتربية والتعليم في وزارة التعليم، في خطوة إيجابية تؤكد النظرة الثاقبة لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز – أيده الله – في توحيد جهود التعليم في المملكة، ورسم الخطط التي تتواءم مع نهضة التعليم في العالم، وفق أسس علمية سليمة تبدأ من مرحلة الحضانة حتى مرحلة الدراسات العليا، بحيث يتم بناء الإنسان منذ مراحل مبكرة من عمره، ويتابع عبر برامج تعليمية مدروسة تتوافق مع كل مرحلة عمرية يمر بها الطالب أو الطالبة، ليتم – بإذن الله – بناء جيل متعلم قادر على التكيّف مع متغيرات الزمن ومستجداته، وفي الوقت ذاته يُدرك كيفية التعامل معها. وقد أكد خادم الحرمين الشريفين على اهتمامه بالتعليم حين قال ( وجهنا بتطوير التعليم من خلال التكامل بين التعليم بشقيه العام والعالي وتعزيز البنية الأساسية السليمة له بما يكفل أن تكون مخرجاته متوافقة مع خطط التنمية وسوق العمل ، ولأبنائنا وبناتنا أقول : لقد سخرت لكم دولتكم كل الإمكانات ، ويسرت لكم كل السبل لتنهلوا من العلم في أرقى الجامعات في الداخل والخارج ، والوطن ينتظر منكم الكثير ، فعليكم أن تحرصوا على استغلال أوقاتكم في التحصيل ، فأنتم استثمار المستقبل للوطن ونحن حريصون كل الحرص على إيجاد فرص العمل بما يحقق لكم الحياة الكريمة ، وعلى الحكومة والقطاع الخاص مسؤولية مشتركة في هذا الجانب.) وتعطي الأوامر والقرارات الملكية التي أصدرها حفظه الله زخماً كبيراً للكيان الذي أسسه المغفور له بإذن الله الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود -رحمه الله- فهذه القرارات تصب في مصلحة الوطن ولا يقف أثرها عند المرحلة الحالية بل تمتد لسنوات مستقبلية مديدة في جميع المستويات ، كما تهدف في مجملها إلى دفع عجلة التنمية باتجاه المزيد من الانجاز والعطاء للوطن والمواطن" ولتعكس النقلة الجديدة في مسيرة المملكة, بتعزيز خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود حفظه الله دور الشباب السعودي المؤهل في نهضة المملكة وتطور أنظمتها السياسية والاقتصادية . ولخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز حفظه الله بصمات واضحة في تطوير العاصمة الرياض عندما كان أميراً لها، حيث شهدت في عهده أيده الله خطوات كبيرة وتنمية شاملة جعلتها أحد أهم العواصم في العالم . كما أن لمكانته حفظه الله الثقل الكبير في خدمة المملكة وأبنائها لما له من الخبرة الطويلة في إدارة الشؤون المحلية والإنجازات العالمية الكبيرة. ففي مجال استتباب الأمن في البلاد أولى خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز ال سعود أيده الله هذا الجانب جلّ اهتمامه ورعايته منذ وقت طويل وكان تركيزه الدائم حفظه الله على أن الاحتكام إلى الشريعة الإسلامية من أهم المرتكزات التي يجب أن يقوم عليها البناء الأمني للمملكة العربية السعودية , يعضده ولي عهده صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن نايف ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية حفظه الله رجل الأمن بالمملكة في التصدي للإرهاب ومواجهته بحزم وكسر شوكته التي تفتخر بها المملكة على كافة المستويات المحلية، والإقليمية، والدولية . واستمرت مبادرات المملكة العربية السعودية في الأعمال الإنسانية وحضورها , داعما مساعدا للمنكوبين والمحتاجين في إطار حرص من حكومة المملكة العربية السعودية على أن تكون المملكة سبّاقة في مد يد العون لنجدة أشقائها في كل القارات في أوقات الكوارث التي تلم بهم . وتوّجت – ذلك بصدور أمر ملكي بإنشاء مؤسسة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود رحمه الله العالمية للأعمال الخيرية والإنسانية إسهاماً في الأعمال الخيرية التي تهدف إلى خدمة الدين والوطن والأمة والإنسانية جمعاء ، ونشر التسامح والسلام ، وتحقيق الرفاهية ، وتطوير العلوم. وثمّن العالم للمملكة كل اعتزاز وتقدير المبادرات الإنسانية التي يقوم بها -حفظه الله- لمساعدة الأشقاء والأصدقاء وعلاج المرضى وإغاثة المنكوبين في النوازل والكوارث. ولخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز حفظه الله أيادي بيضاء رائده ، تعرفه شعوب البوسنة والهرسك وفلسطين ولبنان ومصر وأفغانستان وباكستان والأردن والجزائر وسوريا والسودان وبنجلاديش والعراق واليمن ، من خلال ترؤسه أيده الله لجاناً محلية وعليا وشعبية لمساعدة المنكوبين في تلك الدول جراء الحروب أو الفيضانات أو السيول أو الزلازل. كما كان له حفظه الله دور رائد في العمل الخيري في بالمملكة، من خلال مشروعه – أيده الله – جمعية الملك سلمان للإسكان الخيري الذي يرأس مجلس أدارته والذي أسهم على مدى 18عامًا في مساعدة الأسر المحتاجة بمنطقة الرياض، عبر إسكانهم، وتنمية قدراتهم لتحقيق حياة أفضل لهم ولأجيالهم في المستقبل – بإذن الله . وعلى الرغم من حجم المسؤوليّات الملقاة على عاتق الملك سلمان بن عبدالعزيز – حفظه الله – منذ أن كان أميرًا لإمارة منطقة الرياض حتى الآن، إلا أنه ظل داعمًا ومتابعًا لأعمال الجمعية مع نجله صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز ولي ولي العهد وزير الدفاع نائب رئيس الجمعية رئيس اللجنة التنفيذية، حتى حققت في فترة زمنية قياسية نتائج مثمرة تمثلت في : صناعة أسر منتجة، وتعليم أفرادها حتى وصلوا إلى مراحل متقدمة من التعليم الجامعي، وتوظيف الأكفّاء منهم بعد تأهيلهم في قطاعات متعددة، ودعم من يرغب في إقامة مشروع تجاري حرّ، ناهيك عن الدور المتميز في نفض غبار الأمية بين تلك الأسر. كما ترأس – أيده الله – العديد من اللجان، والمشروعات، والجمعيات ذات الطابع الإنساني، والتنموي، والخيري. لقد عٌرف عن خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود – حفظه الله – حرصه واهتمامه بالعمل الخيري ودعمه , وذلك انطلاقاً من كلمته خلال حفل الجمعية الخيرية لرعاية الأيتام بالرياض عام 1427ه والتي قال فيها " نحن والحمد لله دولة وشعباً أمرنا أن نعتني بالأيتام و الفقراء وأن نقدم له كل ما نستطيع من عون وعناية، وهذه – والحمد لله – سجية أبناء هذا الوطن ملكاً وحكومة وشعباً ". وفي السياق ذاته أولى أيده الله اهتماماً شخصياً برعاية مرضى الفشل الكلوي ، حيث أن فعل الخير وتقديم البر والإحسان للناس كافة هي صفة لازمت خادم الحرمين الشريفين في كل مراحل عمره وفي جميع أحواله ، فقد جُبل على عمل الخير والسعي الحثيث له في تشييد المشاريع الإنسانية والخيرية، مما يؤكد أنها فطرة وسجية ورثها من والده الملك الموحد الملك عبدالعزيز آل سعود – طيب الله ثراه . فالعمل الإنساني والثقافي حظي باهتمام خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود – حفظه الله – , منذ عام 1376ه عندما رأس عدداً من الجمعيات والهيئات واللجان الرئيسية للعمل الخيري في الداخل والخارج ورعى ودعم العديد من المشروعات ذات الصلة بخدمة المجتمع عامة وخدمة ذوي الإعاقة خاصة من بينها الرئيس الفخري لجمعية الإعاقة الحركية للكبار ومركز الأمير سلمان لبحوث الإعاقة وجمعية الأمير سلمان الخيرية وغيرها من المراكز التي تقدم خدمات عديدة في مجال التشخيص والعلاج والتأهيل . وفي مجال الاهتمام باحتياجات المجتمع والشباب خاصة يولي خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز حفظه الله اهتماماً كبيراً بكافة احتياجات أفراد المجتمع والشباب خاصة من أجل أن يكونوا عماد المستقبل ومصدر فخر للوطن من خلال سعيه الحثيث لإيصال رسالة تأسيس روح المبادرة وترسيخها لديهم والإسهام في بناء جيل مبدع من القيادات الشابة للمشاركة في دفع مسيرة الاقتصاد الوطني وتحقيق التقدم والازدهار للوطن وأبناءه في كل المجالات . فيعمل مركز الملك سلمان للشباب على بث روح العمل الريادي وروح المنافسة الشريفة وإثبات الذات لدى شباب الوطن , إضافة إلى جائزة الملك سلمان لشباب الأعمال التي تشمل ثمانية فروع للأعمال الصناعية والتجارية والخدمية والزراعية وغيرها وما تحققه من نجاحات لهو يمثل أكبر داعم ومحفز لأبناء الوطن وشغلت قضايا الأمة الإسلامية وتطوراتها دوما اهتمام قادة وحكومة المملكة العربية السعودية ، ومن ذلك دعوتها لعقد القمة الاستثنائية الثالثة في مكةالمكرمة في يومي 5 و 6 ذي القعدة 1426ه الموافق 7 و 8 ديسمبر 2005م إيمانا منها بضرورة إيقاظ الأمة الإسلامية وإيجاد نوع من التكامل الإسلامي بين شعوبها ودولها والوصول إلى صيغة عصرية للتعامل فيما بينها أولا ومع الدول الأخرى التي تشاركنا الحياة على هذه الأرض ثانيا ، إضافة إلى العمل الجاد على حل مشكلات الدول الفقيرة من خلال صندوق خاص لدعمها وجعلها تقف على قدميها . كما دعت لعقد قمة التضامن الإسلامي في مكةالمكرمة يومي 26 و 27 رمضان 1433ه الموافق 14 و 15 أغسطس 2012م التي جاءت في وقتها للمّ شمل الأمة الإسلامية وتأكيد اللحمة بين البلدان الإسلامية ولتدعيم تمسك الأمة الإسلامية بدينها الحنيف وإعادة اللحمة إلى شعوبها وتعزيز التضامن العربي والإسلامي في عالم تحكمه التوترات والصراعات". وجاءت هذه القمة استشعارا من قادة هذه البلاد للأوضاع الدقيقة والخطيرة التي تشهدها الأمة وأهمية التشاور مع إخوانهم القادة حيال التصدي لهذه التحديات بما يحفظ للأمة الإسلامية عزتها ومنعتها ويعمق تضامنها، حيث انبثق عن هذه القمة ميثاق مكةالمكرمة لتعزيز التضامن الإسلامي ، والدعوة الكريمة باقتراح خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز رحمه الله إنشاء مركز للحوار بين المذاهب الإسلامية يكون مقرّه مدينة الرياض . وواصلت المملكة العربية السعودية في عهد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود حفظه الله اهتمامها بقضايا الإسلام والمسلمين من خلال عنايتها بخدمة الحرمين الشريفين وقاصديهما بكل ما تستطيع إذ بلغ ما أنفق على المدينتين المقدستين مكةالمكرمةوالمدينةالمنورة خلال السنوات الأخيرة أكثر من سبعين مليار ريال شملت توسعة الحرمين الشريفين ونزع الملكيات وتطوير المناطق المحيطة بهما وتطوير شبكات الخدمات والأنفاق والطرق. أما في المجال السياسي حافظت المملكة على نهجها الذي انتهجته منذ عهد المؤسس الملك عبدالعزيز آل سعود -رحمه الله- القائم على سياسة الاعتدال والاتزان والحكمة وبعد النظر على الصعد كافة ومنها الصعيد الخارجي الذي يهدف لخدمة الإسلام والمسلمين وقضاياهم ونصرتهم ومدّ يد العون والدعم لهم في ظل نظرة متوازنة مع مقتضيات العصر وظروف المجتمع الدولي وأسس العلاقات الدولية المرعية المعمول بها بين دول العالم كافة منطلقة من القاعدة الأساس التي أرساها المؤسس الباني وهي العقيدة الإسلامية الصحيحة . وما برحت السياسة الخارجية للمملكة العربية السعودية تعبر بصدق ووضوح مقرونين بالشفافية عن نهج ثابت ملتزم تجاه قضايا الأمة العربية وشؤونها ومصالحها المشتركة ومشكلاتها وفى مقدمتها القضية الفلسطينية واستعادة المسجد الأقصى المبارك والعمل من أجل تحقيق المصالح المشتركة مع التمسك بميثاق الجامعة العربية وتثبيت دعائم التضامن العربي على أسس تكفل استمراره لخير الشعوب العربية. ولخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز أياد بيضاء ومواقف عربية وإسلامية نبيلة تجاه القضايا العربية والإسلامية وفى مقدمها القضية الفلسطينية حيث استمر على نهج والده الملك عبدالعزيز – رحمه الله – في دعم القضية الفلسطينية سياسيا وماديا ومعنويا بالسعي الجاد والمتواصل لتحقيق تطلعات الشعب الفلسطيني في العودة إلى أرضه وإقامة دولته المستقلة على ترابه الوطني وتبنى قضية القدس ومناصرتها بكل الوسائل. فقد قال أيده الله (إن القضية الفلسطينية في مقدمة اهتماماتنا، ويظل موقف المملكة العربية السعودية كما كان دائماً ، مستنداً إلى ثوابت ومرتكزات تهدف جميعها إلى تحقيق السلام الشامل والعادل في المنطقة ، وعلى أساس استرداد الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني ؛ بما في ذلك حقه المشروع في إنشاء دولته المستقلة ، وعاصمتها القدس الشريف ، وهو أمر يتفق مع قرارات الشرعية الدولية، ومبادرة السلام العربية عام 2002م التي رحب بها المجتمع الدولي وتجاهلتها إسرائيل.) وأضاف : ( ترى المملكة العربية السعودية أنه قد حان الوقت لقيام المجتمع الدولي بمسؤولياته، من خلال صدور قرار من مجلس الأمن بتبني مبادرة السلام العربية ، ووضع ثقله في اتجاه القبول بها ، وأن يتم تعيين مبعوث دولي رفيع تكون مهمته متابعة تنفيذ القرار الدولي ذي الصلة بالمبادرة.) وعندما يذكر الملك سلمان بن عبدالعزيز يذكر العمل الإنساني، ومن ذلك حملة خادم الحرمين الشريفين لإغاثة الشعب الفلسطيني في غزة التي بذلت جهودا كبيرة في التخفيف من معاناتهم من خلال تقديم المعونات المادية ل (الأنوروا) في الأراضي الفلسطينية مشتملة على الإيواء والصحة والتعليم والتنمية وذلك بمتابعة مباشرة من صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن نايف بن عبدالعزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية المشرف العام على الحملة، وأسهمت في تلّمس احتياجات الأسر المتضررة من الفقراء والأرامل والأيتام والمرضى وغيرهم من أبناء الشعب الفلسطيني عبر عددٍ من البرامج الغذائية، والإغاثية، والإيوائية، والطبية، والاجتماعية، والتعليمية، والتنموية، والعديد من المشروعات الإسكانية التي تجاوزت تكلفتها (1,120,000,000) ريال . وفيما يتعلق بالقضية اليمنية وما شهده اليمن الشقيق من أحداث تعد تهديداً لأمنه بشكل خاص والمنطقة واستقرارها ومصالح شعوبها بشكل عام ، فقد أكدت المملكة العربية السعودية أن ما يسمى "الإعلان الدستوري" الذي أصدره الحوثيون ، انقلاب على الشرعية ؛ لتعارضه مع القرارات الدولية المتعلقة باليمن ، وتنافيه مع المبادرة الخليجية ، التي تبناها المجتمع الدولي ، وآليتها التنفيذية ، ومخرجات الحوار الوطني اليمني ، مؤكدة على المواقف الداعمة للشرعية في الجمهورية اليمنية ممثلة في فخامة الرئيس عبد ربه منصور هادي وللشعب اليمني الشقيق ، واستعداد المملكة و دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية لبذل الجهود كافة لدعم أمن اليمن واستقراره . وعلى ضرورة مساعدة الشعب اليمني الشقيق , للخروج من هذه الأحداث الخطيرة , بما يحافظ على أمن اليمن , واستقراره ووحدته , وأمن واستقرار المنطقة. كما أعربت المملكة عن أسفها لما آلت إليه الأوضاع في الجمهورية اليمنية الشقيقة، مبدية تطلعها لأن يكون خروج فخامة الرئيس عبد ربه منصور هادي رئيس الجمهورية اليمنية، من مقر إقامته الإجبارية ، ووصوله إلى عدن ، خطوة مهمة لتأكيد الشرعية ، داعية أبناء الشعب اليمني إلى الالتفاف حول رئيسهم ؛ من أجل ممارسة مهامه الدستورية، ودفع العملية السياسية السلمية، وإخراج بلادهم من الوضع الخطير الذي وصلت إليه . وأكدت المملكة وقوفها إلى جانب الشرعية والشعب اليمني بإمكاناتها كافة، وتأكيدها على أهمية الاستجابة العاجلة من قبل كل الأطياف السياسية في اليمن الراغبين في المحافظة على أمن واستقرار اليمن ، وإدانتها لجميع الاعتداءات والتفجيرات الإرهابية التي لن تؤدي إلا إلى المزيد من زعزعة الأمن والاستقرار في الجمهورية اليمنية وتعرض أبنائها إلى الفتنة والتدمير. ولعدم استجابة الحوثيين المتمردين لكل النداءات والمبادرات الخليجية والدولية للخروج من هذه الأزمة وإمعانهم في سلب مقدرات الشعب اليمني الشقيق ، واختطاف البلاد والزج بها في حضن قوى إقليمية لا يهمها مصلحة اليمن بقدر ما تهدف لزعزعة أمن المنطقة وخلط أوراقها سعياً لمصالح ضيقة, أدى إلى طلب الرئيس اليمني من المملكة ودول مجلس التعاون للتدخل العسكري لإنقاذ الشعب اليمني وحمايته من المليشيات الحوثية. فقد انطلقت عمليات عاصفة الحزم بأمر خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود القائد الأعلى لكافة القوات العسكرية لحماية جمهورية اليمن وشعبها من عدوان الميليشيات الحوثية نظراً لما تشكله تلك المليشيات من تهديد كبير لأمن المنطقة واستقرارها ولممراتها البحرية على البحر الأحمر في مضيق باب المندب وخليج عدن . وشهدت عملية عاصفة الحزم العسكرية مشاركة عدد من الدول الشقيقة وتأييد عربي و دولي واسع بهدف إعادة الأمور إلى نصابها والإسهام في إعادة بناء اليمن الشقيق ولتحقيق الأمن والاستقرار فيه ولتنعم المنطقة بعلاقات أخوية يسودها الاحترام المتبادل دون تعد أو استغلال للظروف وزعزعة للاستقرار. وتأتي عاصفة الحزم استناداً إلى اتفاقية الدفاع العربي المشترك في ميثاق جامعة الدول العربية وعلى المادة 51 من ميثاق الأممالمتحدة وانطلاقاً من مسؤولياتها في حفظ سلامة الأوطان العربية ووحدتها وحفظ سيادتها واستقلالها . وفي هذا السياق قال خادم الحرمين الشريفين أيده الله في كلمته التي ألقاها في القمة العربية بالقاهرة في 28/3/2015م ( لاستمرار المليشيات الحوثية المدعومة من قوى إقليمية هدفها بسط هيمنتها على اليمن وجعلها قاعدة لنفوذها في المنطقة في تعنتها ورفضها لتحذيرات الشرعية اليمنية ومجلس التعاون ومجلس الأمن ولكافة المبادرات السلمية ، والمضي قدماً في عدوانها على الشعب اليمني وسلطته الشرعية وتهديد أمن المنطقة؛ فقد جاءت استجابة الدول الشقيقة والصديقة المشاركة في عاصفة الحزم لطلب فخامة رئيس الجمهورية اليمنية عبد ربه منصور هادي للوقوف إلى جانب اليمن الشقيق وشعبه العزيز وسلطته الشرعية وردع العدوان الحوثي الذي يشكل تهديداً كبيراً لأمن المنطقة واستقرارها وتهديداً للسلم والأمن الدولي ومواجهة التنظيمات الإرهابية) وأكد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز حفظه الله ، تطلع المملكة وقوات التحالف إلى أن تدفع عملية "إعادة الأمل " جميع الأطراف اليمنية للحوار وفقاً للمبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية ومخرجات الحوار الوطني اليمني من خلال الالتزام التام بقرار مجلس الأمن الدولي رقم (2216) والإسراع في تنفيذه، لينعم اليمن الشقيق بالأمن والاستقرار . واستمراراً لمساعدة الشعب اليمني الشقيق وفيما يخص الأعمال الإنسانية والإغاثية أعلن خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود – أيده الله – تأسيس مركزا للأعمال الإنسانية والإغاثية في الرياض تحت مسمى ( مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية) للوقوف إلى جانب كثير من القضايا وفي مقدمتها الأزمة في اليمن ، آملا أن يحظى المركز بمشاركة الأممالمتحدة والدول الراعية للمبادرة الخليجية بفاعليّة في جميع نشاطاته. وقام حفظه الله في 24 رجب 1436 ه الموافق 13 مايو 2015م بوضع حجر الأساس للمقر الدائم للمركز قائلا (انطلاقاً من تعاليم ديننا الإسلامي الحنيف التي توجب إغاثة الملهوف ومساعدة المحتاج ، والمحافظة على حياة الإنسان وكرامته وصحته وامتداداً للدور الإنساني للمملكة العربية السعودية ورسالتها العالمية في هذا المجال , فإننا نعلن تأسيس ووضع حجر الأساس لهذا المركز الذي سيكون مخصصاً للإغاثة والأعمال الإنسانية ومركزاً دولياً رائداً لإغاثة المجتمعات التي تُعاني من الكوارث بهدف مساعدتها ورفع معاناتها لتعيش حياة كريمة.) وتابع حفظه الله قائلاً (إننا بهذه المناسبة نُعلن عن تخصيص مليار ريال للأعمال الإغاثية والإنسانية لهذا المركز إضافة إلى ما سبق أن وجّهنا به من تخصيص ما يتجاوز مليار ريال استجابة للاحتياجات الإنسانية والإغاثية للشعب اليمني الشقيق ) كما أصدر الملك سلمان بن عبدالعزيز قرارًا بتصحيح أوضاع المقيمين اليمنيين في المملكة بطريقة غير نظامية والسماح لهم بالعمل، لتخفيف الأعباء عليهم ، ولتمكينهم من كسب العيش بكرامة بين أهلهم وإخوانهم ، مؤكدًا – أيده الله – استمرار المملكة في جهودها الرامية إلى دعم اليمن الشقيق بكافة الإمكانات الممكنة ، حتى يتمكن من اجتياز أزمته ، وليعود عضواً فاعلاً في محيطه العربي. ووسط تلك التحركات كان لصاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز ولي ولي العهد النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع الدور المشرف في خدمة دينه ووطنه تمثل في إشرافه المباشر على عمليات "عاصفة الحزم" من أجل نصرة الحق، فضلا عن متابعة سموه المستمرة لعمليات إعادة الأمل يعد مفخرة للوطن والعلمين العربي والإسلامي . وفيما يختص بالأزمة السورية، رأى الملك المفدى أن ما تضمنه بيان (جنيف1) يمثل مدخلاً لتحقيق السلام والاستقرار في سوريا ، مؤكدًا أهمية ألا يكون لرموز النظام الحالي دور في مستقبل سوريا، كما أشار – أيده الله – إلى أن الأزمة السورية لا زالت تراوح مكانها, ومع استمرارها, ستستمر معاناة وآلام الشعب السوري المنكوب بنظام يقصف القرى والمدن بالطائرات والغازات السامة والبراميل المتفجرة, ويرفض كل مساعي الحل السلمي الإقليمية والدولية. وقال – حفظه الله – : " إن أي جهد لإنهاء المأساة السورية يجب أن يستند إلى إعلان مؤتمر جنيف الأول, ولا نستطيع تصور مشاركة من تلطخت أياديهم بدماء الشعب السوري في تحديد مستقبل سوريا". وعلى صعيد مشاركة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود – حفظه الله – في المحافل الدولية فقد ترأس في ال 28 من شهر مارس الماضي, وفد المملكة العربية السعودية المشارك في مؤتمر القمة العربية في دورته السادسة والعشرين, التي انعقدت في شرم الشيخ بجمهورية مصر العربية ، بحضور رؤساء تلك الدول. وبحث الملك المفدى خلال القمة مستجدات الأوضاع على الساحات العربية والإقليمية والدولية, مؤكدا فيما يختص بالشأن العربي أن الواقع المؤلم الذي تعيشه عدد من بلداننا العربية، من إرهاب وصراعات داخلية وسفك للدماء، هو نتيجة حتمية للتحالف بين الإرهاب والطائفية، الذي تقوده قوى إقليمية أدت تدخلاتها السافرة في منطقتنا العربية إلى زعزعة الأمن والاستقرار في بعض دولنا. كما ترأس حفظه الله يوم 26 من شهر رجب هذ العام 1436ه الموافق 5 مايو 2015 م الاجتماع التشاوري الخامس عشر لقادة دول مجلس التعاون الخليجي الذي عقد في الرياض . وأتت تلك الخطوات في فترة وجيزة من تولي خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود – حفظه الله – مقاليد الحكم في المملكة التي حقق فيها العديد من الإنجازات التنموية النابعة من رؤاه السديدة الرامية إلى النهوض بالبلاد على مختلف الصعد لامست احتياجات أبناء الوطن ، علاوة على تحقيق المكانة المرموقة للمملكة إقليميًا ودوليًا عبر عدد من القرارات التي أسهمت في رسم وحدة خليجية عربية تضمن بحول الله تعالى حماية أمن المنطقة وتعزيز التلاحم العربي العربي.