نطقت به الحروف وبها ينطق؛ ضرب من الفنون يمازج بين حروف اللغة والأشكال الفنية، يخاطب العين والحاسة اللغوية، يأسر الإنسان بمجرد النظر إليه، كأن شخصاً محبباً إليك يناديك لتنظر في عينيه محاولاً إدراك رسالته.. بالأمس كان موعدنا مع معرض "الفن الحروفي" للفنان المبدع ناجي بن مهدي آل معيوف ومع مجموعة من أعماله الرائعة التي حازت إعجاب الجمهور، الذي حضر للاستمتاع بهذا الفن الحديث . إلا أن الملاحظ كان غياب الدعم الرسمي تماماً، حتى إن المعرض أقيم على نفقة مجموعة من أقارب الفنان ( حيدر بن علي آل قناص ووعلان بن مسفر آل قناص وصديق لهم هو حسين بن حمد آل منصور )دعماً له، وهو ما أثار تساؤلات كثيرة عن مدى اهتمام المسؤولين في نجران بدعم الموهوبين ورعايتهم. تحرص الأمم المختلفة على الفن وتحتفل بالمبدعين أيما احتفال فبه تقدم نفسها إلى العالم، وتظل أعمال مبدعيها سفراء إلى مختلف الشعوب تحدثهم عن تلك الأمة وثقافة أبنائها، بل وتسافر عبر الأجيال والأزمان، فما زالت الموناليزا تحدثنا عن روعة روما وحضارتها، وما زلنا نقدر تلك الحضارة التي سمحت لذلك المبدع أن يقوم بهذا العمل، والتي حافظت عليه حتى الآن. أهمية الفن ورسالته من الأمور المستقرة في وجدان كل من يعشق الجمال ويقدره، وغياب رعاية الفنانين نذير خطر بأننا لا نقدر ذاتنا ولا نعي أنفسنا، فضلاً عن أن يكون لدينا اهتمام بتقديم أنفسنا إلى العالم بصورة مشرفة. إنها دعوة للمسؤولين عن رعاية الفن والفنانين في نجران، أرونا من أنفسكم فنًّا في التعامل مع المبدعين ودعمهم ورعايتهم، واسمحوا لهم بأن يقدمونا إلى العالم بالصورة التي تستحقها هذه المنطقة.
شكرا حيدر شكرا وعلان شكرا حسين لقد سحبتوا البساط من تحت جهات تحظى بدعم الحكومة السخي ولكن لازلنا نأمل في يقظتهم من سباتهم العميق