آخر تحديث للمقالة بتاريخ : 16 يوليو 2014 الساعة : 2:57 صباحًا "الطقوس" عندما نسمع بكلمة ( الطقوس) فعلى الأجدر أنه يتطرق للكثير من أذهاننا على أن المقصود من هذا المعنى هي تلك السلوكيات والعادات الحركية المترجمة للعبادة أو نقيضها والتي للأسف نجد الكثير في مجتمعنا الإسلامي بإختلاف مذاهبه وأطيافه لا يتوانا عن رمي التهم والأباطيل والشائعات على الآخر بحجة ما يسميه بالخُزعبلات والبدع في العادات لأنه يخالف ما أعتاد عليه ولا يتوافق مع الصورة الذهنية الراسخة في عقله فطريا ً أو ترسيخيا ً فيطلق عليها إسم ( الطقوس ) ليرسم صورة مشوهة عن ما يفعله الآخرون ويربطها ذهنيا ً بأفكار وتصورات من يخاطبهم من نفس المعتقد الذي يعتنقه ليوهمهم بأن هذا الشئ مخالف للإتجاه أو النهج الصحيح الواجب إتباعه ليدعم بها آراءه وأفكاره ويستدعي التأييد الفطري لمعتقداته وإستنكار لمعتقدات وأفعال الآخر وقبل أن نسهب معكم في الحديث حول هذا الموضوع نورد لكم حديث للرسول صلى الله عليه وسلم وآله عن الفطره والذي نصّه ( ما من مولود إلا يولد على الفطرة فأبواه يهودانه و ينصرانه ويمجسانه ) وهذا دليل على الفطرة البشرية وتأثيرها على سلوك الإنسان وتفكيره فالكثير من الناس يؤمن بأن معتقداته وتصرفاته وسلوكياته في العبادة هي المثل الأعلى والرمز المقدس ولا يشوبها شائب متجاهلا ً تناقض بعض معتقداته مع التصوّر الذهني للآخر وكمدخل بسيط لعلم النفس وسلوك البشر لتقريب وجهات النظر حول معنى ( الطقوس) فإن البشر يعيشون رهن لتصوراتهم الذهنية التي نشأت لديهم من المجتمع الذي تعايشوا معه ولا يملكون الأدنى من الإستعداد والمبادرة للبحث والتقصي عن ما يهزّ أركان هذا المعتقد والذي هو بمثابة الشئ المقدّس والمحذور الذي لا يجوز للشك أن يجول حول عتباته. فعلى سبيل المثال تجد الكثير من الناس من بعض المذاهب الإسلامية يستنكرون بعض التصرفات في العبادة من المذاهب الأخرى ويصفونها بأوصاف مشينة ويصورونها للآخرين بأنها بدع وخرافات وليس لها أصلٌ في الدين ويتجاهلون بأن أصحاب الأديان الأخرى المخالفة للإسلام لا تستوعب الطقوس أو العبادات التي يقوم بها المسلمون من طواف ، سعي ، صلاة ، صيام ، وغير ذلك من العبادات لأنها لا تتوافق مع تصوراتهم الذهنية ومخالفة لفطرتهم وخارجة عن ما ألفوه. . بقلم أ. محمد بن سنان صحيفة نجران نيوز الالكترونية