تحتضن منطقة نجران العديد من الصناعات الحرفية التراثية التي يقتنيها أهالي المنطقة وزوارها من داخل وخارج المملكة نظرا لجودة تلك الصناعات وبساطتها بحيث أصبحت رافداً سياحياً مهماً لمنطقة نجران. وفي جولة قام بها الاعلاميان بسام العريان وشادية الزغير في السوق الشعبي بمدينة نجران تعرفوا على أبرز تلك الصناعات الحرفية كالحياكة والتي تستخدم في صناعتها أنواع من الصوف كصوف الماعز والضان ، ويتم صبغها بعدة ألوان ومنها المحف – والجلدة – والعطمة – والمقاوة – والباين والعمود الأمامي والعمود الأوسط – والوتد – والخلال والموشع – والعمود الخلفي والركزة – وحياك وابرز منتجاتها المجرة والرداعة والبساط والبطانية والساحة. وتستخدم الصناعات الخشبية على نطاق واسع من أهالي نجران وتشمل الأقداح والمكاييل والصحاف والصناديق والسرر والدرجة والمطرح والمهجان والفطايا وكذلك صناعة الملابس التراثية ويستخدم في صناعتها القماش والمكبس. ومن الصناعات الحرفية المشهورة في المنطقة الحدادة.. وهي من الحرف المستخدمة في الماضي ومازالت منتجاتها تلقى رواجا كبيرا في المنطقة ومن أبرزها الملقاط والمسلا والفأس والسكاكين كما يعد الحجر الصابوني من ابرز ما يستخدمه أهالي نجران بأشكاله وأحجامه المختلفة. وتستخدم صناعة الحلي المصنوعة من الفضة في زينة المرأة في نجران منها ما يوضع حول العنق على شكل قلائد مثل اللبة واللازم والصمط التي تحتوي على أهداب بأشكال مختلفة حسب ذوق الصانع وتطلى بالذهب أحيانا أو تطعم بفصوص بعض الأحجار الكريمة ومنها ما يوضع على الرأس مثل الدنعة والحلق بينما تتدلى الخرصان بجوار الآذان وأساور تحيط بالمعصم وكذلك الخواتم والخلاخل. وتحرص جمعية الثقافة والفنون بنجران بالتعاون مع الهيئة العامة للسياحة والآثار بتطوير الحرفيين وإقامة دورات لهم في تصميم المجسمات التشكيلية الطينية وفي صقل الجنابي والخناجر وكذلك في الصناعات الجلدية وكذلك تشجيعهم بالمشاركة في المهرجانات داخل المنطقة وخارجها. كما برزت صناعة الجلود حيث تبرز الصناعة الجلدية في منطقة نجران وتعد احدى الصناعات الحرفية حيث تستخدم جلود البقر والجمال والغنم والماعز بعد دباغتها وتجهيزها في صناعة الجلود ومن ابرز تلك الصناعات، الميزب: وهو أداة تستعمل لحمل الطفل الرضيع وتحمل على الكتف عند الحاجة وتتم صناعتها بأساليب مختلفة ومزودة بزخارف جميلة، وكذلك المسبت: وهو حزام من الجلد يحيط بالخصر – والزمالة – وتستعمل قديما لحفظ الأشياء الخاصة، والمسب: وهو جراب لحمل الغذاء، ويحمل على الكتف بواسطة سير من الجلد وكذلك العصم: وهو جراب من الجلد صغير الحجم له فتحة تقفل بسير من الجلد. والقطق: وهو جراب أصغر من العصم وتحفظ به القهوة. ويتم أيضا عرض مجموعة جميلة من الأدوات المستخدمة قديما في تقديم القهوة النجرانية من دلال وفناجيل ومحماس حيث تتراوح احجام الدلال بين صغير ومتوسط وكبير وذلك حسب الجلسة التي سيتم فيها تقديم القهوة على الضيوف . أبيات متفرقة مما قيل في القهوة : يامحلا الفنجال مع سيحة البال …. في مجلسٍ مافيه نفسٍ ثقيله هذا ولد عمٍ وهذا ولد خال …. وهذا رفيقٍ مالقينا مثيله بريّة من سوق صنعا ونجران …. يعبا لها بالهيل والزعفراني كما برزت صناعة الخناجر التي تعد من أبرز الصناعات التي لا تزال قائمة في نجران وذلك لما تمثله الخناجر لدى أهالي المنطقة من أهمية بصفتها زيا تقليديا يحظى باهتمام كبير ولذلك يعد صقل الجنابي والخناجر من أهم الصناعات الحرفية البارزة في المنطقة وتستخدم عدة مواد لصقل الجنابي تشمل الصنفري – والمدوس والمكين والمعرك – والمصقل القص – الشطفة الصرف وهو لوح من الخشب وتستخدم السقلة والمطرقة والمسن للفتاقة، ويصنع الخنجر من الحديد بمقبض يصنع من قرون بعض الحيوانات ويحلى بقطع فضية أو ذهبية في حين يصنع الغمد من الخشب المغطى بالجلد أو بصفائح من الفضة، وأحيانا بهما معا، ويثبت الغمد في حزام من الجلد. بالإضافة للصناعات الحرفية التراثية التي تمثلت في صناعة الأواني الفخارية بأنواعها المختلفة مثل البرمة وهي عبارة عن قدر يطبخ به الأكل والتنور وهو مخصص للخبز ويتميز بطعمه اللذيذ وكذلك الزير لتبريد الماء وحفظه والمدهن ويستخدم بكثرة في منطقة نجران وهو مخصص لتقديم العيش واللحم ويسمى (بالرقش) وتشتهر به المنطقة وكذلك الجمنة وهو وعاء لاعداد القهوة العربية . جاءت هذه الزيارة للسوق الشعبي في منطقة نجران أثناء الزيارة الاعلامية السياحية التي قام بها الزميلان بسام العريان وشادية الزغير للمنطقة وذلك بدعوة كريمة من وكيل إمارة منطقة نجران عبدالله ابن دليم القحطاني حيث كانا بضيافة الإمارة لمدة عشرة أيام تم من خلالها زيارتهما لعددٍ من المواقع السياحية والتراثية والأثرية بالمنطقة وذلك لعمل تقارير إعلامية تعكس ما تشهده منطقة نجران ومحافظاتها من نهضة تنموية في كافة المجالات وإظهار ما تميزت به المنطقة من تطور وجماليات أثرية وسياحية ونهضة عمرانية توحي بنقلة نوعية غير مسبوقة وخاصة في المجال السياحي.