وكأن الجميع يتحالف على هذا القلب الطاهر فبعد أن أوهنته الأمانة حفراً وتخريباً، وبعد أن أهملت السياحة بيوته الأثرية، وبعد أن تجاهلت الأمارة إقامة المهرجانات والمناسبات في ساحاته التاريخية تأتي الطامة على يد وزارة الصحة ممثلة بالشئون الصحية بنجران وذلك بإغلاق مستشفى نجران العام الذي يقع في قلب قلب نجران حي أبا السعود الشهير بالبلد لدى سكان نجران . ويرتبط أهالي نجران بالبلد أو حي أباالسعود إرتباط عاطفي تاريخي عميق فكان الجميع يلتقون فيه لأنه سوق نجران القديم ولازلنا عندما يقول أحد كبار السن إنه ذاهب إلى السوق نعرف أنه يريد الذهاب لحي البلد الذي إنطبع في قلوبهم كمركز نجران وسوقها فهل من العدل أو حتى من العقل أن يبقى هذا الحي بلا مستشفى! خصوصاً وأن جميع الأحياء المجاورة له لازالت خارج نطاق تغطية وزارة الصحة فجميع الأحياء المجاورة للبلد وهي الحضن وزور وادعة وزور ال الحارث ودحضة والشبهان وقرى بني سلمان والحمر وحي آل أبو غبار والقابل ورير والجربة وغيرها كل هذه الأحياء بلا مستشفيات!! وسكان غرب نجران ووسطه جميعهم ويبلغ تعدادهم مئات الآلاف يعتمدون على مستشفى نجران العام ليقدم لهم الرعاية الطبية!!. أعتقد أن الشئون الصحية إختارت حل النعامة لحل تردي الخدمات الصحية في غرب نجران فقررت عندما وجدت نفسها عاجزة عن إنشاء مستشفيات جديدة في غرب نجران لمواجهة الضغط الكبير على مستشفى نجران العام والذي هي بالفعل عاجزة تماماً عن تطويره لا من حيث المبنى المتهالك الذي أكل عليه الدهر ولا من حيث الكادر الطبي والتمريضي الضعيف فوجدت أن أسهل الحلول لها أن تغلقه!! وكأنه بقالة أو مطعم! أوكأن بجواره بديل جاهز!! حقيقةً لا أجد مبرر لهذا القرار العجيب وأعتبره إعتداء صارخ على حق الحصول على الرعاية الطبية المناسبة الحق الأساسي من حقوق الإنسان المنصوص عليه في نظام الحكم وكل النظم البشرية في شتى بقاع الأرض والذي يعد توفيره بديهية تنظيمية من المخجل أن تغيب عن مسئولي الصحة في نجران والذين من المفترض أنهم ينفذون جولات ميدانية وأنهم بطبيعة الحال يعرفون التركيبة السكانية في نجران ويدركون كثافة التواجد في غرب المنطقة التي تشترك مع وسطها في مستشفى وحيد!! أتمنى أن يعاد النظر في هذا القرار الذي يشعرك بالإحباط حيث أنه خطوة للوراء في الوقت الذي نحتاج القفز للأمام بخطوات متسارعة لمواكبة الإحتياجات المتزايدة للمواطنين الذين يأملون أن تكون الميزانيات الضخمة محققة لتلك الإحتياجات والتطلعات لا أن تتوجه تلك المبالغ الهائلة في غير مكانها وبقرارات عكسية كقرار إغلاق مستشفى نجران العام. . بقلم أ. صالح مصلح آل عباس خاص بصحيفة نجران نيوز الالكترونية