كما اشار عريف أمسية ليلة الضوء الكاتب مانع دواس التي أقيمت في ملتقى نجران الثقافي ليلة البارحة في أولى مناشط (سمرة الملتقى) في شهر رمضان الكريم حاول الضيوف ( فرسان الأمسية) أن يجمعون الصورة من أطرافها وهذا ما كان . الأمسية عبارة عن تقديم منبري وعرض مرئي مرفق بمقطع موسيقي و معرض مكون من 20 صورة فوتغرافية . والضيوف كانوا الثلاثي الفوتغرافي : ناصر الربيعي وصالح الدغاري وعبدالله مشبب ال منصور كفقرة اولى . وأيضا التشكيلي هادي ال صليع و رابطة إيحاء الضوء ممثلة في الاستاذ محسن سدران . بدأ الامر في الفقرة الاولى بحضور ثلاثة من أشهر المصورين في منطقة نجران وأقدمهم وهم ناصر الربيعي وعبدالله مشبب ال منصور و صالح الدغاري ، واستعراض مسيرتهم مع الكاميرا ، والتي امتدت لاعوام عديدة توجت بالعديد من الجوائز العالمية من كل من دول أوربا الشرقية والغربية وأمريكا اللاتينية و الهند والامارات . وكان اخرها التي علن عن حصوله عليها الاستاذ صالح الدغاري : حيث أبلغ الجمهور بوصول خبر عاجل اليه وهو يتحدث إليهم مفاده حصوله على جائزتين أوربييتن من فرنسا إحداها جائزة ذهبية ، مشيرا إلى زميله الربيعي الذي فأجاه بالخبر . الربيعي أيضا استعرض تاريخه مع الصورة والذي قال عنه أحد اشهر ملاك الخيل في نجران و رئيس نادي الجواد العربي الاستاذ ابراهيم ابوساق ( هذه الرجل اوصلنا بالصورة الى مالم نكن نتوقع ولا يتوقع هو ) مشيرا إلى ان صورة واحدة استطاعت أن تلفت اهتمام شركات عاليمة ليقوم نادي الجواد العربي بعمل دعائي في ثلاثين ثانية بمقابل مادي كبير ، والفضل كما يقول عائد للصورة التي وثقتها صورة الربيعي . والذي بدوره تحدثت وتحدثت أعماله عن اهتمامه البالغ والذي يكبر يوما عن آخر بالصورة التي تمثل الهوية النجرانية تقاليدا وعادات وآثاراً درست . كما استعرض ال منصور أيضا مجموعة مفردة من صوره التي يغلب عليها الطابع التجريدي او مايسمى فنيا ( ايحائي ) و الذي تحدث بإهتمامه بالصورة القضية . وله صور متنوعه بهذا الاتجاه لعل اشهر تلك الصورة المسماه ( نجران تموت عطشاً). التصوير الإيحائي تبدى أيضا في أعمال الدغاري و هو الاكثر حضورا في الجوائز الدولية آخرها ما اعلن عنه ليلة الامسية ، والذي تحدث عنه كفن حديث يقوم على الفكرة أولا ويدخل من بوابة الواقع إلى التجريد . كما تحدث الثلاثة عن علاقتهم بالجوائز الدولية والمسابقات الدولية والصعوبات التي واجهوها للاشتراك والعوائق الكثيرة كالخسائر المادية وندرة المعلومة وضعف التواصل بلغات أجنبية و ضعف طرق التواصل وندرتها في السابق . وكان الحديث مطولا وشائقا عن الاتحاد الدولي (فياب) الذي أنشأ عام 1950 م في أوربا والذي بات لديه الان أكثر من مليون مشترك مصور محترف ويقيم أكثر من 80 مسابقة تصويرية كل عام . بعد ذلك تداخل الحضور حول الفقرة الاولى مع فرسانها والذي تسائل فيها الاعلامي حسن ال عامر عن مدى قبول التغيير في الصورة واضافة عناصر خارجية عليها لدى الهيئات المنظمة للمسابقات ليجيب الدغاري بأن ذلك يعتمد اولا على الفكرة وولوج المصور من خلال بوابة الواقعية اولا . الفقرة الثانية : لوحة شادن تنافس لدخول موسوعة جينيس العالمية . سرد الفنان التشكيلي هادي منصر ال صليع حكايته مع الصورة التي اشتهر بها ( موناليزا نجران) او ( شادن ) اسمها الاول . وكيف انه حين كان طالبا في جامعة بلفاست . ولاية بنسيلفينا الامريكية في كلية العلوم الطبية لم تكن المكافأة المالية تكفيه ليقوم بالمشاركة من خلال البيع في معارض الصور في أرجاء الولاية . بيع رسوماته الخاصه بمبالغ زهيدة كما يقول لتعينه على سد أوده . بيد أن معرضا تصويريا وتشكيليا يقوم كل ثلاث سنوات في جامعته وعلى مستوى كبير في الولاياتالمتحدة حفزه للمشاركة فيه . وهذا ماكان من خلال لوحته المشهورة . والتي استخدم فيها 17 لف حبة خرز من خمسة ألوان و عمل فيها على مدى 42 يوما بواقع اربع ساعات عمل باليوم . ليفوز بعد ذلك بجائزة أفضل تصميم (مركز أول) . ومن ثم تفتح على لوحته باب العروضات . مشيرا الى الدور الكبير الذي ساهم فيه صديقه ال منجم في دعمه و تحفيزه لتنفيذ العمل . وحين تم رفعها إلى موسوعة جينيس بواسطة كلية العلوم التشكيلية فرع جامعته . وبقائها لمدة اسبوعين في الموسوعة في لندن عاد الطلب بنقصان المساحة 3 و 10 سم من الجانبين . أيضا تحدث الفنان عن مشاركاته المختلفة هنا وهناك و محاولاته ادخال اسم نجران موسوعة جينيس وهو مادعاه لتحويل اسم لوحته من ( شادن ) الى (موناليزا نجران) والصورة تلك لإبنة اخته .الطفلة شادن . بعد ذلك تحدث الاستاذ محسن سدران عن رابطة ايحاء الضوء وعملها و محاولاتها الدؤوبة للمشاركة في أغلب المحافل النجرانية وتصوير نجران بعين أبنائها وعدة مشاريع أقاموها رغم حداثة التجربة وقصر العمر الزمني للرابطة .وتحدث أيضا عن آمالهم وطموحاتهم الكبيرة ليتحقق الهدف المنشود من ارتفاع الذائقة لدى الجمهور بأهمية الصورة و ماتقدمه . وأشاروا إلى معرض تلفزيوني وواقعي في الصالة الداخلية للملتقى طالبين من الجمهور التفضل بالمشاركة بالمشاهدة . هذا وقام الملتقى بتكريم الفرسان بدروع تذكارية . وكان هناك لفتة أخوية من جانب الأستاذ أبوساق مدير الجواد العربي ، بأن قدم هدية وشكرا وتقديرا خاصاً للفنان الفوتوغرافي ناصر الربيعي . هذا وفي تصريح خاص لنجران نيوز قال عبدالله ال شيبان . إن مهمة الملتقى التي يعمل عليها كثيرا هي ملاحقة الإبداع وتكريمه والإشارة إلى أهله . والذي نراه هنا هو دليل حقيقي على وجود حالات ابداعية تستحق أكثر ما هو من التكريم . ولن ينفك ملتقى نجران الثقافي عن مواصلة مشواره في إشهار الوجه الإبداعي الذي تمتليء به جنبات المنطقة .وتعزيز وجوده والإنحياز الى أهله .