كشفت دراسة علمية حديثة قام بها فريق من الباحثين بجامعة واشنطن بمدينة سان لويس بأمريكا أن البكتيريا الموجودة في أمعاء الإنسان يمكن أن تحدد وزنه وخطر إصابته بالأمراض طوال حياته. ونقلت صحيفة "دايلي ميل" البريطانية اليوم ما توصل إليه فريق البحث العلمي من أن نوع البكتيريا الذي يوجد في القناة الهضمية للشخص يختلف على نطاق واسع من شخص لآخر وهذا يعطي كل شخص خاصية "هوية القناة الهضمية". وقام فريق البحث العلمي بأخذ عينات لبراز 37 شخص يتمتعون جميعهم بصحة جيدة حيث عمد الفريق إلى دراسة هذه العينات على مدى خمس سنوات كما قام في نفس الوقت بتطوير نوع جديد من الاختبارات الجينية لمتابعة ورصد أنواع البكتيريا المختلفة في أفراد العينة. وأظهرت نتائج الاختبارات أن كل شخص لديه أنواع فريدة من البكتيريا, ويتقاسم الأقرباء في كثير من الأحيان نفس أنواع البكتيريا كما لاحظ الفريق وجود تغيرات "طفيفة" في أنواع البكتيريا لدى 70% لنفس نوع البكتيريا حيث تظل باقية بعد سنة. وأشارت الدراسة إلى حدوث بعض التغيرات الإضافية خلال الأربع سنوات التي تلي ذلك وتشير إلى أن غالبية السلالات من "مايكرو بيوم microbiome" تشتمل على مجموعة ثابتة تظل باقية في أمعاء الشخص خلال فترة البلوغ , ويمكن أن تمثل السلالات المكتسبة خلال مرحلة الطفولة من الأبوين أو الأقرباء. وقدم فريق البحث النصح لأربعة من المشاركين في الدراسة ممن يعانون من السمنة المفرطة لتبني برنامج غذائي مختلف بينما كانت توجد لديهم عينات معينة لبكتيريا الأمعاء. وتغيرت أنواع البكتيريا لدى هؤلاء المشاركين الأربعة, كما وجد الفريق أن مجموعة البكتيريا هذه تكاثرت وازدهرت لدى من كانوا يتبعون حمية لإنقاص الوزن. وعزى الفريق هذا التغير إلى وجود ارتباط وثيق بفقدان الوزن نفسه أكثر مما هو ناجم عن النظام الغذائي, كما اقترح الفريق إجراء المزيد من الدراسة لعدم تأكده من نوع البكتيريا التي تبقي الأشخاص يتمتعون بوزن صحي أو إمكانية تغيير البكتيريا الموجودة في الأمعاء ومساعدة من يعانون من السمنة لخفض أوزانهم .