للإصابة بمرض الربو أسباب عديدة منها ما هو وراثي ومنها ما يتعلّق بتأثير البيئة(الغبار,دخان السيارات والمصانع,الروائح النفّاذة,التدخين….).ولكن علميّاً لم يتوصل الباحثون إلى سبب رئيسي لمرض الربو حتى الآن.وفي لقاء سابق أجرته معه صحيفة الاقتصادية أكّد الدكتور/محمد بن صالح الحجاج رئيس الجمعية السعودية لطب وجراحة الصدر أن معدل حالات الإصابة بالربو يزداد سنة بعد أخرى في المملكة لأسباب غير واضحة. . وفي نجران لا نحتاج إلى دراسات وإحصائيات لتثبت لنا مدى انتشار أمراض الصدر عموماً كالربو وحساسية الصدر وضيق التنفس في مجتمعنا وخصوصاً بين الأطفال,فيكفي أن تقوم بزيارة خاطفة إلى قسم الطوارئ بمستشفى الولادة والأطفال وتراقب خروج ودخول الأسطوانات الخضراء هناك!. . ومن هنا ينبغي علينا كأفراد مجتمع أن نبحث بأنفسنا عن مسببات أمراض الجهاز التنفسي غير الوراثية,وأن نفكّر ونستنتج من واقع حياتنا اليومية أسباب محتملة لتلك الأمراض,فالدراسات والأبحاث العلمية في الأساس تقوم على الفرضيات. . ومن منطلق الافتراض وتخمين أسباب أمراض الصدر دعونا نتساءل: - من منّا ينظر إلى تاريخ صلاحية العطر قبل شرائه؟!. - من سبق له رؤية مراقبي الأمانة يتجولون في محلات بيع العطور بقصد التأكد من تاريخ صلاحيتها؟. - أصلاً..هل يوجد في أسواقنا عطور مؤرخة بتاريخ انتهاء الصلاحية؟!. أتذكّر أنني ذات مساء سألت أحد باعة العطور عن السبب في عدم كتابة تاريخ انتهاء الصلاحية على قارورة العطر.. فأجاب: العطر كلما كان قديم كلما كانت ريحته أطيب!!..فقلت: لم تقنعني إجابتك ولكن دعني أجتهد معك في حل هذا اللغز..لا أعتقد بأن موظفي الهيئة السعودية للمواصفات والمقاييس والجودة لدينا لم يتنبهوا لهذا الأمر, ولذلك فإن صمتهم يطمئنني من ناحية مأمونية السلع واهتمامهم بسلامة المستهلك!!..ولكني سأتناول الموضوع من جانب فلسفي !.. اسمع يا عزيزي..تؤرخ المواد الغذائية بتاريخ انتهاء لأن من يستهلكها ينتهي وهي أجسادنا,بينما لا تؤرخ العطور بتاريخ انتهاء لأن من يستهلكها لا ينتهي وهي أرواحنا!!.. السؤال ذاته أضعه برسم المعنيين في الأمانة وفي فرع وزارة التجارة وآمل أن تختلف إجابتهم عن إجابة البائع وعن إجابتي!: إذا كان للماء تاريخ انتهاء,وللدواء تاريخ انتهاء,وحتى السموم والمبيدات الحشرية لها تاريخ انتهاء؛فلمَ لا يكون للعطور(الكيميائية) تاريخ انتهاء؟؟!!.ومهما تكن إجابتكم فإنها لن تغير من قناعتي بأن العطر (المعتّق) يسهم بشكل كبير جدّاً وخطير في انتشار الربو وأمراض الصدر وحساسية الجلد وغيرها من الأمراض. . *مفارقة.. . بينما تتزايد عندنا أعداد المصابين بأمراض الصدر؛ نقوم بإلغاء مستشفيات الصدرية بحجّة الاقتصاد والتوفير!, ولكن عندما تغرق أسواقنا بالسلع الرديئة وبالمستحضرات الكيميائية الضارة ؛نغض الطرف عن هيئةٍ تستنزف مخصصاتها المالية بلا طائل!. . *أمنية.. . أتمنى أن يعاد فتح مستشفى الصدر والحميات بنجران.. . بقلم أ. مشعل بن عبدالله اليامي كاتب صحيفة نجران نيوز الالكترونية