في بلادنا كثيرة هي المدارس والمستشفيات والطرقات والمتنزهات…التي تسمى بأسماء الصحابة,التابعين,تابعي التابعين,الساسة,القادة,الشعراء…بينما يندر-إن لم ينعدم- وجود منشأة تحمل اسم مخترع أجنبي كمخترع المصباح الكهربائي(توماس إديسون),أو مخترع جهاز الهاتف(جراهام بيل)..مخترع السيارة(كارل بينز),مخترعا الطائرة(الأخوان رايت),مخترع التلفاز(فيلونار ندورث),مكتشف طريقة بريل للقراءة للمكفوفين(لويس بريل),مكتشف قانون الجاذبية(إسحاق نيوتن),واضع النظرية النسبية(ألبرت أينشتاين),مبتكر قانون الوراثة(جورج ماندل),مكتشف مصل شلل الأطفال(سابين),مخترع الأشعة(سوان),مكتشف الأنسولين(فريدريك بانتينج),مخترع النظارة(سالفينو أرماتي),واضع علم النفس التحليلي(فرويد)…وغيرهم الكثير من العلماء والمخترعين اللذين كان لاختراعاتهم أثراً كبيراً على حياة البشر حول العالم,في حين أن كثيراً من الأسماء التي تزدان بها شوارعنا ومنشآتنا هي في الغالب لأشخاص اقتصر نفعهم على أنفسهم,وربما اتسع ليشمل أقوامهم وفي أحسن الأحوال أمتهم,فمنهم العابد,الزاهد,الحافظ…وهناك أسماء نكرة لم نسمع بها من قبل ولم نراها سوى في تلك اللوحات!. والأدهى من هذا التنكّر لعلماء أفادوا البشرية جمعاء,وأناروا دروب المعرفة والابتكار للأجيال المتعاقبة ؛هو ما نمارسه اليوم من قطيعة شبه تامّة لمراكز الأبحاث والدراسات العالمية,والتي يعتكف فيها العلماء على ما ينفع الناس في مختلف مجالات حياتهم,فمن المخجل حقاً أن يقتصر دورنا في صنع الحضارة الإنسانية على الاستهلاك والمتابعة لكل جديد من المنتجات الأجنبية,لذا أراه لزاماً علينا(أخلاقياً) أن نسهم في دفع عجلة التقدم بأمرين اثنين هما ما نستطيعه في الوقت الراهن.. الأمر الأول:تكريم المخترعين الأجانب من خلال تسمية شوارعنا,مدارسنا…وحتى أبناؤنا بأسمائهم. الأمر الثاني:تخصيص مبلغ من مال المسلمين وإنفاقه بشكل دوري على العلماء (الأجانب)المرابطين في سبيل العلم وما ينفع الناس ولا يذهب جفاءً!..وبهذا نكون قد حفظنا لأمتنا ماء وجهها.. دعاء.. رحم الله من أضاء مساجد المسلمين.. رحم الله إديسون.. بقلم أ. مشعل بن عبدالله اليامي كاتب صحيفة نجران نيوز الالكترونية