لا أدري ماهو الوصف الأنسب لعدم استقرار الحال بالنسبة للجنة النسائية بالنادي الأدبي النجراني منذ نشأته .. كل من مر من ذلك الدرب لا يلبث إلا أن يطير .. وكأن بلاط ممرات النادي مصنوعة من أجود أنواع قشر الموز .. ولست أدري هل نستطيع تصنيف هذه الاستقالات تحت بند دلع البنات .. أم أنها تنطوي تحت بند قلة الخبرة والغشامة من إدارة النادي في احتواء الفكر النسائي المتحمس .. أو أن العنصر النسائي بطبيعته متردد ولا يجيد (فن) النضال الثقافي الذي يتطلب مساحات كبيرة من الكر والفر في باحة الفكر.. متمنيا في ذات الوقت أن لا تكون قد أصابتهم عدوى الاستقالة المشهورة للمجلس المشهور في قراءة أخرى خاطئة لمفهوم مؤسسات المجتمع المدني ! ومن وجهة نظري البسيطة وبغض النظر عن أي وصف ينطبق على هذا الهروب الكبير من أروقة النادي الأدبي .. فأن مثل هذه الانفعالات تكون واردة في ظل الاجتهادات التي تهيمن على مجريات أي عمل ثقافي واجتماعي في نواحينا.. وفي اعتقادي أن أفضل خطوة يمكن اتخاذها خلال المرحلة القادمة .. أن يتم (تعليق) التواجد النسائي الرسمي في النادي الأدبي بنجران .. ليس تقليلا من شأن المهتمات بالشأن الثقافي بالمنطقة .. ولكن حتى يشتد عود التجارب النسائية ..خصوصا أن الحركة الثقافية النسائية ماتزال في مرحلة الشخبطة على الجدران وهذا لا يعيبها ألبته ..إذا مأخذنا في الاعتبار أن مرحلة (شخبط .. شخابيط) تعد أحدى أهم مراحل التدرج المنطقي التي يفترض أن تمر بها أي تجربة أبداعية ولا يعني ذلك أن تجربة المثقف الرجل في المنطقة قد تجازوت مرحلة الجدران كثيرا ! ومن خلال اطلاعي المتواضع على بعض تجارب نون النسوة النجرانية..يتضح أن هناك جهد حقيقي يبذل ورغبة نبيلة في أثبات الذات..ولكنها تفتقر للدعم المؤسسي الناصح والأمين.. وبالتالي فأن الأمور حتى الآن يحتاج لها (تزبيط) من خلال تعزيز الجهود المبذولة من المعنيين بالشأن الثقافي بالمنطقة .. واتخاذ خطوات ذات قيمة وبُعد معرفي ..ومنها بكل تأكيد حقن المهتمات بالشأن الإبداعي بعدد من التطعيمات الأساسية في فنون وآليات الثقافة والأدب والكتابة بمختلف أنواعها ..وهنا يتركز الدور الحقيقي للجهات المعنية بالشأن الشبابي والثقافي والفكري (ك) النادي الأدبي وجمعية الثقافة والفنون وجامعة نجران .. ويجب أن لا نغفل عن الدور المطلوب كذلك من إدارة التربية والتعليم..(ف)البناء من البداية يجب أن يكون متين ويقوم على أسس سليمة..وذلك من شأنه أن يساعد في زيادة فعالية المواهب النسائية ورفع مستوى القيمة الفنية للأعمال الإبداعية ! وليس من صالح الحركة التنويرية في المنطقة ولا من صالح المهتمات بالشأن الثقافي أنفسهن الزج بهن بهذا الشكل الارتجالي في معمعة العمل المؤسسي .. والتي تأتي على حساب الجودة والنوعية .. فكلما كانت التجربة أكثر وضوحا ونضجا .. كلما ساعدها ذلك في رفع مستوى (الاقتناع) لدى المجتمع والوعي بأهمية الدور الذي يمكن أن تلعبه المثقفة في دفع عجلة التنمية الفكرية أسوة بالمثقف الرجل .. وعلى ضوء ذلك تستطيع التأثير على المتلقي بما يتناسب مع الهدف الغير معلن لأي عملية تنوير .. والذي يقوم على تربية الأجيال والارتقاء بالمجتمعات الإنسانية وتعزيز القيم والمبادئ النبيلة بين البشر ! وسبق وأن أشرت في مقال سابق إذا كنا ننشد المستقبل المشرق للحركة الفكرية بنجران .. علينا أن لا نستعجل الحصاد قبل مواسمه .. حتى (لو) تطلبت مرحلة البناء والتأسيس سنوات عديدة .. (ف) نهضة الأمم الخالدة والشعوب المضيئة على امتداد التاريخ .. لا يمكن أن تأتي هكذا من باب الصدف والميانة .. أو بالتوصية والتزكية .. بل هي (نتاج) لعشرات السنين من العمل الشاق والنضال الفكري الرصين والمدروس ! مخرج .. الإنتاج الثقافي والأدبي الحقيقي هو الذي يكتبه أبناء اليوم ليقرأه ويؤمن به أجيال الغد ! كاتب صحيفة نجران نيوز الالكترونية [email protected]