الجميع يعلم ان نظام ساهر وضع للحد من السرعة، وبالتالي سيؤدي الى المحافظة على أرواحنا فلماذا نساعد بعضنا البعض عندما نلاحظ كميرات ساهر وننذر من بخلفنا او من هو بالجهة المقابلة كي يخفف من سرعته؟ بل وصل الحال بالبعض الى كتابة لوحة والوقوف بها على الشارع لإنذار الناس بوجود كميرات ساهر! فهل السرعة مقبولة لدينا بعيدا عن كميرات ساهر؟. هل أرواحنا رخيصة لنساعد على قتلها بقبول السرعة العالية؟، إذا كان الجواب "لا" إذاً أين تقع المشكلة؟ لطالما حيرتني هذه التساؤلات وغيرها، حول هذا التناقض الجلي مابين المفروض والواقع، المفروض بعدم المساعدة على الخطأ وواقع قبوله؟ ولكن عندما يصل الحال الى تهشيم سيارات وكميرات ساهر مما يجبر الشركة المشغلة للنظام على تحويل السيارات الى مايشبه المعتقل او السجن المتحرك، فذلك يؤكد وجود مشكلة حقيقية وخطأ ما في نظام ساهر، علينا البحث عنه ومعرفة الأسباب وحلها، يدعم ذلك انتشار الظاهرة على مستوى المملكة، اي ان الظاهرة لم تختص بها مدينة محددة مما قد يساعد في حصر وتخصيص الأسباب. إن قيمة الغرامة واسلوب فرض وتحصيل الغرامة قد تكون من الأسباب المحتملة؛ كما أن منطقية السرعة المحددة في الشارع الذي تم فيه اخذ الغرامة قد يكون سبب آخر، بمعنى ان احساس الشخص بعدم منطقية السرعة في المكان الذي سجلت فيه المخالفة سيزيد من حنقة على النظام وعدم قبوله، أضف الى ذلك كثرة نشر وتوزيع سيارات ساهر على الطريق وكأنها تتصيد الأخطاء. لإصلاح الوضع، أولا يجب ان يتم دراسة الظاهرة علميا من قبل أحد جامعاتنا الغائبة عن مجتمعها!. ثانيا التخفيف من الوصاية على المجتمع، والذي يتبع مع الأسف في مؤسساتنا العامة، فعادة ما توجه القرارات والتعليمات دون مناقشة او دراسة لرأي المجتمع، وما علينا كمجتمع سوى التنفيذ. المفترض أن يتم استشفاف القوانين من افعال المجتمع، بمعنى راقب المجتمع لتحديد ما هو الطبيعي والمقبول لدى الغالبية العظمى، ثم افرض على الجميع الطبيعي الذي وجدته لديهم وليس ما تراه أنت. كمثال على ذلك لو تمت مراقبة طريق ما ثم وجد ان السرعة الطبيعية لثمانون بالمائة من مستخدمي الطريق هي 90 كم بالساعة، وعلى أساس ذلك تم تحديد السرعة القصوى لهذا الطريق ب 100 كم بالساعة فهل سيكون هناك رفض من المجتمع لهذه السرعة. ثق تماما انك ستجد رضى ودعم الجميع ، والعكس صحيح إذا فرضت عليهم سرعة 70 كم في الساعة حسب رأيك الشخصي. ففي نظري المجتمع كائن حي نمثل كأفراد أعضاءه وخلاياه، وله ثقافته وقوانينه المقبوله وغير المقبوله وما علينا أحيانا سوى استنباطها!. خاص صحيفة نجران نيوز الالكترونية