كيف كان سيبدو «آي باد» الذي أنتجته شركة «آبل»، لو كان قد اخترع قبل جيل من الزمن؟ لكان قد صمم بهوائيات خرقاء غير متقنة تشبه أذني الأرنب لمساعدة الناس على مشاهدة التلفزيون أثناء تجوالهم، مع الحصول على بث ضعيف. لكن شركة «إيريو» الأميركية التي مقرها مدينة نيويورك تأمل في توفير البث التلفزيوني الحي إلى الأجهزة الجوالة، مع إمكانية تسجيلها لمشاهدتها في ما بعد. لكن لحسن الحظ فإن أجهزة «آي باد» الحالية هي خلاف ذلك، فالفيديوهات التي يشاهدها الناس عليها، هي عموما من النوع الجيد والمتنوع، وهي تسجيل لبعض البرامج التلفزيونية الرائجة والمطلوبة المتوفرة في «أمازون»، و«هيولو»، و«نيتفليكس»، والخدمات الأخرى. ومع ذلك فإن الكثير منها قديم، بحيث إن بعض المشاهدين يتوق إلى مشاهدة البرامج التلفزيونية الحية. وهكذا فإن شركة «إيريو (Aereo)» الناشئة الجديدة، تستعد لتقديم البث التلفزيوني الإنترنتي الحي عبر تقنيات «الهوائيات عن بعد» التي لا تراها العين بتاتا. إذ تقوم ببث البرامج التلفزيونية الحية العالية الوضوح والتحديد مباشرة إلى نظم التصفح في أجهزة «آي باد»، و«آي فون»، و«آي بود تاتش»، وبعض أجهزة الكومبيوتر من «ماك». ولا توجد هنا معدات منفصلة ينبغي إلحاقها، أو ضمها إلى الجهاز، ولا حاجة أيضا إلى تمديد طول الهوائيات، كما هو الحال في بعض الخدمات التلفزيونية الجديدة التي باتت تظهر على بعض الهواتف الذكية المختارة. وتنوي «إيريو» أيضا إضافة دعمها هذا إلى أجهزة «أندرويد» وكومبيوترات «بي سي» في أواخر هذا الصيف، وبذلك يمكن مشاهدة التلفزيون على خمسة أجهزة مصرح لها، وحتى على جهاز التلفزيون الكبير، باستخدام مزية «إير بلاي» اللاسلكية عن طريق جهاز «آبل تي في». كذلك أصبحت «إيريو» جهاز التسجيل الفيديوي الرقمي على السحاب، بحيث يمكن التسجيل، أو تجميد العرض الذي تشاهده، أو حتى الترتيب لتسجيل العرض لاحقا، وذلك عن طريق التمرير، أو النقر على دليل ملائم للبرامج يمكنه الاحتفاظ به لمدة أسبوعين. كما يمكن البحث عن البرامج المتوفرة لمشاهدتها، أو تسجيلها. وعند النقر على خيار التسجيل، يكون لديك خيار تسجيل البرنامج لهذه الحلقة فقط، أو لكل حلقة جديدة منها، أو لجميع الحلقات. كما يمكن تسريع التسجيل إلى الأمام للتخلص من مقدمة العرض بمدة 30 ثانية لدى مشاهدة عرض مسجل. كذلك يمكن «الوتوتة» (التغريد) من «إيريو» ذاتها والتواصل مع الأصدقاء على «فايسبوك» مستخدما هذه الخدمة. لكن ثمة مأخذين على هذه الخدمة كما يقول إدوارد بيغ في «يو إس إيه توداي»: الأول الرئيسي، هو عدم إمكانية الحصول على «إيريو»، ما لم تكن تعيش في نطاق المناطق البلدية الخمس من مدينة نيويورك، لكن «إيريو» تخطط لتوسيع هذه السوق حول مدينة «نيويورك»، ربما عن طريق إضافة 10 إلى 15 سوقا رئيسية خلال السنة المقبلة وهكذا. ولدى التوجه إلى موقع «إيريو» لتجربة هذه الخدمة، تقوم «إيريو» بالتحري عن موقعك، فإذا كنت خارج نيويورك عليك نسيان الأمر. وكانت الشركة هذه قد منحت الكاتب بيغ حساب تسجيل خاص لتجربة خدمتها في ولاية نيوجيرسي، علاوة إلى ميسوري وكنساس. المأخذ الثاني هو أنك لا تستطيع الوصول سوى إلى 28 قناة، على الرغم من أن القائمة تتضمن الشبكات التلفزيونية الكبرى، مثل «أيه بي سي»، و«سي بي إس»، و«فوكس»، و«إن بي سي»، و«سي دبليو»، و«بي بي إس». وثماني من هذه الأقنية مخصصة للجمهور من أصل إسباني، أو للذين يتحدثون باللغات الآسيوية. لكنك لن تجد برامج مهمة مثل «شوتايم»، و«إتش بي أو»، أو أقنية عن طريق الكابل، مثل «أيه أم سي»، أو «سي إن إن»، أو «إي إس بي إن». وعلى الرغم من القيود هذه، إلا أن «إيريو» تقدم مثالا حول كيفية تقديم البث التلفزيوني الحي إلى الأجهزة الجوالة بشكل صحيح. كما أن واجهة التفاعل الصديقة الخاصة بالمستخدم هي متعة في الاستخدام. كذلك فإن الالتقاط عن طريق تواصل جيد مع الإنترنت، هو رائع أيضا. وبالإمكان تغيير جودة البث عن طريق الدرجات الثلاث المعهودة «منخفض» و«متوسط» و«عال» وفقا إلى سرعة شبكتك. فإذا لم تكن متأكدا من كل ذلك، يمكن اختبار جودة الاتصال من داخل «إيريو» ذاتها، أو تستطيع هذه الأخيرة تعديل ذلك وضبطه أوتوماتيكيا. وبإمكانك في أي مكان بمدينة نيويورك الاشتراك في «إيريو»، بحيث يمكنهم الاطلاع على عينات من برامجها مجانا لمدة ساعة في اليوم. ومقابل ثمانية دولارات شهريا يمكن مشاهدة الكثير من البث التلفزيوني المحلي، والحصول على سعة تخزين في السحاب لتسجيلات الفيديو الرقمية لمدة 20 ساعة يوميا. كما يمكن الوصول إلى اثنين من الهوائيات البعيدة، بحيث يمكن تسجيل برنامجين في وقت واحد، أو مشاهدة برنامج وتسجيل الآخر. ومقابل 12 دولارا شهريا (الشهر الثاني مجانا) يمكن مضاعفة مدة تسجيلات الفيديو الرقمية إلى 40 ساعة. أما الاشتراك السنوي فمقداره 80 دولارا. وتقدم «إيريو» أيضا اشتراكا يوميا بسعر دولار واحد يشمل ثلاث ساعات من التخزين الفيديوي، وأمامك 10 أيام لمشاهدة ما قمت بتسجيله. والمحطات التلفزيونية ليست سعيدة جدا بهذه الخدمة، لكن «إيريو» تمكنت من تذليل عقبة قانونية، في ما يتعلق بالوقت الحالي على الأقل. ففي مارس (آذار) الماضي قامت مجموعة من 17 شبكة تلفزيونية برفع قضية قانونية بدائية كادت تغلق هذه الخدمة كلية، لكن في الشهر الماضي حكم قاض اتحادي في مصلحة «إيريو»، رافضا الدعوة، على الرغم من إمكانية قيام هذه المحطات بالاستئناف لاحقا.