أوضح صاحب السمو الملكي الأمير مشعل بن عبد الله بن عبد العزيز أمير منطقة نجران، أنه لن يهنأ له بال حتى تنجز جميع المشاريع التنموية المعتمدة التي كانت المنطقة في أمس الحاجة إليها، وتشكل على مدى سنوات مضت مطلبا للأهالي، مؤكدا بأنه مستمر في مراقبة أداء المقاولين لهذه المشاريع سواء عن طريق جولاته الميدانية للوقوف على سير العمل، أو من خلال التقارير اليومية التي تصل إلى سموه من خلال الجهات المسؤولة في الإمارة. وفي الحوار الذي اجراه مع سموه الزميل عبدالله آل هتيلة ونشرته صحيفة عكاظ اليوم قال : إن تطبيق مبدأ الثواب لمن يؤدي واجباته على الوجه الأكمل والعقاب لمن يثبت تقصيره سيظل شعارا مرفوعا، لأن توجيهات خادم الحرمين الشريفين وولي عهده الأمين تشدد دائما على ضرورة تلمس احتياجات المواطنين والعمل على تحقيقها. وتطرق سمو أمير منطقة نجران إلى عدد من المواضيع التنموية من خلال الحوار التالي: • سمو الأمير بعد مضي ثلاث سنوات على تعيينكم أميرا لمنطقة نجران، ما مدى رضاكم عن ما تحقق حتى الآن من مشاريع ؟ • بصراحة مازال هناك الكثير مما يجب العمل على تنفيذه، والمنطقة تحتاج إلى مشاريع في المجالات الصحية والتعليمية والبلدية، ونحن نعمل ليل نهار على رصدها وإجراء الدراسات اللازمة لها، ومن ثم الرفع بها لاعتمادها. • من يرصد هذه الاحتياجات؟ • تقع على أمير المنطقة مسؤولية معرفة هذه الاحتياجات، وهناك فرق عمل منبثقة من مجلس المنطقة، إضافة إلى ما يرفع عن طريق الإدارات الحكومية ويعرض على المجلس ويناقش في الجلسات، وللأمانة ليس كل ما يرفع يقر مباشرة وإنما يخضع للدراسة والمناقشة من أجل أن يكون كل مشروع مبنيا على الاحتياجات الآنية والمستقبلية. • ترى سمو الأمير ما هو الهاجس الذي يشغلكم حاليا؟ • احتياجات المواطن همي الأول، وهذا الأمر يتطلب الرصد الدقيق لأوجه النقص في مجال الخدمات ومن ثم العمل على تلبيتها وفق الأولويات، لكن لا أخفيك بأن رفع مستوى خدمات المياه والصرف الصحي والطرق يأتي على رأس القائمة، علما أن الوضع الحالي مطمئن، ولا يدعو إلى القلق، إلا أن استحداث مستشفيات ومراكز للرعاية الصحية الأولية، والتأكيد على التعاقد مع كفاءات طبية مؤهلة هو ما نطمح إليه حاليا ومستقبلا. الأخطاء الطبية • ولكن الأخطاء الطبية مازالت هي مصدر الخوف للمستفيدين من الخدمات الصحية؟ • نعم هناك أخطاء طبية، وتحدث في جميع المناطق، وكل دول العالم، وهذا لا يعني أنني راض عن هذه الأخطاء، بل نسعى وفق الأنظمة إلى محاسبة المتسببين فيها، والعمل على الحد منها خاصة تلك القاتلة التي تزهق الأرواح البريئة. • هل لنا أن نقف على بعض القرارات التي اتخذت لمعالجة تكرار الأخطاء الطبية ؟ • تلك التغييرات في القيادات الصحية كان الهدف منها ضخ دماء جديدة تعمل بروح جديدة، تسهم في التقليل من هذه الأخطاء، يضاف إلى ذلك الجزاءات التي طبقت بحق كثير من الأطباء والفنيين من قبل الهيئة الطبية، التي وصلت إلى حد الاستغناء عن بعض المتعاقدين سواء أطباء أو فنيين، وما أود أن أقوله هو إنني لن أقبل بقاء أي مسؤول مقصر في موقعه، ولن أرضى بتهميش الكفاءات المؤهلة القادرة على الإنتاج والإبداع. • سمو الأمير هناك مشاريع صحية بدأ تنفيذها قبل عشر سنوات لم تكتمل حتى يومنا هذا ؟ • مستشفى بدر الجنوب تم الانتهاء منه وبلغت نسبة الإنجاز 100% وسوف يتم تشغيله قريبا وكذلك مستشفى خباش نسبة الإنجاز 95% ومستشفى نجران العام بالشرفة (المدينة الطبية) تم الاستلام المبدئي للمباني وجاري العمل حاليا في مرحلة التجهيز وسيتم التشغيل قريبا كما أنه تم إبلاغ معالي وزير الصحة بحاجة المواطنين إلى اعتماد مستشفى غرب نجران وإحلاله في موقع المستشفى الحالي في أبا السعود وتم الرفع بذلك لسمو سيدي وزير الداخلية وتم مخاطبة معالي وزير المالية باعتماده في موقعه، وبالمناسبة فإن هناك عددا من مراكز الرعاية الصحية الأولية يتم إنشاؤها في العديد من الأحياء. الأهداف المستقبلية • ذكرتم سمو الأمير في حوار سابق ل«عكاظ» أن لديكم أهدافا تسعون لتحقيقها.. فماذا تحقق منها ؟ • الكثير.. ولكن مازال هناك الكثير أسعى بعون الله ثم بتعاون الأهالي والقطاعات ذات العلاقة لتحقيقه، ولكن أذكرك بما سبق أن قلت لك في حوارات سابقة ليس من طبعي الاستعجال في إقرار المشاريع، فأنا ميال دائما إلى ضرورة أن يخضع أي مشروع للدراسة قبل الرفع به لكي نطمئن بأنه سيلبي رغبات أكبر عدد من السكان. • وهل المشاريع التي نفذت تأتي متوافقة مع هذا التوجه ؟ • بنسبة كبيرة نعم، والمشاريع التي تأخر تنفيذها، أو شابها نوع من التقصير استطعنا معالجتها بل ومحاسبة كل من تسببوا في تأخيرها، أو ارتكاب أخطاء تنفيذية من خلالها، ولتلافي هذه الإشكاليات مستقبلا كلفت الإدارة العامة لخدمات المنطقة في الإمارة بالمتابعة اليومية لما يجري تنفيذه من مشاريع في المنطقة وتم تكليف مسؤولين من جميع الإدارات الحكومية ذات العلاقة بالقيام بجولة أسبوعية جماعية (الباص) على جميع المرافق والمشاريع للوقوف ميدانيا على المشاريع التي يتم تنفيذها ورصد أي ملاحظات عليها ومستوى سير العمل فيها والرفع عن أي ملاحظات سعيا إلى معرفة أوجه القصور ومعالجته من قبل الجهة المسؤولة ويتم الرفع لنا شخصيا ولازال العمل مستمرا وسيستمر لمعرفة أوجه القصور والخلل ومعالجته وأيضا محاسبة المقصرين عنه. الجولات الميدانية • لكنكم لم تكتفوا بهذه التقارير وقمتم بجولات ميدانية مفاجئة على هذه المشاريع ؟ • ولن أتوقف عن مثل هذه الجولات الميدانية لأنها وبصراحة جعلتني أشعر بمعاناة المواطنين جراء التأخر في تنفيذ بعض المشاريع بسبب تهاون مقاول أو تقصير الجهات المشرفة، وعلى ضوء هذه الجولات أجريت تغييرات في بعض القيادات الخدمية في المنطقة، وحضر مسؤولون من بعض الوزارات بعدما طالبنا بمعالجة أوجه القصور وإعفاء المقصرين، واستبعاد شركات المقاولات التي ثبت لنا بأنها غير مهيأة أو مؤهلة لدخول المنافسات في مشاريع مستقبلية، ونحمد الله أن الأمور تسير كما هو مرسوم لها. • سمو الأمير هذا يعني أن هناك فسادا، وذكرتم بأن الجهات المعنية تحقق في أي تجاوزات ؟ • هذا صحيح، وعلى ضوء هذه التحقيقات تم إعفاء مسؤولين من مناصبهم، ومازالت التحقيقات جارية مع آخرين، ولكن ما أؤكد عليه هو أن كل مفسد سينال جزاءه، وكل مجتهد سيحظى بالتقدير الذي يستحقه. • كيف تتواصلون مع أهالي المنطقة ؟ • بصراحة، بعيدا عن الرسميات والبروتوكولات، ألتقيهم في مكتبي وأستمع لهم كجزء من برنامج عملي اليومي، ومن خلال الأيام المخصصة للالتقاء بهم، وهذه عادة أحرص عليها، فلذلك لا أشعر بأنني بعيد عنهم، أو أنهم بعيدون عني، ولا يمكنني القبول بأن يكون هناك أي عوائق تعكر صفو هذا التواصل. تعاون المواطن • لا شك أن المعالجات تحتاج إلى تضافر الجهود، كيف وجدتم تعاون المواطن مع أجهزة الدولة ؟ • تعاون أهالي المنطقة لا حدود له على مر السنين، فهم أوفياء لوطنهم وقيادتهم. • سمو الأمير، الجانب الزراعي يشغل حيزا كبيرا في اهتماماتكم ما هي التوجهات المستقبلية لدعم المزارعين ؟ • المنطقة بشكل عام هي منطقة زراعية منذ القدم وإنتاجها مميز سواء من التمور أو غيرها، ومن المؤسف أن هذا الجانب الزراعي تأثر كثيرا بعدة عوامل منها استنزاف المياه الجوفية بشكل كبير جدا وعدم استخدام وسائل الري الحديثة ولكن ومع ذلك نطالب الجهات المعنية وعلى رأسها وزارة الزراعة بتقديم كل ما يمكن للمزارعين في المنطقة سواء كان ذلك إرشادا زراعيا أو أعمال رش للمزروعات وتوعية للترشيد وهذا من الواجبات الهامة. • حدثنا عن توجيه سيدي خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز يحفظه الله لسموكم بالعمل على دعم المزارعين في المنطقة؟ • المزارعون هم شريحة مهمة واهتمام القيادة دائما كبير بهم وسيدي خادم الحرمين الشريفين حفظه الله يهتم اهتماما كبيرا بجميع الفئات، والمزارعون منهم ونعلم حجم ما يقدم من قروض زراعية وغيرها لخدمة المزارع ومساعدته على مضاعفة الإنتاج. جلب المياه • سمو الأمير مشروع جلب المياه من الربع الخالي إلى أين وصل ؟ • هذا المشروع الهام قطع منه شوط كبير جدا وهو في المراحل الأخيرة للاستفادة منه حيث ستغذي المياه القادمة من الربع الخالي سكان المنطقة، وإن شاء الله يكون ذلك في القريب العاجل. • هل هناك من ملاحظات على هذا المشروع ؟ • الأمور السلبية موجودة في العديد من المشاريع ولكننا نعمل على معالجة أي قصور قد يحدث في أي مشروع لأن المصلحة العامة هي الهدف العام وكذلك خدمة المواطن وحقه في الاستفادة من المشروعات التي توفرها الدولة. • سمو الأمير.. شكلتم لجانا منبثقة من مجلس المنطقة لمتابعة أداء العمل في بعض الأجهزة الحكومية.. هل ترون بأنها أدت الدور المناط بها بما يتناسب مع تطلعاتكم لتحسين مستوى الخدمة ؟ • لدينا في مجلس المنطقة العديد من اللجان في مجمل الأمور لخدمة المنطقة وهذه اللجان تبذل جهودا مقدرة في متابعة الأعمال التي تختص بها كل لجنة وتذهب إلى الميدان وتسجل مرئياتها وتعرض على المجلس الذي يناقشها بكل استفاضة. • ألستم سمو الأمير مع أن يكون أعضاء كل لجنة متخصصين في مجال عمل كل إدارة حتى يكون الحوار والنقاش أكثر فاعلية ؟ • بكل تأكيد، إن التخصص يؤدي إلى النتائج الأكثر دقة والأكثر دراية بواقع الأمور وهذا أمر لابد من الاهتمام به والتركيز عليه وأنا شخصيا أؤمن بالتخصص لإيجابياته العديدة. • يهتم خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي العهد وسمو وزير الداخلية بالشباب.. ماذا أعددتم من خطوات لإشراك الشباب في عملية التنمية.. وهل هناك لجان تعمل على التخطيط لتنفيذ برامج تؤهل الشباب للمشاركة ؟ • الشباب هم ركيزة أساسية من ركائز التنمية وسيدي خادم الحرمين الشريفين رعاه الله اهتم بالشباب وسعى إلى تأهيلهم علميا وفنيا ومهنيا ونجد مئات الآلاف من الطلاب والطالبات في أرقى الجامعات العالمية ونجد الجامعات غطت مناطق المملكة والكليات التقنية هذه وغيرها مؤشرات قوية تؤكد الاهتمام بالشباب ولاشك أنهم مستقبل الوطن وهم سواعد البناء وهناك بلا شك خطط طموحة تستهدف الشباب لمواصلة البناء والعطاء للوطن. • هل سيكون هناك مستقبلا مجلس لشباب المنطقة يتكون من لجنة يرأسها سموكم وتضم في عضويتها شبابا في جميع المجالات يهدف إلى إعداد خطط تجعل دورهم أكثر فعالية في الأعمال التطوعية والبرامج التنموية ؟ • كل فكرة أو رأي يسعدني سماعه وأناقشه بكل اهتمام وهذا من الأفكار الجيدة ولا يوجد ما يمنع قيام مثل هذا المجلس طالما أنه يقدم خدمة يستفاد منها. • سمو الأمير.. المرأة النجرانية سجلت حضورا لا بأس به، فما هي التوجهات المستقبلية لتكون المرأة النجرانية أسوة بزميلاتها في مختلف المناطق حاضرة في المناسبات الثقافية والاقتصادية تحديدا؟ • المرأة السعودية بشكل عام أثبتت نجاحا وقدرة واستعدادا للمشاركة في كل ما يخدم الوطن، والمرأة النجرانية هي كمثيلاتها في باقي مناطق المملكة، وفي المنطقة مبدعات في الثقافة والأدب والإعلام وهناك أيضا سيدات أعمال في المنطقة حظين بكل اهتمام ودعم ونحن مستعدون للمساهمة في كل ما يخدم المرأة في هذه المنطقة وفي جميع المجالات وبالمناسبة أسجل شكري لبنات وسيدات منطقة نجران على ما ألمسه منهن من إبداع وتميز ومساهمات مقدرة كما أشير هنا إلى صدور قرارنا مؤخرا بتشكيل لجان نسائية للاطلاع على سير العمل في الإدارات والأقسام التي يتعذر دخول الرجال إليها وتم تشكيل تلك اللجنة من نخبة من المسؤولات في المنطقة وهذا بدوره سيكشف السلبيات إن وجدت في تلك الإدارات والعمل على معالجتها ودراسة المقترحات التي سيتم رفعها من قبل الفريق.. • هل يوجد لسموكم صفحة على موقع التواصل الاجتماعي تويتر؟ • أبدا، لا يوجد لدي صفحة على موقع تويتر.