تزايدت حالة التوتر بين شركة فيسبوك والمعلنين فيها، وذلك لمطالبتهم بالمزيد من إتاحة الوصول للبيانات، وسط رفض متواصل من شبكة التواصل الاجتماعي. فمنذ أن بدأت الشركة التلاعب بالاحتياجات المنافسة لحماية المعلومات الخاصة بمستخدميها في الوقت الذي تستغل فيه إمكانياتها في تحقيق الأرباح المالية, فإنها تتحين طرقاً مبتكرة لاستخدام البيانات الخاصة بها دون تسليمها مباشرة للمعلنين. ويقول بريان والاس نائب الرئيس للتسويق الاستراتيجي في شركة سامسونج في الولاياتالمتحدة : " إنهم في موقف حرج". وأضاف: "إنهم يديرون الكثير من الخصوصية والشؤون الأمنية، ونحن نقول فقط:اعطني, اعطني, اعطني، لذلك فإنها ستستغرق وقتا". ويتزايد الضغط على الشركة المعروفة الآن للحفاظ على زيادة عائداتها، وتحارب شركة فيسبوك لإرضاء أفضل العملاء ومنع حدوث خلل كالذي حدث مع شركة جنرال موتورز والتي سحبت إعلاناتها المدفوعة في شهر أيار (مايو). وتقول كارولين ايفرسون نائبة رئيس شركة فيسبوك لبرامج التسويق العالمي: "نعلم أنه يجب علينا أن نصبح أكثر مرونة ليتم التعامل معنا". وتقول السيدة إيفرسون إن شركة فيسبوك تطور مبادئ توجيهية من أجل المسوقين حيث يخصص فيها الموظفون العاملون في الشركة للعمل بشكل وثيق مع المعلنين المختارين. فبعض المعلنين مثل شركة سامسونج تدرك أنها بحاجة إلى التصرف بطريقة لائقة تجاه القواعد الخاصة بشركة فيسبوك وذلك إذا كانت ترغب في تحقيق أقصى استفادة من الموقع. ويقول والاس : "إذا لم يقوموا بإعطائي البيانات, فعلى الأقل يجب عليهم أن يتفهموا طبيعة عملي". جاء رد شركة فيسبوك على ذلك بأنها تكرس فريقا من الموظفين لإدارة حساب شركة سامسونج وتساعد على صناعة الحملة البارزة للولايات المتحدة حيث تطلق هواتف"جالا كسي أس 3" الذكية بنهاية شهر حزيران (يونيو). تبدأ شركة فيسبوك بالبيانات الخاصة بمستخدمي الهاتف المحمول بإرسال إعلانات مصممة خصيصا لمستخدمي أجهزة آي فون, وبلاك بيري, والأندرويد ومع كل منهم رسالة مختلفة لحثهم على التغيير باستخدام هاتف جالاكسي الجديد.ووصلت أيضا شركة سامسونج إلى بيانات شركة فيسبوك من خلال الشركات الخمس اللاسلكية التي وافقت على عرض الهاتف, مستخدمة مشاركات المستهلكين من صفحات شركة الاتصالات "فيريزون, وأيه تي آند تي" على موقع "فيسبوك" لتعزيز إجراء الصفقات مع معجبي "سامسونج". وأخيرا, عرضت شركة فيسبوك على شركة سامسونج الفرصة الأولى لتتولى "سامسونج" صفحة تسجيل الخروج من "فيسبوك", فلمدة ثلاثة أيام, كل شخص من مستخدمي "فيسبوك" يقوم بتسجيل الخروج من حسابه أو حسابها, يرى إعلان عن هاتف جالاكسي "إس 3 " ووصل إجمالي المشاهدين لهذا الإعلان إلى 70 مليونا. وعموما كان والاس مسرورا بأن المشاهدين للإعلانات المستهدفة والبالغ عددهم 65 مليون شخص كانوا ضعف المتوقع التعامل معهم. ويقول أيضا: "يدل هذا على أن بياناتهم فعالة" وأضاف : "هذا شيء سنقوم بعمل الكثير بشأنه".وكان "الثمن" هو الشيء الذي أحبه والاس حتى أكثر من الاهتمام الذي ناله من شركة فيسبوك وما ترتب عليه من نتائج حيث قال رافضا الإفصاح عن التكلفة بالضبط : " ستندهش كم كان رخيصاً". في حقيقة الأمر,إن الجانب الذي وجده والاس أكثر أهمية في "فيسبوك" هو ما يتعلق بأنه لا يدفع شيئا : فبالإضافة إلى الإعلان المدفوع لإطلاق المنتجات, يعتمد والاس على صفحة المعجبين المجانية لشركة سامسونج على موقع فيسبوك لإدارة علاقات العملاء, ومدى إخلاصهم لمنتجات الشركة, وإمكانية البقاء عليهم مثيرا تساؤلات حول عما إذا كانت شركة فيسبوك قادرة أو أنها ستتمكن أخيرا من طلب ثمنا لهذه المميزات.في الوقت الراهن, تقول شركة فيسبوك إن الأجزاء من الموقع والتي لا تطلب لها ثمنا مرتبطة ارتباطا وثيقا بالأجزاء التي تطلب الشركة لها مقابلا مالياً ويرجع ذلك جزئيا إلى أن هذه القطاعات المجانية تستخلص البيانات التي يتم نقلها للإعلانات المدفوعة. ولكن أولا, على شركة فيسبوك بناء المزيد من قصص النجاح مثل قصص شركة سامسونج وذلك قبل أن تأمر بمبالغ أعلى مقابل خدماتها الإعلانية.ويقول والاس في هذا الصدد: "الأمر لا يتعلق بالالتزام المادي أكثر مما يتعلق بامتلاك مسوق بارع قادر على استيعاب كل هذه الأمور معا" "فكلما بدأ الناس بشكل أكبر في إدراك قوة ما يمكن القيام به وخاصة فيما يتعلق بإطلاق المنتجات, فأنا أعتقد أنك سترى أفضل كتاب لقواعد اللعب وراء كل ذلك".