نشاهد العالم من حولنا ملأته مليارات الصور المنتمية إلى القامة الألفية, هناك من يعيش معنا وآخر نشاهده والبعض نسمع عنه ولا نحتاج أن نتصوره والكل يبحث عن البقاء بطريقته ويعتبرها إيماننا يدافع عنه وقد اختزل الله في ذاته دون الآخرين . ترى ماهي تلك الصورة ومن يقف ورائها ؟ اسئله تحتاج منا لأجابه. بحيث إن الإسلام هو ديننا والقرآن منبع إيماننا وملهمنا والرسول هو منقذنا ببعثه إلينا وجب علينا التأمل والبحث فيها, فربما نجد حلا لتساؤلاتنا يعبر بنا إلى الضفة الأخرى ويكشف لنا ماوراء ثلاثيه الأبعاد. الصورة واحده والمسميات تختلف باختلاف درجات الوعي والإيمان ورجاحة العقل وسعه المخيلة. عندما تكون بشرا فأنت الصورة الأولى لتكوين القامة الالفيه وهي الباحثة لسبب الوجود والتي لاتزال غير مدركه لعظمه العقل رغم وجوده. وقد خاطب النبي تلك الصورة في القران عندما كلم قومه في قوله تعالى (قُلْ إِنَّمَا أَنَا بَشَرٌ مِّثْلُكُمْ يُوحَىٰ إِلَيَّ) وكأنه نزل إلى الصورة البشرية ليقول لهم باستطاعتكم الوصول إلى ماهو ابعد من تلك الصورة التي انتم عليها الآن وذلك عندما وضع نفسه معهم في نفس القدر الصوري وليس القدر العقلي. وهذه هي صوره العامة من البشر الذين يستخدمون الصورة المادية من اجل البقاء. أما الصورة الثانية فهي الانسانيه وهي تحول ماوراء الصورة البشرية حيث تتجه إلى استخدام العقل أكثر من سابقتها ويكون للحواس دورا أيضا فتجدها أكثر ترابطا وإنسانيه وعمقا وهذا يقود إلى اتجاه العلم والمعرفة, وقد قال الله فيها (عَلَّمَ الإِنْسَانَ مَا لَمْ يَعْلَمْ) أي في هذه الصورة يزداد التركيز على العقل لأنها أصبحت جاهزة لتقبل الفكروالابداع. نأتي إلى الصورة الثالثة وهي الآدميه وهي الوصول إلى أعلى درجات الوعي والإدراك حيث تكون أسمى مخلوقات الأرض وذلك بسبب تبصرها واعترافها بعظمه خالقها وسبب وجودها وهذه الصورة تعتمد على العقل وإبداعه بشكل كامل وتبحر في أعماقه تأملا وحكمه وطلبا لحياه أفضل من عالمها المادي. لذلك نشاهد أصحابها يكونوا من الأنبياء وعباد الله المقربين فهم الأكثر علما وفهما لما نحن عليه اليوم وقد قال الله في هذه الصورة (وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلائِكَةِ اسْجُدُوا لِآدَمَ) وهذا اذان بقدسيتها وعظمت صاحبها فالسجود أسمى آيات الطاعة. هنا نقف لحظه ونجد أننا اجبنا على تساؤلاتنا دون أن نشعر. ولكن هل من الممكن أن نعلم على أي صوره نكون؟