خطبت وقلت يا خادم الحرمين الشريفين في مؤتمر حوار الأديان ، متحدثاً لعقلاء العالم: " جئتكم من مهوى قلوب المسلمين، من بلاد الحرمين الشريفين حاملا معي رسالة من الأمة الإسلامية ، ممثلة في علمائها ومفكريها الذين اجتمعوا مؤخرا في رحاب بيت الله الحرام ، رسالة تعلن أن الإسلام هو دين الاعتدال والوسطية والتسامح ، رسالة تدعو إلى الحوار البناء بين أتباع الأديان ، رسالة تبشر الإنسانية بفتح صفحة جديدة يحل فيها الوئام محل الصراع ، إننا جميعا نؤمن برب واحد ، بعث الرسل لخير البشرية في الدنيا والآخرة ، واقتضت حكمته سبحانه أن يختلف الناس في أديانهم ، ولو شاء لجمع البشر على دين واحد ، ونحن نجتمع اليوم لنؤكد أن الأديان التي أرادها الله لإسعاد البشر يجب أن تكون سبباً لسعادتهم. لذلك علينا أن نعلن للعالم أن الاختلاف لا ينبغي أن يؤدي إلى النزاع والصراع ، ونقول إن المآسي التي مرت في تاريخ البشر لم تكن بسبب الأديان ، ولكن بسبب التطرف الذي ابتلي به بعض أتباع كل دين سماوي ، وكل عقيدة سياسية". يا خادم الحرمين الشريفين ... تعودنا على حكمتكم المعهودة ، تعودنا على تسامحكم وبُعِد نظركم ، تعودنا على هذه القواعد والأطر التي أسستم لها ، و التي تقودنا للتعايش والتسامح والمعاملة الحسنة في وطن واحد بغض النظر عن المذهبية والاختلاف ، تذكرت كل هذا وأنا أتابع قناة أوطان ، التي تبث سمومها من خلال بوق النكرة السبر والحجازي ، هي قناة تسعى لجعل الوطن أوطاناً ، قناة تسعى للبحث عن نقاط الاختلاف لا نقاط الاتفاق ، قناة تسعى لإيقاظ فتنة نائمة لعن رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم من أيقظها ، قناة تسعى لتفريق أبناء الوطن الواحد. يا خادم الحرمين الشريفين ... قُدت وتزعمت مبادرة حوار الأديان على مستوى العالم ، وسعيت لقبول الآخر والتعايش معه ، لكن النكرات في بلاد الحرمين مثل السبر والحجازي ومن هم على شاكلتهم لا يستطيعون تقبل مذهب الإسماعيلية وأتباعه كمواطنين سعوديين عليهم واجبات ولهم حقوق . يا خادم الحرمين الشريفين ... هم نكرات يعارضون حكمة ومشيئة الله ، الذي خلق الناس مختلفين ، ولو شاء جلت قدرته ومشيئته لجعل الناس جميعاً على مذهب واحد ودين واحد . يا خادم الحرمين الشريفين ... هم نكرات يخالفون الرسول الكريم وسنته وهديه ، فقد احترم عليه الصلاة والسلام حريات الناس ، ودعى إلى الله والإسلام بالتي هي أحسن ، ولم يكن فضاً ولا غليظ القلب. يا خادم الحرمين الشريفين ... هم نكرات يتجاهلون أن لنا رب رحيم واحد ، ورسول عظيم واحد ، ودين سمح واحد ، وقرآن كريم واحد ، وقبلة طاهرة واحدة تتجه إليها قلوبنا وصلواتنا ، هم نكرات يصرون على إبراز فروع اختلافنا وتجاهل أصول اتفاقنا. يا خادم الحرمين الشريفين ... هم نكرات يسعون للشهرة والظهور على حساب مذهبنا ، والتعرض لمحارمنا وأعراضنا ، وتجريدنا من وطنيتنا ، واتهامنا بما ليس فينا ، والتطرق لرموزنا ومعتقداتنا بالسب والتكفير . يا خادم الحرمين الشريفين ... الجميع يعرفنا أبناء نجران ، ويعرف ولاءنا وحبنا لوطننا ، ورغبتنا الصادقة للتعايش مع إخواننا الكرام والعقلاء والشرفاء من أبناء هذا الوطن ، كما أن الجميع يعلم أننا لا نساوم على عقيدتنا ومعتقداتنا ورموزنا فهي خطوط حمراء لا نقبل الاقتراب منها أبداً . يا خادم الحرمين الشريفين ... كنا مع ابنك وفلذة كبدك وهديتك لنا صاحب السمو الملكي الأمير مشعل بن عبدالله بن عبد العزيز أميرنا الشاب المحبوب والمنصف ، كنا في نجران قبل أيام نحضر ملحمة مسرحية تحكي قصة إحراق أصحاب الأخدود التي حدثت في عام 525 م ، وذكرت في القرآن الكريم ، لقد رأينا أجدادنا أهل نجران المؤمنين في ذاك العصر وهم يخيرون بين أمرين لا ثالث لهما ، فإما أن يتركوا معتقدهم وما يؤمنون به أو أن يتم حرقهم كلهم ، نساءهم وأطفالهم ورجالهم وشيوخهم في إخدود حفر وأعد لتلك الجريمة ، وعندما صمدوا دون ما آمنوا به واختاروا الموت والشهادة ، أحرقوا عن بكرة أبيهم ، في مشهد مؤثر كانوا فيه يتسابقون على الوفاء بما عاهدوا الله عليه ، مشهد وقف فيه أميرنا المحبوب -ونحن من ورائه- مصفقاً ومتأثراً بذلك الإيمان وتلك التضحية . يا خادم الحرمين الشريفين ... نحن في عام 2012 م ، و ما زال النكرات مثل السبر وحجازي ومن هم على شاكلتهم يصرون على حفر أخدود جديد ، ما زالوا يصرون على تخيير أبناء المذهب الإسماعيلي بين ترك معتقدهم وما يؤمنون به أو يتم حرقهم اجتماعياً ووظيفياً ووطنياً واقتصادياً . يا خادم الحرمين الشريفين ... نحن أبناؤك في نجران ، نحن أبناء المذهب الإسماعيلي نناشدك أيها الملك العادل ، نناشدك يا والد الجميع ، أن تخرس أصوات التفرقة والإقصاء ، أن تعطينا حقوقنا وترفع الظلم عنا ، نطالب يا خادم الحرمين الشريفين بإيقاف القناة " البومة " ، ومحاكمة البوق السبر والحجازي ومن معهما في البرنامج ، نطالب باعتذار علني من خلال البرنامج الذي تم قذفنا فيه ، نطالب باعتذار في الوسائل الإعلامية ، ونحن نثق بالله سبحانه وتعالى ثم نثق في إنصافكم يا خادم الحرمين الشريفين . وإذا لم يكن ذلك ، فليعلم النكرات مثل السبر والحجازي ومن هم على شاكلتهم أننا نقول مرحباً بالأخدود الجديد ، مؤمنين مصدقين غير شاكين ولا متبدلين ، ليعلم النكرات وأصحاب فكر الإقصاء والتهميش أننا لن نحترق في الأخدود الجديد لوحدنا أبداً أبداً.. بقلم / محمد وعلان