مهرجان يوقظ الأموات من مراقدهم يظلنا في 19 من شهر مارس مهرجان يوقظ الأموات من مراقدهم, و أنت تسمع قرع الطبول, تجوب ضواحي مدينة المؤمنين على ضوء البدر المكتمل ,تتقلب صفحات التاريخ بأنامل الأدباء العرب, اللذين سوف يؤتون ليشاركون أبناء و بنات نجران فرحتهم العظمى بمهرجان ( قس بن ساعدة الإيادي ) أشهر خطباء العرب فمن تبين و تفحص ما كتب عنه أدرك حكمته البالغة التي لا تزال تقف لها الألباب احتراماً ,لما منح من أعجاز في القول, و من تلك المنظومات الشعرية التي يقف لها العقل و القلب و الفكر مبتهلاً , بتلك الدرر الوعظية التي تنير القلوب فتبصر الدروب بلا شك و لا ريبة .. في الذاهبين الأولين ... من القرون لنا بصائر لما رأيت موارداً .. للموت ليس لها مصادر و رأيت قومي نحوها .. يمضي الأصاغر و الأكابر أيقنت أني لا محالة .. حيث صار القوم صائر من قلًب في فكره تلك الحكم البليغة, أدرك مدى إيمان ذلك الرجل و تعمقه و مقدرته على قول الحكم البينة و الواضحة و الرصينة , التي تحرك القلوب الغافية ,رحل جسد قس و لكن روحه لا تزال بيننا حاضرة من خلال ما ترك لنا من أرث جم في الخطابة و الشعر, أن روحك تقف مذهولة عندما تقرأ له ( أيها الناس اسمعوا و عوا ...) لم يكن يخص أحدا بخطبه بل كان يقولها للناس عامة حتى يتفقهوا أمور دينهم, و ما هو مآلهم في الدارين و أن يدركوا أن هناك أمم سبقوهم, عليهم أن يعلم عنهم حتى يتعظوا فلا يقعون في المعاصي, جراء جهل أو كبرياء ,و يتجلى ذلك في قوله ( من عاش مات و من مات فات و كل ما هو آت .. آت ) أن تلك اللحظة التاريخية التي سوف نفخر بها نحن أبناء نجران لا تقدر بثمن و نحن نصافح التاريخ بأعيننا و قلوبنا, و ألبابنا.. صغير وكبير ..رجل و امرأة... قلب واحد يشهد الحدث التاريخي ... أما بعد . كاتبة و قاصة سعودية