عندما نقول بأننا ننتهج مبدأ الحرية فإننا نقصد بذلك اتاحة المجال لتقارع الأفكار بعيدا عن التحيز والتعصبات التي تكون ناتجة عن أهوائنا الخاصة .. ويكون تطبيقنا لها رغم اختلافنا معها حق واجب ، لأنها حق مكفول للجميع في جميع الأحوال ، وفي الوقت نفسه فإن هذه الحرية تضمن للمطالبين بها أو من يدعونها حقوقهم الخاصة وحقوق غيرهم ممن لا يؤمن بها أو كان موقفه تجاهها سلبيا ً أو محايدا ً، وكذلك عدم مصادرة آراؤهم وسلبهم حريتهم حتى لو كانت رافضة لفكرة هذا المبدأ أساسا ً ** من هنا فإن الحرية لا تعني أبدا الإطلاق ولا النيل من الآخرين تحت مسميات ودوافع حرية الرأي والرأي الآخر فكما نعلم بأن الحرية لها حدود والرأي له أساس ، ويكون مبنيا على أسس ما نؤمن ونقتنع به في المقام الأول ، فإن لم يكن فيكون مبنيا على أسس ثانوية كالعرف والمصلحة العامة وتظل مراعاة الحقوق الإنسانية وعدم الإساءة لها ضمن المقومات التي تبحر بالحرية إلى بر النجاح ** لذلك فإن إعادة النظر في مسائل الحريات مهم جدا خاصة فيما إذا تفاجئنا بأن هذه الحرية تقدح في حقوقنا الشخصية وصفاتنا وادميتنا وحتى ظروفنا المادية والتي عملنا على إخفاءها كحقوق ذاتيه ولا يحق للحريات الأخرى أن تتدخل في الخوض فيها يوما من الأيام آيا كان المبرر والسبب ** كاتب صحيفة نجران نيوز الالكترونية*