ساءني ما نشرته بعض الصحف عن اكتشاف حالات جرب وأمراض معدية في دار الملاحظة بمنطقة جازان والذي كان لها عدة مسببات أهمها سوء الخدمة الصحية للنزلاء وكذلك عدم وجود التهوية المناسبة وتكدس الأعداد، وكانت الحالات اكتشفت في بعض الوافدين والمواطنين. ما حصل في سجن جازان قد يحصل في باقي سجون المملكه وبما أن السجون دار إصلاح وتهذيب فيجب أن يكون هناك اهتمام أكثر بها لتتمكن من أداء دورها على أتم وجه، فلا نريد أن يخرج علينا أحد المواطنين من السجون مريضاً بمرض معدٍ ويصبح عالة على المجتمع أو مصاباً بمرض نفسي لقضائه فترة طويلة في مكان غير لائق ولأن يكون متعاطياً أو منحرفاً لبقائه فترة من الزمن مع مروجين أو مدمنين وهو ربما دخل لسبب بسيط،يجب أن يتم وضع دراسات جادة للسجون بالمملكة تساعد في أن تكون السجون دوراً للرعاية والإصلاح والتهذيب بدءا من الرعاية الصحية الكاملة وإيجاد المكان النظيف وكذلك الأكل الصحي ومتابعة المتعهد في هذا الجانب بالإضافة إلى أن تستحدث وظائف أخصائيين نفسيين بأعداد كافية في كل سجن لخدمة النزلاء وتهيئتهم بالاضافة الى الاخصائيين الاجتماعيين وأن يكون هناك نشاطات إجبارية تعليمية وتوعوية يقوم عليها مختصون باستمرار من أجل تطوير قدرات السجين ومن أجل الرفع من الوعي لدى النزلاء ومن أجل أن يخرج السجين إلى المجتمع فرداً مشاركاً ونافعاً في الوطن. ليس كل سجين مجرماً فهناك الكثير من السجناء ضحايا لحظة غاب فيها العقل وهناك أيضاً من دخل لأسباب مادية لم يقدر على الوفاء بها والكثير من الأسباب التي قد يجد فيها الإنسان نفسه خلف القضبان ومهما كانت الأسباب فيبقى السجين إنساناً يجب أن يجد الرعاية الكاملة وأن تحترم آدميته، وأتمنى أن يتم الالتفات إلى هذا الأمر بجدية وأن تتحول السجون إلى مؤسسات رعاية تساعد في إعادة بناء فكر السجين وتحويله إلى صاحب فكر بناء . وأتمنى من مؤسساتنا الصحفية أن تساعد في هذا الجانب بعمل زيارات للسجون وعمل تقارير قد تسهم في حل مشاكل السجناء عند سماع متطلباتهم ورؤية أوضاعهم عن قرب وكذلك قد تساهم بإعداد ندوات لكتابها بالتعاون مع السجون لمحاولة تصحيح بعض الأفكار للنزلاء . سعد آل سالم البلاد