لن نعيد الحديث عن القرار الصائب لخادم الحرمين الشريفين يحفظه الله في اقتصار إصدار الفتوى على أعضاء هيئة كبار العلماء، إنما ما يثير الاستغراب هي تلك الاستراتيجية البديلة للبعض في تحوير المسمى والتوسع فيه ليصبح قراءة تحليلية للأحداث وصياغة وجهات نظر فردية الهدف منها إثارة الطائفية والعدائية بين مواطني الوطن الواحد. وهذا بالفعل ما حمله تصريح الشيخ يوسف الأحمد والذي تناقلته بعض المواقع مؤخرا، مبديا فيه وجهة نظره ورؤيته الخاصة للأحداث التي مرت بها بعض الدول العربية وكيف هي انعكاساتها على الوسط العام. وكعادته في جميع ما يصدر عنه يعمد إلى سوق الاتهامات والإساءة للآخرين سواء أفرادا كانوا أو جماعات دون أن يملك البرهان على صدق ادعاءاته، بل هي من وحي أفكاره ووجهة نظره الموغلة في كراهية البعض وتحين الفرصة للنيل منهم. ومثل هذه الأحاديث والتصريحات التي تبدر منه أو من غيره وتحمل في مضمونها اتهامات خطيرة تلامس أمن الوطن وتدخل البعض في دائرة الشبهات يجب أن لا يغض عنها الطرف بل التحقق من مصداقيتها، وفي حال ثبتت أنها محض افتراء يعطى الطرف المتضرر الحق في المطالبة برد الاعتبار ومعاقبة المدعي بالباطل حتى يكون عبرة وعظة لغيره وإيقافا لذلك اللغط الذي يثار من وقت لآخر لأهداف غير معلنة. إن المرحلة الحالية دقيقة بحيث تتطلب منا العمل سويا وبإخلاص بعيدا عن التصنيفات لمن هو أكثر وفاء أو من يشك في صدق انتمائه، وذلك حفاظا على أمن وطننا واستقراره فهو وطن الجميع كما يؤكد على ذلك الملك القائد وحبه والتضحية في سبيله ليست حكرا على أحد. وعلى الرغم من إدراك الجميع لذلك إلا أن الشواذ في النظرة لا يفتأون القفز في الواجهة مستغلين الأحداث الجارية لتحقيق جمهرة إعلامية وكسب التأييد والإعجاب من فئات محدودة تكيل لهم المديح وتجتهد لهم في التصفيق. حقيقة يبدو أننا نتراجع إلى الخلف في الوقت الذي نفترض فيه تجاوزنا أفكار الجاهلية التي تتكئ على النعرات القبلية والطائفية والمناطقية، يبرز بجلاء من يثيرها بقوة مشككا في ولاء بعض المواطنين واصفا لهم بالطامعين في تقسيم وطنهم والمشجعين لإقامة ثورة مدعيا وجود تأثيرات أو تحريض من قوى خارجية تشارك المملكة أو تقاربها في حدودها الجنوبية والشرقية. هكذا كان رأي الأحمد وهو ذلك المحلل الفطن كما يرى نفسه!!، والذي نراهن على أنه لا يعي ما معنى اقتران حماية الأرض وحبها بالرجولة والشرف، وهي هكذا لدى المشكك في صدق ولائهم، لقد تشكلوا حصونا وقلاعا في وجه من حاولوا الاستيلاء على أوطانهم في عهود ماضية، لم تكن الجيوش والعتاد بهذا التطور ولم يقبلوا أن يشاركهم أرضهم غريب إلا بحسن الجوار أو المكوث طلبا للرزق. لهذا فالوطن لا يخافهم بل يخاف من يكرس في النفوس الكراهية ورفض التعايش السلمي بين البشر وفق المنهج الرباني الصحيح الذي يدعو للسلام وحفظ الحقوق ومحرما قتل النفس أو ترويعها إلا بالحق. فاطمة آل تيسان عكاظ