ليت مشاريع وزاراتنا الموقرة حين تُخرج وتتبنى مشاريع وطنية للمجتمع تقتدي بطريقة بناء وعمل برنامج "حافز" الذي أطلقته وزارة العمل مؤخرا، من حيث التفكير بالمرأة كمواطنة لها من الحقوق كما للرجل كمواطن، فلم يمر عليّ من قبل مشروع أو برنامج تعامل مع المواطنة على أنها من الدرجة الأولى مثل شريكها المواطن، إذ تتصف معظمها بأنها ذكورية بحكم الخضوع للثقافة الاجتماعية التي تهمشها وتعتبرها مواطنة من الدرجة الثانية، لماذا أقول ذلك؟ لأن "حافز" تحول إلى "حافظ" لحقوقها كمواطنة، فلم يفرق بينها وبين المواطن، خاصة ونسبة بطالة السعوديات هي 70% كما صرح وزير العمل المهندس عادل فقيه خلال اللقاء الذي جمعنا به في جدة، وهذه النسبة ليست هينة، وهي كافية لتبرر لنا انتشار الفقر بين السعوديات اللاتي لا عائل لهن، كالأرامل والمطلقات وأيضا اللاتي تزوجن بغير سعوديين، ولهذا يأتي"حافز" بتفكير وطني لمعالجة فقرهن بتأمين لقمة عيش شريفة لهن ولأبنائهن بدلا من جعلهن عالة على الجمعيات الخيرية ولقمة سائغة للتسول في الشوارع، وذلك بتوفير "حافز" التدريب اللازم لتأهيلهن للعمل وفق الضوابط الاجتماعية في مختلف المجالات ومنها المصانع ومحلات الملابس الداخلية والتجميل بعد تطبيق قرار تأنيثها وفرضه كما أخبرنا وزير العمل. لكن من أهم الأمور التي لم يتجاهلها برنامج حافز، وجعلني أطالب بقية الوزارات أن تقتدي بما فعلته وزارة العمل خلال بناء وتفعيل مشروعها "حافز"، هو الاعتراف بحقوق المواطنة السعودية وعدم التعامل معها كمواطن من الدرجة الثانية حين تتزوج بزوج غير سعودي، هذا الاعتراف بحقوقها يتمثل في احترام وطنيتها كأم، ف"حافز" أدخل ضمن المستفيدين منه أبناء وبنات المواطنات غير السعوديين، وساوى بينهم وبين المواطنين، فاستثناهم من نظام السعودة في الشركات والمؤسسات واعتبر توظيفهم يتساوى مع توظيف السعوديين، من جانب آخر هم أيضا يستفيدون من إعانة "حافز" والتدريب والتوظيف مثل أشقائهم السعوديين، وهذا والله هو حق أمهاتهم السعوديات في هذا الوطن، ولا فرق أبدا بين السعوديات اللاتي يتزوجن بغير سعوديين وبين السعوديين الذين يتزوجون بغير سعوديات، وليت كافة الوزارات تتفهم هذا الحق الوطني لها كأم مواطنة.. وللأمهات من الفضل ما جعل الجنة تحت أقدامهن فكيف ينكره الوطن عليهن، ولكن ما أخشاه هو تعطيل هذه الإيجابية بتلاعب أصحاب العمل، إذ كيف يمكن لأبنائها غير السعوديين أن يستفيدوا من التوظيف، وأكثر الأمهات السعوديات حتى اليوم يكفلن أبناءهن تحت مسميات مهنية عجيبة منعا من ترحيلهم! كمهنة حارس أو سائق أو عامل رغم أنه قد يكون جامعيا!؟ فهل برنامج"حافز "سيوظفهم تحت هذه المسميات؟ ناهيكم عن أن النظام يوجب عليها التنازل عن كفالة أبنائها لصالح الشركة أو المؤسسة التي سيعمل بها؟ لكن ماذا لو استغنت المؤسسة لسبب ما أو أفلست أو أقفلت! هل يبحث عن كفيل آخر ليبقى بجوار أمه أو يتم ترحيله وتعذيبها؟! والأهم من هذا وعلى الوزارة الاستعداد له: كيف ستجبر أصحاب العمل على ألا يستغلوا هذه الفئة من أبناء السعوديات وتهبهم رواتب ضعيفة أقل من حجم مسمياتهم بحجة أنهم "أجانب" وتساوي بينهم وبين الوافدين؟!
أخيرا، أثبت "حافز" جدية وزير العمل الذي يعمل بإخلاص وتفان للوطن والمواطنين، وهذا ما نحتاجه والله من بقية وزرائنا، الجدية والعملية التي تخدم المواطنين وتفرضها أمانة مناصبهم.