القاهرة - قال مسؤول في الجامعة العربية ان الوفد السوري ابلغ وزراء الخارجية العرب مساء الاربعاء بموافقة بلاده على الخطة العربية لتسوية الازمة "بلا تحفظات". واكد المسؤول ان سوريا "وافقت بلا تحفظات على الخطة العربية في مجملها". وتقضي الخطة العربية بوقف اطلاق النار وسحب الاليات العسكرية من المدن والمناطق السكنية واطلاق سراح المعتقلين وايجاد الية لمتابعة وقف العنف على الارض من خلال المنظمات العربية والسماح بدخول الاعلام العربي والدولي ثم بدء حوار وطني برعاية الجامعة العربية بين النظام السوري وكل مكونات المعارضة السورية. ويترأس وفد سوريا في اجتماع الوزراء العرب سفيرها لدى مصر والجامعة العربية يوسف احمد. وكانت وسائل الاعلام السورية اعلنت مساء الثلاثاء ان دمشق "توصلت الى اتفاق مع الجامعة العربية" بشأن خطة تسوية الازمة. وبحسب مشروع القرار الذي سيصدر عن اجتماع وزراء الخارجية العرب في وقت لاحق فان الخطة العربية تنص على: "1- وقف كافة اعمال العنف من أي مصدر كان حماية للمواطنين السوريين. 2- الافراج عن المعتقلين بسبب الاحداث الراهنة. 3- اخلاء المدن والاحياء السكنية من جميع المظاهر المسلحة. 4- فتح المجال امام منظمات جامعة الدول العربية المعنية ووسائل الاعلام العربية والدولية للتنقل بحرية في جميع انحاء سوريا للاطلاع على حقيقة الاوضاع ورصد ما يدور فيها من احداث". وتنص الخطة العربية كذلك، وفقا لمشروع القرار، على انه "مع احراز تقدم ملموس في تنفيذ الحكومة السورية لتعهداتها الواردة في البند السابق تباشر اللجنة الوزارية العربية القيام باجراء الاتصالات والمشاورات اللازمة مع الحكومة ومختلف اطراف المعارضة السورية من اجل الاعداد لانعقاد مؤتمر حوار وطني". ولم يحدد مشروع القرار مكان الحوار الذي كانت هناك خلافات حوله مع اصرار النظام السوري على ان يكون هذا الحوار في دمشق وتمسك المعارضة بانعقاده خارج سوريا. من جانب آخر، جددت مصادر في المعارضة السورية المقيمة في الداخل شكوكها بالأخبار التي أشارت إلى أن السلطة السورية قبلت المبادرة العربية التي اقترحتها الجامعة العربية مع تعديلات طفيفة في مضمونها. واعتبرت أن التعديلات التي أدخلتها سوريا على المبادرة العربية جعلتها "مبادرة أخرى مختلفة"، ورأت أن السلطة السورية تهدف إلى "خلط الأوراق"، وشددت على أن المعارضة السورية ستبني موقفاً جديداً بناء على ما سيصدر اليوم عن الجامعة العربية . وقالت مصادر قيادية في المعارضة لوكالة "آكي" الإيطالية "لا نرى أي مؤشرات على أن السلطة السورية ستوقف العنف، وهي لن تسحب الجيش والقوات الأمنية من المدن، كما أنها لن تطلق سراح المعتقلين، ومن أعلنت عبر مصادرها عن نيتها إطلاق سراحهم لا يتجاوز المئات بينما هناك نحو 30 ألف معتقل منذ انطلاق الانتفاضة السورية في السجون السورية المعتقلات الأمنية". وأكّدت المصادر أن السلطة السورية "أدخلت على المبادرة العربية ملاحظات وتعديلات أخرى تتعلق بالإعلام الذي يهاجمها، وبالسلاح الذي تدّعي أنه يأتي إلى سوريا من الخارج، وبالتالي حوّلت المبادرة العربية التي اتفق عليها وزراء الخارجية العرب إلى مبادرة أخرى تختلف كلياً عن الأولى، وذلك لخط الأوراق". وقالت المصادر "لقد رحّبت معارضة الداخل، وهيئة تنسيق قوى التغيير الديمقراطي وأحزابها، بالمبادرة العربية التي أُطلقت منتصف الشهر الماضي على اعتبار أنها تطالب بوقف العنف فوراً وبسحب الجيش والقوات الأمنية من القرى والبلدات والمدن، وبإطلاق سراح جميع المعتقلين، وكل ذلك كمقدمات لمناخ مناسب لبحث المرحلة التالية، أما أن تختلط الأوراق بهذه الصيغة فإنه أمر يدفع المعارضة الداخلية إلى تدارس الموقف واتخاذ قرارات أخرى". ميدل ايست أونلاين