جريمة القتل قد تحدث لأتفه الأسباب، فقط استسلام للغضب وانقياد للشيطان مع وجود الأداة التي تمكن من ذلك، ثم يجد الجاني نفسه مسربلاً بالقيود والأصفاد ولا يجني من ذلك سوى الندم والعذاب الأليم في الدنيا قبل الآخرة. شابان كانا يسيران بسيارتهما الكامري في أحد الطرقات وسط مدينة الرياض، وحدث شجار على الطريق بينهما وبين سائق شاحنة لا يعرفانه ولم يسبق لهما أن شاهداه من قبل، ضايقهما بدون قصد، فرموه بقارورة ماء بقصد، ثم اعترض بسيارته أمامهما، ولم يكن منهما إلا أن نزلا من سيارتهما وبيد أحدهما سكيناً فوجه له عدة طعنات أردته قتيلاً ثم لادا بالفرار ظناً منهما أن ذلك سيخلصهما من العقاب. لكن هيهات، فقد تلقى مركز شرطة منفوحة البلاغ عن الحادثة، وشهد شاهد عيان على الواقعة مبيناً أوصاف السيارة التي كانت تقل القاتل ورفيقه، لكنه لم يتمكن من أخذ رقم اللوحة، وكانت هذه المعلومة بمثابة الخيط الذي تسير إدارة التحريات والبحث الجنائي بشرطة منطقة الرياض على هداه، والتي قامت بإجراء عمليات بحث وتحرٍ موسعتين أسفرت عن التعرف على هوية المتهمين في هذه القضية، وقد كشفت التحريات أن السيارة كانت مستأجرة باسم امرأة، فتم القبض على الجاني خلال وقت قياسي، فيما تمكن شريكه من الهرب، لكن التنسيق الأمني ما بين شرطتي الرياض ومنطقة عسير تحقق عنه القبض عليه في محافظة بيشة، وقد أوقف الجانيان وأحيلت القضية إلى جهة التحقيق المختصة.