دفع ظهور الرئيس اليمني علي عبد الله صالح في التلفزيون لأول مرة منذ تعرضه لمحاولة اغتيال أنصاره إلى الخروج للشوارع احتفالا ومعارضيه إلى استنتاج أنه لا يعتزم التخلي عن السلطة. وظهرت على صالح الذي نقل لتلقي لعلاج في السعودية بعد هجوم على مجمع قصر الرئاسة في الثالث من يونيو حزيران علامات على إصابته بحروق شديدة في وجهه وكان أكثر ضعفا بشكل ملحوظ في الكلمة المسجلة التي أذاعها التلفزيون اليمني الخميس.
وصالح الذي يتلقي العلاج في الرياض متشبث بالسلطة رغم الضغوط الدولية وستة أشهر من الاحتجاجات ضد حكمه المستمر منذ 33 عاما.
وبينما تنحى زعيمان مخضرمان في مصر وتونس استجابة لمطالب شعبية أثبت صالح أنه سياسي داهية وتراجع ثلاث مرات عن اتفاق لتسليم السلطة بوساطة خليجية.
وقال محتجون كانوا يتطلعون ألا يروا صالح مرة أخرى بعد أن غادر إلى الرياض أن كلمته لم تقدم شيئا لإنهاء الأزمة السياسية في البلاد.
وقال زعيم في تكتل المعارضة الرئيسي في اليمن "كلمته لم تقدم جديدا. انه الشيء نفسه الذي تعود أن يقوله قبل الهجوم. لا تشعر بأن هناك أي تعهد حقيقي بنقل السلطة وإنما تشعر بأن الوضع يعود من حيث بدأ." وصالح الذي كانت يداه وأصابعه مضمدة قال بنبرة تحد "سنواجه التحدي بتحد" وهي عبارة كثيرا ما استخدمها في خطبه.
وأضاف "نحن لسنا ضد المشاركة نحن مع المشاركة مع مشاركة كل القوي السياسية سواء معارضة أو حاكمة ولكن علي ضوء برنامج يتفق الناس عليه."
وتردد كثير من التكهنات بشأن احتمال عودة صالح لليمن منذ أن أصيب بجروح بالغة بعد انفجار قنبلة واحدة على الأقل زرعت في مسجد بقصره الرئاسي.
وقال محلل انه حتى لو كانت حالة صالح الصحية تسمح له بالعودة الى اليمن فان مضيفيه السعوديين قد لا يسمحون له بالعودة.
من جهته قال تيودور كراسيك مدير البحوث والتطوير في مركز انيجما لأبحاث الشرق الأوسط " اعتقد أننا في حاجة لان نفكر فيما إذا كان صالح ضيف أم سجين وهل سيكون قادرا على العودة إلى اليمن أصلا."
ويحظى صالح بدعم الولاياتالمتحدة بعد أن صور نفسه على أنه شريك في الحرب على القاعدة. ويتهمه خصومه بأنه يسمح عن عمد بأن تكون اليد العليا للمتشددين في جنوب اليمن ليثبت للولايات المتحدة والسعودية أنه الوحيد القادر على منع سيطرتهم على البلاد.