أكد الدكتور احمد محمد عشي، عميد كلية العلوم الطبية التطبيقية في جامعة أم القرى، انه لا يوجد صلة بين فصيلة الدم والنظام الغذائي، مبيناً أنه ليس هناك أحدا من خبراء التغذية يوصون بمثل هذا النظام الغذائي وهذا النوع من الرجيم والذي يؤدي إلى سوء تناول بعض العناصر الغذائية. وأفاد عشي خلال مشاركة طالبات وأعضاء هيئة التدريس بقسم التغذية الإكلينيكية - كلية العلوم الطبية التطبيقية- بسوق مكة مول خلال إجازة الأسبوع الماضي، أن المشاركة جاءت للاحتفال باليوم العالمي للتغذية بقسم التغذية العلاجية، والتي أتت من منطلق تفعيل دور الجامعة في مجال خدمة المجتمع. وقال عشي: " لا بد من التنبه إلى حمية البروتين و مخاطرها، حيث يؤدي الإكثار من تناول البروتين إلى زيادة في إفراز الكيتونات، وهي مادة ناتجة عن عملية الإستقلاب الخلوي في الجسم والتي يتم التخلص منها في البول، الأمر الذي يقلل من كفاءة الوظائف الحيوية في الجسم وبالتالي الإضرار بالصحة العامة للمرء، هذا بالإضافة إلى أن تناول البروتين بشكل أساسي في الوجبات يؤدي إلى زيادة حمض اليورك أسيد في الجسم والإصابة بداء النقرس". ولفت عشي، إلى أن الأبحاث الطبية أثبتت فشل نظام حمية السعرات الحرارية ومخاطرها، خاصة وأن النظام يقوم على الحرمان من الطعام لفترات طويلة من اليوم، الأمر الذي يؤدي إلى قيام الجسم بتقليل معدل الحرق وذلك بخفض استهلاكه من الطاقة المكتسبة من سعرات الطعام الحرارية كي يستطيع التأقلم مع قلة الطعام. إضافة إلى أن إتباع هذا النوع من الحميات الغذائية يؤدي إلى صعوبة في التخلص من الدهون المتراكمة تحت الجلد وفي الخلايا الدهنية بسبب قيام الجسم بالاحتفاظ بتلك الدهون كمصدر أساسي للطاقة، مما يتسبب في صعوبة إنقاص الوزن خصوصاً إذا ما عاد المرء لنظامه الغذائي المعتاد عليه قبل المواظبة على نظام الحمية. وأشار عشي، إلى أن مخاطر حمية الأعشاب تتمثل في فقدان الجسم الفيتامينات والمعادن التي يحتاج إليها في عملية الهضم و الاستلاب الخلوي في الجسم، حيث تقوم فكرتها علي سرعة مرور الغذاء في القناة الهضمية والعرض الدائم لها مرض الإسهال. من جهته قال الدكتور إسلام حيدر نائب رئيس القسم:" المشاركة جاءت بهدف عمل توعية غذائية وصحية لرواد السوق، علاوة علي تعريف المجتمع المكي بأهمية التغذية في الصحة والمرض والحد من انتشار بعض الأمراض، وتهدف الفعالية أيضا تدريب طالبات كلية العلوم الطبية التطبيقية وتفعيل دورهم المهني والوطني لخدمة المجتمع والارتقاء بالمستوي الصحي". وتابع حيدر: " تعد التغذية الإكلينيكية إحدى الركائز الأساسية في علاج العديد من الحالات المرضية، فالغذاء هو العلاج الفعال في بعض الأمراض، ومنها على سبيل المثال الأنيميا الغذائية وأمراض نقص البروتين والسعرات و السمنة والنحافة والبول السكري كما للغذاء أهمية كبرى في مقاومة حدوث المرض عن طريق تكوين الأجسام المناعية و تحسين جهاز المناعة". يشار إلى أن قسم تقييم الحالة الغذائية عن طريق القياسات الجسمية، قام بتشخيص مبدئي لبعض الحالات عن طريق جهاز BODY STAT بقياس نسبة الدهون في الجسم و نسبة العضلات و دهون البطن و المقاييس الجسمية و مؤشر كتلة الجسم، واشتمل النشاط علي قياس حالة الجسم وتطبيق استبانه لقياس العوامل الغذائية التي تؤثر علي الحالة الصحية في المجتمع المكي. واختتم النشاط بالتوعية الموجهة حسب التشخيص و دراسة نمط الحياة لعينة من رواد السوق من الجنسين (حوالي 45 من الذكور و 138 من الإناث). فبالنسبة لعينة الذكور تراوح أعمارهم من 19 إلي 66 بمتوسط 36 سنة بينما كان العمر للسيدات يتراوح من 19 إلي 55 سنة بمتوسط بلغ 31 سنة وأشارت النتائج الأولية للفحص أن نسبة انتشار السمنة لرواد السوق من الذكور بلغت 14% بينما كانت 8% للإناث. و بناء علي تلك الفحوصات والمعلومات قامت الطالبات بعمل إرشاد صحي وغذائي للرواد بواسطة (مطويات و بروشورات و وبسترات و كتيبات) مما كان له الأثر الايجابي بين الطالبات و رواد السوق. وحرصا من إدارة الكلية فقد قام عميد الكلية سعادة الدكتور احمد محمد بن عشي وعدد من أعضاء قسم التغذية الإكلينيكية و قسم العلاج الطبيعي و قسم طب المختبرات و قسم الإدارة الصحية بالحضور و التفاعل مع طالبت الكلية و رواد السوق مما كان له الأثر الايجابي لإنجاح اليوم العالمي للتغذية.