يولد الإنسان على حب عمل الخير ونشره في المجتمع كلما تهيأت له الفرصة لذلك فالإنسان بفطرته يحب ويعشق البذل والعطاء ونفع الآخرين والعمل التطوعي من خصائص المجتمعات العظيمة لإسهامه في تفعيل طاقات المجتمع وإثراء الوطن بمنجزات ونجاحات أبنائه وبناته وتؤكد شريعتنا الإسلامية السمحة على أهمية العمل التطوعي ونشر الخير بين الناس وتعزيز التكافل الإجتماعي بين جميع أفراد المجتمع وإدخال الفرح والسرور في قلوب الآخرين لما له من دور كبير في قيام حضارة إسلامية قوية ومتينة قائمة على الحب والسلام ونشر الخير وبذل الإحسان والمعروف ونفع الناس والآيات القرآنية والأحاديث النبوية التى تحث على العمل التطوعي كثيرة منها قوله تعالى: (فمن تطوع خيرآ فهو خير له) ، وقوله عز وجل: (وتعاونوا على البر والتقوى) ، وقوله سبحانه: (وفي أموالهم حق معلوم للسائل والمحروم) ، وورد في الحديث الصحيح قوله صلى الله عليه وسلم: (أحب الناس إلى الله أنفعهم، وأحب الأعمال إلى الله سرور تدخله على قلب مسلم، أو تكشف عنه كربة، أو تطرد عنه جوعآ، أو تقضي عنه دينآ، ولأن أمشي في حاجة أخي أحب إلي من أن أعتكف في هذا المسجد شهراً). والعمل التطوعي هو الكنز الموجود الذي كل إنسان يستطيعه رجلاً كان أو امرأة كبيراً كان أو صغيراً وفي كل زمان ومكان ومن النعم والخيرات الكبيرة والجهود العظيمة التي تُذكر فتشكر في مجال العمل التطوعي اهتمام وعناية حكومتنا الرشيدة -حفظها الله وأدام عزها- بالأعمال التطوعية حيث أكدت رؤية المملكة 2030 على أهمية العمل التطوعي وأنها تستهدف مليون متطوع وهو هدف استراتيجي لها وأطلقت وزارة الموارد البشرية والتنمية الإجتماعية المنصة الوطنية للعمل التطوعي التى تسهل المشاركة في الأعمال التطوعية وهي حاضنة سعودية توفر بيئة آمنة تخدم وتنظم العلاقة بين الجهات الموفرة للفرص التطوعية والمتطوعين في المملكة وتتيح للإنسان التطوع في المجال الذي يناسب خبراته ومهاراته وإتاحة الفرص التطوعية في جميع المجالات وتوثيق ساعاته التطوعية وإصدار شهادته التطوعية التي تحتسب نقاطها في الترقيات الوظيفية وهذه المنصة تعتبر مفخرة للأعمال التطوعية تحفظ أوقات وطاقات شباب وبنات المجتمع وتسخرها في نفع المجتمع. وأطلقت أيضاً الجائزة الوطنية للعمل التطوعي والتي تهدف بشكل رئيسي إلى إبراز وتكريم الجهود التطوعية المختلفة ، ونشر ثقافة العمل التطوعي لدى قطاعات وأفراد المجتمع ، والمساهمة في بناء صورة ذهنية إيجابية عن المجتمع السعودي تجاه قيم العطاء والبذل. ومن القرارات الموفقة التوجيه الكريم بإنشاء إدارة للعمل التطوعي في جميع الوزارات وفروعها. ويتخذ العمل التطوعي أشكالاً عديدة ومتنوعة سواء كان ببذل الجهد البدني لمساعدة الآخر أو إنفاق المال ومساعدة الفقراء والمساكين أو حتى بنشر العلم وتعليم الناس أو دعوتهم إلى الخير دون طلب أي مردود مادي. وله فوائد وثمرات كثيرة منها: الفوز برضا الله تعالى ونيل الأجر والثواب ، والحصول على السعادة والراحة النفسية والطمأنينة التي تحققها مساعدة الآخرين ، وتعزيز التعاون والتكاتف والتعاضد بين أفراد المجتمع ، ونشر الأخلاق الحسنة بين الناس ، وتوطيد العلاقات مع الآخرين ، ونشر الإيجابية في المجتمع ، واكتساب تجارب وخبرات جديدة عديدة ومتنوعة.