تعمل وزارة البيئة والمياه والزراعة على مكافحة الجراد الصحراوي، بأكثر من 140 فرقة ميدانية في مناطق المملكة. حيث نجحت في مكافحة 680 هكتاراً من الجراد الصحراوي في محافظات الحرجة وبلقرن وباحة تهامة في منطقة عسير، بعد أن شهدت غزو أسراب من الجراد قادمة من الدول المجاورة بسبب ضعف المكافحة، ما ينذر بحدوث موسم شتوي مبكر في المنطقة. وأوضحت الوزارة، أن الفرق الميدانية تصدت لسرب خليط بين جراد ناضج وغير ناضج في محافظة الحرجة بتاريخ 28 أغسطس الماضي، بعد أن انتشر بكثافة على طول الوادي، وتمت مكافحته في مساحة 100 هكتار، ولظروف الطقس الدافئة تحرك جزء كبير من السرب اتجاه أبها في باحة تهامة، حيث تمكنت الفرق من مكافحة 250 هكتاراً، وللمرة الثانية تحرك السرب سالكاً مسارات بين الوديان وسفوح الجبال الى أن تم رصده في محافظة بلقرن، وتمت مكافحة 330 هكتاراً. وأكدت الوزارة، أن عمليات الرصد والمتابعة، مستمرة لمنع المجموعات من الوصول لمناطق التكاثر الشتوي على الساحل، موضحة أن سبب هذا الغزو جاء نتيجة استمرار فورة الجراد في اليمن وشرق إفريقيا. وقالت الوزارة، إن تحديات كبيرة تحول دون مكافحة الأسراب بشكل كامل شملت: تغيرات الطقس ودرجات البرودة التي تجبر السرب على الاختباء بين شقوق الجبال الدافئة، والتحرك السريع الي الأماكن المفتوحة للتغذي والمغادرة سريعاً الى الأماكن الأكثر جذبا له، وصعوبة المكافحة الأرضية بالسيارات لأن السرب المستهدف دائماً يجثم علي تخوم المنحدرات وشقوق الجبال والأودية ويصعب الوصول إليه، وأيضاً وجود المناحل ومراعي الحيوانات، وأحياناً موارد المياه والمساكن التي تمنع التدخل باستخدام المبيدات في عملية المكافحة، بالإضافة إلى صعوبة استخدام الطائرة لوعورة المناطق وخطورة المناورة في أماكن جثوم السرب لوجود الجبال الشاهقة والمنحدرات العميقة، وكذلك ضيق وقت المكافحة الذي يبدأ عند شروق الشمس وينتهي بمغادرة السرب للموقع، وعادة يكون حتي الساعة العاشرة صباحاً. وأضافت الوزارة، أن الفرق الميدانية تتبع استراتيجية كسر حدة السرب بمكافحة الجزء الممكن مكافحته، ومتابعة الجزء المتحرك وملاحقته حتى وصوله لمنطقة مفتوحة علي الساحل ليتم مكافحته جوياً. وأكدت الوزارة، اكتمال جميع الاستعدادات للمكافحة في مناطق التكاثر الشتوي، متوقعة استمرار الموجة الحالية من الغزو نتيجة غياب المكافحة في بعض الدول المجاورة، بالإضافة إلى ضعف الإمكانيات في دول أخرى، موضحة أن غزو الجراد لن يتوقف إلا عبر السيطرة عليه في داخل اليمن وشرق إفريقيا ومنعه أو الحد من هجرته لداخل أراضي المملكة أو في حالة حدوث جفاف بسبب قلة الأمطار في مناطق التكاثر الصيفي والشتوي والربيعي في دول التكاثر تحد من هجرته. وتواصل وزارة البيئة والمياه والزراعة، تنفيذ الخطط الموسمية لمكافحة الجراد والآفات المهاجرة، حيث تنفذ الفرق الميدانية عمليات المسح والاستكشاف الاستباقية لمكافحة الجراد والآفات المهاجرة في مناطق المملكة، حيث تم توفير جميع الاحتياجات والإمكانيات المادية والبشرية والإدارية والعلمية والتسهيلات الضرورية، لنجاح عمليات الاستكشاف والمكافحة، لصد غزو ونشاط الجراد والحد من أضراره على القطاع الزراعي وعبوره إلى الدول المجاورة.