!! عبدالمحسن محمد الحارثي العقلُ هو مَلِك الإدراك والتمييز بين الأمور ، وهو المُتحكِّم بكل القرارات والتصرُّفَات ، فهو مصدر السعادة ، أو التعاسة. المخدرات جريمة في حق النفس البشرية ، وحق الأُسرة والمجتمع. أعداؤنا .. يبذرون الخراب في عُقُول أبنائنا ، ويزرعون المرض ، ويحصدون الأرواح ! الرقابة الأُسريَّة والرقابة القانونية مطلب ؛ حتَّى نُساهم في الحد من ظاهرة المُخدرات ، التي استشرت بقوَّة . نحنُ نعلم أنْ ما تحصده المخدرات ، يفوق بكثير عمَّا تحصده الحروب وحوادث السيارات . اليوم لا تخلو أُسرة ، من واحد أو اثنين – إلَّا من رحِمَ الله- فهُم كالمواعين ، منها ماهو مكشوف ، ومنها ما هو مُغْلق ، فالستِّير هو الله . المُدمن الحي ، هو كالجريح في ميدان القتال ، أو كالمُصاب في حوادث المرور ، لكنَّ المُدمن الراغب في العلاج ، لا يلقى سرير ، فهل هو بسبب كثرة المدمنين ، أم بسبب قِلَّة مستشفيات الإدمان ، والحقيقة تقول: أنَّه لا توافق بين عدد مستشفيات الإدمان وعدد المدمنين ، إذْ أنَّ عدد المدمنين يفوق بكثير ، بِدليل طوابير الانتظار من ثلاثة شهور ، وحتى ستة شهور ، وقد تزيد ، فهذا المُبتلى بالإدمان قد يرجع إلى إدمانه في أي لحظة ، وهذا الهدر البشري ، يُؤدِّي إلى مُضاعفة المدمنين ، فالمدمن بمثابة فايروس مُتنقِّل وسريع العدوى . من هنا ، ومن خلال هذا المنبر الإعلامي ، نُوّكِّد على أنَّ أقسى الحروب ، هي حرب المُخدِّر ، فهو يفتِك بأعصاب المريض ، فإذا كان الفقرُ أبا الجرائم ، فإنَّ قِلَّة العقل أُمَّها ، فتكثُر الجرائم ، وتُهدَّم الأُسر ، فمهما قست عليهم غرائز الحياة ، فالمُخدِّر أقسى!! هذه الظاهرة مشكلة مجتمعية عالمية ، ولكنها لدينا وصلت إلى حد أنْ تكون ظاهرة ، ففي عالم المخدرات ، تُسيطر الأحقاد ،وتندثر القِيَم!! نحنُ بحاجة إلى قرار ناجح ، ولن يكون كذلك إلا بأمرين : المعلومات المتوفرة ، والعقل الذي يصنع القرار . نحنُ نُهْلك دونما أنْ نُعجِّل في طرح العلاج ، وهذا شعار المروجين: دمِّر مجتمعك .. حطِّم أُسرتك!! المهربون .. يُمثِّلون تُجَّار الجُملة ، والمروجون يُمثِّلون تُجار التجزئة ، والضحيَّة .. مَنْ باع عقله ، فأولها شيشة ، وآخرها حشيشة ، ثُمَّ حبَّة ،وإدمان ، فموت.