خلال السنوات الماضية انصبت الدراسات المتعلقة بالزهايمر على أهمية النوم وعلاقته بالمرض ومدى تأثيره، وكانت النتائج أغلبها أن النوم لفترات قصيرة يتسبب في الإصابة بالمرض بشكل كبير، ولكن أحدث الدراسات أثبتت العكس. فوجد العلماء أن الأشخاص الذين ناموا لمدة تسع ساعات أو أكثر في الليلة أظهروا انخفاضًا كبيرًا في مهارات الذاكرة واللغة، وهي علامات مبكرة للخرف وبالتالي هم على مقربة للإصابة بالزهايمر، بحسب ما نشرت صحيفة “ديلي ميل” البريطانية. أما أولئك الذين حصلوا على نوم أقل من ست ساعات معرضين للخطر أيضًا، حيث يزعم الباحثون أن الفترة المناسبة للنوم هي من سبع إلى ثماني ساعات. وأثناء البحث لم يتوصل الخبراء لسبب بعينه يؤدي للخرف والزهايمر بسبب قلة النوم، ولكنهم توصلوا إلى إن الأشخاص المعرضين لخطر الإصابة بالاضطرابات يعانون من اضطرابات في دماغهم مما يعزز النوم الطويل. وأخضع الباحثون عددا من الناس ممن تتراوح أعمارهم بين 45 و 75 عامًا، من مدن مختلفة، وتم إعطاء المشاركين اختبار المعرفي العصبي في بداية ونهاية الدراسة، وتم تقييم اهتمامهم وذاكرة هم ولغتهم ووقت رد فعلهم وإدراكهم لإعطاء لمحة عن صحة الدماغ. كما طلب من المتطوعين ملء استبيانات أسبوعية عن عاداتهم في النوم على مدار الأيام السبعة الماضية، كما سُئلوا عن الوقت الذي يذهبون فيه عادة للنوم، وعن الوقت الذي يستيقظون فيه عادة وما إذا كانوا قد غفوا في أي وقت خلال اليوم. في نهاية الدراسة شهدت المجموعة التي تنام 9 ساعات يوميًا انخفاض أدائها المعرفي في جميع المجالات، وهبطت مهارات التعلم لديهم بنسبة 22 في المائة، وانخفضت طلاقة الكلمات بنسبة 20 في المائة وانخفضت الذاكرة بنسبة 13 في المائة. ويقول العلماء إن الكثير من النوم مرتبط بآفات في الدماغ تعرف باسم فرط شدة المادة البيضاء، تظهر كالبقع البيضاء على فحص التصوير بالرنين المغناطيسي وتزيد من خطر التراجع المعرفي والخرف والسكتة الدماغية. ويعتقد أن هذه الآفات ناتجة عن انخفاض تدفق الدم إلى المخ.