عبدالرحمن سليمان السويد* قد يستغرب القارئ بل المتخصص في الصحة والإدارة العامة من الوهلة الاولي غرابة العنوان، والمنهج الذي انطلق خلافاً للسائد والمتعارف عليه في المؤلفات العلمية، ففي عام2006م صدر للمؤلف الأمريكي G.E.Alan Dever كتاباً بعنوان الوبائيات الإدارية (الممارسة، الأساليب، المفاهيم) Managerial Epidemiology: Practice, Methods and Conceptsوقد تم نشر الكتاب بواسطة Jonesand Bartlett Publishers، من القطع الكبير حاوياً 598 صفحة، معروضاً على موقع: www.jbpub.com ليأتي الكتاب في13 باباً، يبدأ بتمهيد ذُكر فيه مفهوم المبادئ الأساسية للوبائيات، وتطبيقها في إدارة واستخدام الخدمات الصحية والمستشفيات واقسام الصحة العامة. ليُقدم منظوراً جديداً بمنهج خارج عن السياق الوبائي التقليدي، إذ وضع الكاتب المعايير والتطبيقات التقليدية لمسائل الصحة العامة والمشاكل الإدارية، لتُعطي الأبواب الثلاثة عشر خطوات عملية، اتبع فيها المُؤلف آخر المُستجدات الحديثة للدرس الوبائي من جهة، ومن جهة أخري يقدم المسائل الإدارية من المنظور الوبائي. ثم انتقل المؤلف إلي الوبائيات الإدارية وعلاقتها بالسياسة الصحية التي أفرد لها ست موضوعات حيوية مع ملخص تنفيذي لكل فصل، وقد اختار الرعاية الصحية المرشدة Managed Healthcare Organization's أنموذجاً للدراسة حيث محاولاً إيجاد مؤشرات للأداء من منظور صحة المجتمع، ليتناول نظام بيانات ومعلومات المؤمن عليهم من العاملين والمعروف بلقب هيدز0.30 HEDIS 0.30 Health Employee Data Information System وهي عبارة عن مجموعة قياسات معيارية لشراء واستهلاك الرعاية الصحية، وتقييم الأداء في منظمات الرعاية الصحية، وقد ذكر المؤلف أن مديري الخدمات الصحية وعارضيها يشجعون مجتمع العملاء سعيداً لحياة صحية أفضل عبر اشراكهم في تطوير تلك الأعمال، بل ووضع المؤلف جداول لفهم وتطوير إدارة الخدمات الصحية، وتحديد الأولويات والمؤشرات بجانب الشراكة والتضافر لابتكار نماذج تعزيزية ووقائية محكومة بسياسات وإجراءات معينة. لقد انطلق المؤلف إلي نمط إدارة الخدمات الصحية من السكان في مجال الاستخدام الاكلينيكي والإداري وتشجيع مجتمع التخطيط والتقويم، متحدثاً عن وظائف الإدارة الخمسة من خلال المدخل الوظيفي والعملياتي، ثم يوضح العلاقة بين صُنع القرارات وعلم الوبائيات، مسهباً بالصحة المبنية على أساس التخطيط المجتمعي واستخدام أساليب القياس من خلال معدلات السكان المعرضين للخطر. Susceptible Group والارشادات لاستخدام المعدلات بالإضافة إلي التعريف الوبائي الصريح للمشاكل الصحية، واهمية المعدلات والقيم ذات الدلالة الإحصائية المعنوية. لقد استخدم المؤلف المنهج الوصفي لمعرفة الاتجاهات الوبائية والمتغيرات الديموغرافية والعوامل الاجتماعية ومتغيرات نمط الحياة على مستوي الزمان والمكان، مناقشاً الأدوات الوبائية للسكان بالتحليل الإحصائي والمنطقي، ليتسأل عن التوقعات والاسقاطات وإلي أين يتجه السكان؟، ومدي تأثير هذه الاتجاهات الديموغرافية على استخدام المرافق الصحية؟، وتحدث عن دور الإدارة الصحية والدليل التقديمي النقدي لكل من الصحة العامة وإدارة الصحة، أما في الجانب التحليلي يتم تقييم الحالات الوبائية من خلال المعادلات والرسومات البيانية ويركز على عمليه اتاحة الحصول على خدمات صحية دون عقبات إدارية، ثم تطرق إلي المؤشر القياسي لجودة الحياة Quality of Life ، ومناقشة استخدام الخدمات الصحية الوبائية ومحدداتها واتجاهاتها وتحليلها وأسلوب التدخل المناسب والتقييم، منتقلاً إلي تدارس نظم المعلومات الجغرافية Geographic Information Systems Basic وتطبيقاتها في إدارة الخدمات الصحية، منها دعا المؤلف لإيجاد وحدات صحية لذوي الإقامة الطويلة Long Term ويستخدم المؤلف محللاً دور البحوث في التنبؤ بالسرطان وتعزيز الصحة البينية، وتدارس الإشكالات والعقبات في منظومة Gis والصحة، مشدداً على أهمية بناء الثقة بين المريض ومقدم الخدمة، وهنا نرى المؤلف يتطلع بمستقبل باهر لل GIS أن يكون متاحاً للدول النامية لاستخدامها في مجال الصحة العامة. أخيرًا: خُصص الفصل الأخير للتسويق والوبائيات والإدارة وعمل تطبيقات لفترات ما حول الولادة، مُعرفاً التسويق وإسهاماته في إدارة الخدمات الصحية مع توضيح كيفية احتساب جودة الحياة، ليُختتم الكتاب بنموذج فريد لجودة الخدمات الصحية وأهمية الإدارة والتسويق. نظرة: الكتاب حافل بالحقائق والدراسات المُدعمة بالبيانات والجدول والرسومات البيانية وأنظمة معالجة البيانات، إضافةً إلي تخصيص ملاحق إحصائية احتمالية، وكشاف مصطلحات وأرقام الصفحات، ليُصبح الكتاب أحد الشواهد الجيدة التي تدل على ما وصل إليه العُلماء من اهتمام تنظيرًا وتطبيقاً.