يعدُّ التمريض العمود الفقري للخدمات الصحية، فهو يلعب دورًا أساسيّا وهاما في تحسين نوعية الخدمات المقدمة للمرضى وجودتها. وقد تطورت مهنة التمريض في عصرنا هذا لمواكبة التقدم العلمي والحضاري والتكنولوجي في مجال الخدمات الصحية وتثقيف المجتمع للوقاية من الأمراض. وتعتبر مهنة التمريض مهنة الإحساس والعطف والرحمة وتلمس احتياجات المريض جسديا ونفسيا وعاطفيا، مما يسهم في علاج المريض ويشفيه بإذن الله. وقد أكسبت هذه المهنة العظيمة الممارسين الصحيين العاملين بالمهنة في جميع القطاعات الصحية هذا الشعور في حياتهم اليومية؛ فتجدهم متعاطفين مع من حولهم مبادرين للأعمال الإنسانية الخيرية، متطوعين لما يخدم مجتمعاتهم بكل المجالات وفي جميع الأوقات. ولا ينحصر عمل الممرض والممرضة في مجال واحد، بل يدخل في كل مجال وبأدوار مختلفة. ومن أهم الأدوار التي يقوم بها منسوبو هذه المهنة لخدمة الفرد والعائلة والمجتمع ما يلي: 1- مقدم الرعاية: يعد الكادر التمريضي في المرافق الصحية المختلفة هو مقدم الرعاية للمرضى، ويقوم بالأنشطة التي تساعد المريض جسديا ونفسيا لاستعادة الصحة من خلال عملية الشفاء مع الحفاظ على كرامة المريض وخصوصيته. 2- المعلم: يلعب الكادر التمريضي هذا الدور الهام الذي يساعد المرضى في التعرف على المزيد عن صحتهم، وإجراءات الرعاية الصحية التي يحتاجونها للحفاظ على صحتهم، بالإضافة إلى تقييم احتياجات المريض التعليمية واستعداده للتعلم، وتحديد الأهداف التي تساهم في تحقيق الشفاء والوقاية من المضاعفات بإذن الله. يضاف إلى ذلك تزويد الأهل والأسرة بالمعلومات والمهارات اللازمة للتعامل مع مرضاهم بشكل صحيح. 3-المستشار: الاستشارة هي عملية مساعدة المريض على تعرف المشاكل الصحية والنفسية والاجتماعية المجهدة وكيفية التعامل معها، وتطوير العلاقات الشخصية في مجتمعة، وتعزيز النمو الفردي للمريض؛ ويتم ذلك بمساعدة المريض على اكتساب سلوكيات جديدة من خلال تعرّف السلوكيات البديلة وتحديد الخيارات المناسبة. 4- الموجه أو المربي: طاقم التمريض يساهم في تعليم وتدريب وتدريس النظرية التمريضية والممارسة والمهارات السريرية الحديثة؛ لإعداد الطلاب في كليات التمريض ونقل الخبرة لهم في التدريب العملي لتحقيق النجاح، وإعدادهم بشكل علمي وتقني صحيح للمساهمة في زيادة إعداد الكوادر التمريضية مستقبلا بإذن الله. 5- القائد: القائد هو من يصنع القادة ويؤثر بشكل إيجابي على الآخرين بالعمل الجماعي لتحقيق أهداف محددة، ويعمل كذلك لتحفيز الآخرين للوصول للأهداف الموضوعة. ونجد الممرضين والممرضات يؤدون هذا الدور مع زملائهم، وباشتراك المرضى والأهل للوصول إلى نجاح الخطة العلاجية والشفاء لجميع المرضى بإذن الله. 6- مسؤول التغيير: يعمل الممرضون والممرضات كعامل تغيير؛ وذلك بإجراء تغيير وتصحيح في سلوك مرضاهم أو المحيطين بهم أو مجتمعهم. وكذلك يعملون على إحداث تغييرات في نظام الرعاية والعناية السريرية وخطة العلاج بالتعاون مع الفريق الصحي، والذي يمكن أن يساهم بشكل فعال على مساعدة المريض والعودة إلى الصحة بإذن الله. 7- الباحث: يلعب الممرضون والممرضات هذا الدور الهام لتحسين الرعاية والعناية بالتمريض بأحدث الطرق العلمية، وباستخدام المراجع البحثية العالمية المتعددة للوصول إلى تطوير الرعاية التمريضية، وإيجاد حلول جديدة قد تسهم في حل بعض المشاكل المتعلقة بالرعاية السريرية، ونشرها في قواعد البيانات العلمية العالمية للاستفادة العامة لجميع منسوبي التمريض على مستوى العالم مع الاحتفاظ بأخلاقيات البحث العلمي. إنَّ مهنة التمريض مهنة مرنه متنوعة الأدوار والمهام داخل الأنظمة الصحية وخارجها مما يؤثر بشكل فعال في شخصية منسوبي هذه المهنة واكتسابهم قدرات ومهارات كثيرة تساعد على تحسين الرعاية والعناية الصحية، والوقاية من الأمراض للفرد والأسرة والمجتمع. *دكتوراه في التمريض – مكة المكرمة