بينما تدعم الرياض عدة فصائل من المعارضة المسلحة السورية التي تحارب نظام الرئيس السوري بشار الأسد، بات يخشى من عودة المقاتلين إلى بلادهم لشن حرب على حكامهم. ما دفع مفتي المملكة، الذي يمثل أعلى سلطة دينية في المملكة، إلى دعوة الشبان السعوديين لعدم الذهاب للقتال في سوريا. حث مفتي السعودية أعلى سلطة دينية في المملكة الشبان السعوديين على عدم الذهاب للقتال في سوريا. وتدعم المملكة مقاتلي المعارضة الذين يحاربون الرئيس السوري بشار الأسد وتدعو القوى العالمية إلى "تمكين" السوريين من حماية أنفسهم لكنها تخشى عودة المقاتلين إلى بلادهم لشن حرب على حكامهم. ويصف الإسلاميون في السعودية الأسد وحكومته بأنهم كفار لانتمائهم إلى الطائفة العلوية إحدى طوائف الشيعة. لكن بعض مقاتلي تنظيم القاعدة هاجموا أهدافا في السعودية بين عامي 2003 و2006 بعدما اكتسبوا خبرة في القتال في العراق وقبل ذلك في أفغانستان وغيرها. ونقلت صحيفة الحياة عن الشيخ عبد العزيز آل الشيخ مفتي السعودية قوله في إشارة إلى السعوديين الذين يخوضون الحرب الأهلية في سوريا "كل هذا خطأ وليس فرض عين." وأضاف "إذا ذهبت هناك وأنت تعلم الغاية وليس لك علم بمن تقاتل معه فهذه فتن متناحرة ينبغي فيها عدم الخروج ولا أنصح بالخروج وينبغي الدعاء لهم أما الخروج الذي يعرضك للقتل وأنت جاهل بالأرض وجاهل بمن تذهب إليه وليس عندك خبرة ولا علم فستكون وبالا عليهم وهم يريدون منكم الدعاء أما الخروج فلا أنصح به." وكان مصدر بالخليج على اطلاع بالتحركات العسكرية في المنطقة قال في سبتمبر أيلول 2012 إن آلاف السعوديين سعوا إلى التوجه لسوريا للقتال مع المعارضة. ولم يعرف عدد من نجح منهم في الوصول إلى سوريا. وحذر المفتي الذي يعينه العاهل السعودي بعض الدعاة من تشجيع الشبان في خطبهم على القتال في سوريا. وقالت الصحيفة إن تصريحات المفتي جاءت تعقيبا على محاضرة بعنوان "الانحراف عند الشباب أسبابه وطرق علاجه" في مسجد. ونقل عن المفتي قوله يوم الإثنين "يجب على المسلم أن يتقي الله ولا يغرر بشباب المسلمين ويستغل ضعفهم وقلة بصيرتهم ليزج بهم في الهاوية." وأضاف "أنصح لهم (الدعاة) كما تنصح لابنك فكما ترضاه لنفسك ارضه لاخوانك." وكان أسامة بن لادن الزعيم الراحل لتنظيم القاعدة السعودي المولد قد قاد مجموعة من المتطوعين العرب لقتال القوات السوفيتية في أفغانستان في الثمانينيات من القرن الماضي بينما انضم آخرون إلى المسلمين في حروب أهلية في التسعينيات بالبوسنة والهرسك. وانقلب بن لادن على اسرة آل سعود الحاكمة في السعودية حتى قبل أن يرسل 15 سعوديا وأربعة من العرب لتنفيذ هجمات الحادي عشر من سبتمبر أيلول عام 2001 لأسباب أهمها علاقة المملكة الوثيقة بالولايات المتحدة. وأصاب الفتور علاقة المملكة بواشنطن في الشهور القليلة الماضية بسبب الفشل في إنهاء الحرب الأهلية في سوريا ونبرة التقارب مع إيران.