استهل نادي مكة الثقافي الأدبي مشاركاته في برنامج ( كيف نكون قدوة ؟) ، بنسخته الثانية ، الذي أطلقه صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل ، في متقى مكة الثقافي ، في العام المنصرم ، استهل النادي مبادراته في هذا البرنامج تحت عنوان ( المثقف القدوة )، وبشعار : أنا مثقف .. أنا مسؤول .. وكان هذا الاستهلال مساء الإثنين 5/5/1439ه، بمحاضرة قيمة للدكتور فهد العرابي الحارثي ، رئيس مجلس إدارة مركز أسبار للبحوث والإعلام ، بعنوان : ( حديث في الثقافة ).. ترحيب : بداية رحب رئيس مجلس إدارة نادي مكة الثقافي الأدبي ، الأستاذ الدكتور حامد بن صالح الربيعي بالضيف المحاضر ، باعتباره واحداً من أعلام الفكر والأدب والثقافة والصحافة في المملكة العربية السعودية ، مؤكداً حص نادي مكة الثقافي الأدبي على المشاركة في المناسبات الوطنية والاجتماعية ، والحراك الثقافي والأدبي ، على مستوى المنطقة ومستوى الوطن ومنها الإسهام في مشروع الأمير خالد الفيصل الرائد ( كيف نكون قدوة ؟) بمبادرة هادفة تحمل المسؤول دوره الطليعي ، وواجبه الوطني بعنوان : (أنا مثقف .. أنا مسؤول ). المحاضرة : وبعد أن قدم الدكتور علي ضميان العنزي ، رئيس قسم الإعلام في جامعة الطائف ، للمحاضر ، بدأ الدكتور فهد العرابي الحارثي حديثه بالإشارة إلى علاقته القوية بصاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل ، ومعرفته بالاهتمام الخاص الذي يوليه سمو الأمير لمشروعه الهادف ( كيف نكون قدوة ؟) .. وكانت الكفة الرئيسة التي تناولها الدكتور فهد الحارثي في محاضرته الارتباط بين الثقافة والتنمية ، ذلك أن ( الثقافة ) موجودة في بنية أي مشروع تنموي ، في أي مكان بالعالم .. و(الثقافة)، ليست ترفاً وإنما صانعة رئيسية للتنمية .. ولا يمكن لأي ثقافة أن يشتد عودها في ظل اقتصاد ضعيف ، ولا يمكن للاقتصاد أن يدير ظهره للثقافة ، لأنها منتج اقتصادي رئيسي .. وضرف المحاضر مثلاً بالسياحة ، التي ترتبط فيها الثقافة بالاقتصاد مشيراً إلى أن (فرنسا)، غنية بعدة موارد اقتصادية ، لكن أهمها السياحة ، حيث تستقبل سنوياً (94) مليون سائح ، وقد أعدت لذلك كل الاستعدادات والوسائل الجاذبة ، وفي متنها الثقافة . وتفاءل الدكتور الحارثي بنهضة سياحية في المملكة ، وفق رؤية 2030 ، حيث ستستقبل المملكة ستة ملايين حاج ، وثلاثين مليون معتمر سنوياً .. وكذلك الأمر في مشروع البحر الأحمر ، ومدينة ينوم ، وغيرها من مشروعات سيكون لها على الاقتصاد السعودي الكثير من الإيجابيات .. وأوضح المحاضر مثالاً آخر يربط الثقافة بالاقتصاد في الانتاج التلفزيوني ، حيث أن مادته الخام مادة ثقافية ، وازدهارها داعم كبير للتنمية .. وأشار إلى أن المدينة الإعلامية السعودية ، التي أعلن عنها ستكون ورشة كبيرة لمثل هذه الصناعة ، وستعود للمملكة الأموال والمنتجات المهاجرة بحثاً عن هذه الصناعة .. وهناك ( صناعة المجتمعات ) ، من مؤتمرات ومعارض وورش عمل ، وما تتطلبه من أوراق علمية وبحوث معرفية ومواد ثقافية ، وبنية تحتية تشكل موارد اقتصادية .. ووفق البرنامج الوطني السعودي ستتحول المملكة إلى قبلة للمؤتمرات ، لتكون مورداً اقتصادياً مهماً.. وأبان المحاضر أهمية البحوث العلمية حين تتحول إلى منتجات اقتصادية ، في المجتمع المعاصر ( مجتمع المعرفة )، الذي سهل تداول المعرفة ، ويسر استهلاك المعرفة ، وحقق (ديمقراطية المعرفة )، فلا يستأثر فيها أحر ، مما أدى إلى موت النخبة .. وأشار الدكتور فهد إلى دور (الذكاء الاصطناعي )، في خلق ( الريبوت )، وانتاج المعرفة ، مما يهدد بتحكم المصنوع بالصانع ، وإلغاء ملايين الوظائف ، ليكون دور الشاب لا البحث عن وظيفة بل خلق وظيفة .. وأكّد الدكتور فهد الحارثي في نهاية محاضرته وبالإجابة عن أسئلة ومداخلات الحاضرين ، أن رؤية 2030 وما فيها من أفكار ستحقق للمملكة دوراً قيادياً في العالم ، وأن تآخي الثقافة والتنمية هو السبيل للوصول إلى ما نريد وإذا أردنا أن نكون (قدوة ) علينا أن يكون لنا (قدوة)، وأن نغير أشياء كثيرة عشنا عليها ، فنحن مقبلون على شيء مختلف .. ولا بد أن نلحق بالقطار .. المعقبون : وقد تعددت التعقيبات والمداخلات على هذه المحاضرة من د.أمل القثامي ، د.عبدالعزيز الطلحي ، أ.فاطمة الزهراني، أ.ثريا بيلا ، وكان في مقدمتهم الدكتور محمد بن مريسي الحارثي ، الذي دعاء إلى أن تكون الثقافة هي الحياة .. ووصف المحاضرة بالقيمة والمحاضر بالمثقف المتميّز الجدير بأن ينصت إليه ..