غادرت مريضة في الستينات من العمر مدينة الملك عبدالله الطبية بمكة المكرمة وذلك بعد تماثلها للشفاء بعد ان أجريت لها عملية جراحية معقدة لاستئصال ورم سرطاني خبيث منتشر بكامل التجويف البطني . وكانت المريضة قد أحيلت من مستشفى الملك فيصل التخصصي ومركز الأبحاث بجدة إلى قسم جراحة الأورام بمدينة الملك عبدالله الطبية وذلك بعد أن أجريت لها عملية هناك لإزالة ورم بمنطقة الحوض ومن ثم تبين أن الورم كان واسع الانتشار داخل التجويف البطني ليشمل جميع الأعضاء داخل البطن بما في ذلك الكبد والبنكرياس والطحال وكامل الجهاز الهضمي والحجاب الحاجز بين البطن والصدر وكامل الغشاء البريتوني مما يستدعي إجراء عملية كبرى معقدة لاستئصال كامل الورم السرطاني وبعد قبول الحالة بمدينة الملك عبدالله الطبية بمكة تم دراسة حالتها من قبل فريق طبي من جراحة الأورام ومركز طب الأورام ووحدة العلاج الإشعاعي والأشعة التشخيصية والتداخلية وتقرر إجراء العملية التي استغرقت زهاء العشرين ساعة تكللت بالنجاح في استئصال كامل الورم من بطن المريضة متبوعا باستخدام كيماوي بتركيز عالي ودرجة حرارة عاليه أثناء العملية للقضاء على بقايا الخلايا السرطانية بعد استكمال الإجراء الجراحي في عملية تعد الأكبر والأكثر تعقيدا في مجال جراحة الأورام السرطانية حيث يتم بعد الاستئصال الجراحي الكامل للورم إعادة ترميم وإصلاح كامل الجهاز الهضمي لاستعادة وظائفه. وأوضح رئيس مركز الجراحات التخصصية بمدينة الملك عبدالله الطبية الدكتور عبدالعزيز الزهراني الذي رأس الفريق الجراحي الذي قام بإجراء العملية بأن المراكز التي تقوم بإجراء هذا النوع من العمليات الجراحية حول العام لا يتجاوز أصابع اليد ونفتخر بأننا الرواد في هذا النوع من الجراحات خصوصا عالي الكثافة منه وذلك على مستوى آسيا ومنطقة الشرق الأوسط. وأضاف قائلا أن سجلنا في نتائج هذه العمليات التي تستغرق زهاء العشرين ساعة من العمل الجراحي المتواصل والدقيق يعد مميزا حيث اجرينا أكثر من ثلاثين عملية من دون أي وفيات متعلقة بالعملية ومعظم المرضى اجتازوا السنة والسنتين دون رجوع للأورام ,ممايعتبر في العرف الطبي السابق لهذا الإجراء ضرب من الخيال.وأوضح الدكتورعبد العزيز الزهراني بأن هذه النتائج لم تكن لتتحقق لولا توفيق الله وفضله اولا ثم وجود فريق طبي متكامل من مختلف التخصصات يباشر هذه الحالات الصعبة. و أبان تمت دعوتنا لتقديم محاضرة نعرض فيها خبرتنا ونتائج ماقمنا به في مؤتمر عالمي كبير يعقد كل سنتين ويحضره خبراء الجراحة من مختلف أنحاء العالم. وكل هذا يمثل ثمرة لجهود المسؤولين في مدينة الملك عبدالله الطبية بمكة ومن خلفهم المسئولون بوزارة الصحة من الدعم لاستيعاب ومواكبة أحدث مايفرزه التطور والتقدم في العمل الطبي والجراحي في العالم وذلك تحقيقا لرؤية خادم الحرمين الشريفين حفظه الله في النهوض بالقطاع الصحي بالمملكة.