بقلم: محمد العتيق في ظل ازدياد دوران عجلة الحياة حتى أصبح الناس في شغل دائم صباحاً في مكاتبهم وأعمالهم وعصراً في أعمالهم الخاصة وليلاً في استراحاتهم وبين أصدقائهم . هذه حياة الغالبية العظمي من شعبنا للأسف وأحمد الله أني لستُ منهم مع اعترافي بتقصيري الشديد ولكني موجود. يبحث الناس في هذه الدنيا عن أقصر طريق للاستثمار والربح السريع وجمع المال وينطلقون بكل سرعتهم لكل من يرون في الاستثمار فيه ربح كبير في مدة وجيزة هدفهم المال ونسوا أو تناسوا الاستثمار الأمثل والأفضل والأكثر ربحاً وهو الاستثمار في أبنائهم وبناتهم وعائلاتهم . الأب مشغول والأم مشغولة أو ليس لديها القدرة على متابعة الأبناء والتأثير عليهم وتربيتهم بالترغيب أو الترهيب فهي مهما تكلفت الكلام وحاولت التأثير يبقى تأثيرها محدوداً لأنها حنون ربما تتنازل حتى لا ترى ضيق فلذة كبدها ولكن الأب لديه قدرة أكبر على التأثير والتربية والتعليم والنصح والاهتمام والمتابعة لابنه الذي سيكون وريث اسمه وسمعته. نعاني للأسف الشديد من التفكك الأسري بين الزوج وزوجته وهذا يشتت الأبناء في سن مبكرة حتى أن الخلافات بين الزوجين ربما تجعل المنزل جحيماً لا يطاق فيترك الولد المنزل بحثاً عن راحة من المشاكل فيكون فريسة لمن يسمع له أو يوحي له أنه يسمع له وهو يجره لمهاوي الردى ولجحيم هو أضعاف مضاعفة من جحيم المنزل حيث يختطف عقله ويسيطر على تفكيره ويجعله معول هدم لوطنه بدل أن يكون معول بناء يساهمُ في بناء وطنه ويقوم بخدمته ومن خلال متابعتنا لأغلب تقارير المسؤولين في السجون حينما يقبضون على فئة خرجت عن الطريق وأصبحت شوكة في خاصرة الوطن من صغار السن ممن لم يبلغوا الثلاثين نجدهم يعانون من تفكك أسري وفراق أبدي بين الأب والأم أو فراق غير معلن فهم بعيدون عن أبنائهم وكل منهم مشغول بنفسه. لأجل هذا وحتى لا نندم ساعة لا ينفع الندم يجب أن نستثمر في الباقي الصالح أبنائنا الذين نعدهم لخدمة الدين ثم الوطن ولخدمتنا الحياة الآن موحشة والزمن تغير حتى لو ابنك في منزلك وفي غرفته يستطيع المتآمرين الوصول له وغسل دماغه وقتها لن ينفعنا الندم. استثمر الآن وغير من طريقة حياتك واجعل لأبنائك وقتاً تستمع لهم فيه وتشاركهم هواياتهم حتى لو كانت بالنسبة لك تافهه كُن صديقاً لأبنائك ولا تجعل غيرك يستغلهم. الوطن يحتاج أبنائه فهم بناة الوطن وقادة المستقبل