- متابعات:-تشهد مناطق المشاعر المقدسة في مكةالمكرمة والمدينة المنورة زحاما شديدا للحجاج لا نظير له في أي بقعة أخرى من العالم. وعلى الرغم من كل هذا الزحام والحشد البشري الكبير، فإنه لم تُسجّل حتى الآن أي أمراض معدية أو وبائية بين الحجاج، ويعود ذلك إلى الاستعدادات الجيدة من قبل حكومة المملكة وسن القوانين الصارمة من أجل سلامة الحجاج والمواطنين. * أمراض الحج * إن معظم الأمراض التي تنتشر في فترة الحج هي من الأمراض التي يمكن الوقاية منها أو التحكم فيها، وتأتي نتيجة قلة الوعي الصحي لدى كثير من الحجاج المقبلين من مناطق مختلفة، مثل عدم الأخذ بالأسباب الوقائية كالتطعيمات الموصى بها وعدم الالتزام بالتعليمات الصحية المناسبة لكل حاج، والتزاحم والتدافع في أماكن أداء العبادة، وعدم الالتزام بالنظافة الشخصية ونظافة المأكل والمشرب، والإجهاد البدني بسبب المشي الكثير، أو السهر الطويل أو التعرض لضربات الشمس، والتعرض للإصابات بسبب الصعود إلى الأماكن الخطرة في الجبال، والتعرض لحوادث السير. هذه الأسباب تكون مدعاة لحدوث بعض المشكلات الصحية، مثل الإجهاد الحراري، وضربات الشمس، وأمراض الجهاز التنفسي، والإنفلونزا، والحروق الجلدية الشمسية وتسلخات ثنايا الجلد، والنزلات المعوية، إضافة إلى مضاعفات الأمراض المزمنة التي يعاني منها الحاج مسبقا كمضاعفات داء السكري وارتفاع ضغط الدم وأمراض القلب والأوعية الدموية والكلى والكبد.. إلخ. * إرشادات صحية * الدكتورة منيرة خالد بلحمر، استشارية طب المجتمع، مديرة إدارة التوعية الصحية بالصحة العامة بمحافظة جدة والمشرفة العامة على برنامج سفراء التوعية الصحية في الحج تقدم إلى الحجاج الكرام مجموعة من النصائح: * الوقاية من الإجهاد الحراري وضربات الشمس. تجنب الطواف والسعي في وقت الظهيرة أو المشي بلا داعٍ تحت أشعة الشمس المباشرة، واستخدام المظلة الواقية من الشمس، وأخذ قسط وافر من الراحة قبل وبعد كل شعيرة من شعائر الحج، والإكثار من شرب السوائل كالماء والعصائر. * الوقاية من أمراض الجهاز التنفسي والإنفلونزا. يجب على الحاج عدم مخالطة المصابين، وتجنب استعمال أدوات المريض، وتغطية الفم والأنف بمنديل عند السعال أو العطس والتخلص من المنديل فورا في سلة المهملات، والعناية بنظافة اليدين وتجنب ملامستها للأغشية المبطنة للعين والأنف والفم قبل غسلها بالماء والصابون، والحرص على غسل اليدين بالماء والصابون - أو بالمعقم في حال عدم توفر الماء والصابون - بعد لمس الأسطح المحتمل تلوثها مثل مقابض الأبواب، مفاتيح الكهرباء، أزرار المصاعد، الهواتف العمومية وغيرها، وعدم تعريض الجسم المتعرق لأجهزة التكييف مباشرة. ولدى ارتداء الكمامات في الأماكن المزدحمة بالطريقة الصحيحة، يجب مراعاة الآتي: وضع الكمامة بعناية لتغطية الفم والأنف وربطها بإحكام للحد من الثغرات بين الوجه والكمامة (التنفس بعمق والتأكد من عدم تسرب الهواء من الكمامة)، وتجنّب لمس الكمامة، وغسل اليدين بالماء والصابون عند لمسها وبعد نزعها أو استبدالها، واستبدال الكمامات المبلّلة فورا بكمامات جديدة جافة ونظيفة، واستخدام الكمامات الأحادية الاستعمال لمرّة واحدة فقط، والتخلص منها فور نزعها. * الوقاية من التسمم الغذائي تقتضي توفر شروط النظافة في المأكولات وغسل اليدين وتعقيم الخضروات والفواكه ونظافة الأواني، وما شابه. * الوقاية من الأمراض المعدية: بالنسبة لحمى الضنك - يجب التخلص من أي تجمع للمياه العذبة الراكدة، واستخدام الناموسيات أثناء النوم في الخلاء لمقاومة البعوض، واستخدام دهانات أو بخاخات طاردة للبعوض على الأجزاء المكشوفة من الجسم. وبالنسبة للوقاية من الإيدز والالتهاب الكبدي «بي» و«سي»، يجب على كل حاج أن يستعمل الموسى لمرة واحدة ثم يرمى به في المكان المخصص لذلك، والحذر من مس الأمواس الأخرى. * مرضى السكري * إذا كان الحاج مصابا بمرض معين أو مزمن، مثل: مرض السكري، مرض القلب، ارتفاع ضغط الدم، مرض الكلى، مرض الربو، أو الصرع، فعليه أن يقوم بزيارة الطبيب بأقرب مركز صحي لسكنه والطمأنينة على صحته وتحديد العلاج والجرعة لكل دواء، وارتداء سوار المعصم ويكون اسمه مكتوبا عليه، وتشخيص المرض، ورقم هاتف أحد الأقرباء، وتأدية المناسك وسط مجموعة من الأقرباء أو المعارف. ويعتبر مرض السكري من أكثر الأمراض المزمنة انتشارا، ويقدم الأستاذ الدكتور عبد المعين عيد الأغا استشاري الغدد الصماء والسكري لدى الأطفال بمستشفى جامعة الملك عبد العزيز بجدة الإرشادات التالية: * الاستعدادات اللازمة قبل أداء فريضة الحج. يجب على المريض، طفلا كان أم شابا، المصاب بالنوع الأول زيارة الطبيب المعالج لاستشارته حول الإرشادات الضرورية خلال فترة الحج. ولا بد من تجهيز حقيبة السكري، وأن تحتوي على ما يلي: بطاقة تفيد بأنه مصاب بالسكري، كمية كافية من علاج الأنسولين مع مسحات طبية وإبر الحقن، جهاز قياس السكر في الدم لفحص نسبة السكر في الدم عدة مرات يوميا خلال فترة الحج، بعض قوالب السكر التي قد يحتاجها عند انخفاض السكر في الدم وإبرة الغلوكاجون لاستخدامها عند انخفاض السكر في الدم. التزود بكميات كبيرة من الماء، أخذ التطعيمات الضرورية، مثل تطعيم الحمى الشوكية وتطعيم الإنفلونزا. * أثناء أداء فريضة الحج. لا بد من وجود مرافق لمريض السكري لديه معلومات كافية عن المرض. وعلى المريض أن يلبس حذاءين واسعين لينين، وأن لا يمشي حافي القدمين إلا على مكان نظيف وخالٍ من أي مواد قد تؤذي قدميه. أما عند الطواف والسعي لا بد أن يتناول وجبة خفيفة وكمية من الماء قبل البدء بهما، وكذلك الاستراحة ما بين الأشواط وحمل قطعة من السكر في حالة الشعور بأعراض انخفاض السكر في الدم، وأن يحاول اختيار الأوقات التي يكون فيها الزحام قليلا، حتى لو أدى إلى تأخير العودة إلى يوم آخر. كما أن قياس نسبة السكر في الدم قبل الطواف والسعي وبين الأشواط يساعد على عدم التعرض لمستوى الهبوط الفجائي في السكر. ولا بد للمريض من استخدام الشمسية، وكذلك البقاء في الخيمة في أوقات الشمس الحارة والحرص على تناول كميات كبيرة من الماء لكي يعوض كمية السوائل التي يفقدها، وحفظ الأنسولين في الثلاجة الخاصة بالخيمة. وفي حالة انخفاض نسبة السكر في الدم أقل من 80 ملغم/ مل يجب التوقف عن السير وأخذ كمية من العصائر ووجبة خفيفة. وفي حالة ارتفاع نسبة السكر في الدم أكثر من 250 ملغم/ مل فيجب فحص البول بمادة الأسيتون، فإذا كانت موجبة يجب مراجعة أقرب مركز صحي في الأماكن المقدسة لأخذ المحاليل عن طريق الوريد. وأخيرا، بعد عودته من الحج يجب مراجعة الطبيب المعالج، وخصوصا إذا واجه بعض المضاعفات أثناء الحج. * الحقيبة الطبية * يُفضل أن يحمل كل حاج حقيبة صحية يضع فيها بعض الأدوية التي تستخدم كإسعافات أولية، مثل الأملاح التعويضية التي تؤخذ بالفم؛ أقراص خافضة للحرارة ومسكنة للألم، كريمات لعلاج التسلخات، مرهم للحروق الجلدية وكريم ملطف للالتهابات وحروق الشمس، مرهم لإصابات العضلات، شاش وقطن طبي ومطهر للجروح. كما يمكن أن تحتوي هذه الحقيبة على الأدوية الخاصة ببعض الأمراض المزمنة، مثل أدوية داء السكري، ارتفاع ضغط الدم، الربو، وأمراض القلب، على أن تكون بكميات كافية خلال فترة الحج.