بقلم/ عبدالمحسن بن محمد الحارثي ليس هُناك مبدأ يُحترم، ولا قانون يُنظم، ولا عهد يُبجّل ، ولا صُلح يُبرم ؛ عندما تُنتهك مصالح الأمّة وأمجاد الأوطان. بعيداً عن مشاعر الأُخوّة والعُروبة والجيرة التي لا نراها إلّا في كلمات الأغاني والأشعار ، ولا تنسجم مع الخائنين لأوطانهم وشعوبهم ؛ لأنّ غدرهم بشعبهم هو غدر لشعوب الأُمّة كلّها. يقول علي بن أبي طالب- رضي الله عنه-( وإنّ أعظم الخيانة خيانة الأُمّة ، وأفضع الغِشِّ غِشُّ الأئمّة). لقد تجرأ الصغير على الكبير، وتعملق الأقزام أمام أسيادهم، واعتلت العين على الحاجب، واعتلى الثرى على الثُريّا، والوادي على الجبل، والثعلب على الأسد.. هُنا لا تنتظر الخير ممن به شر. لقد استنشقوا ذرات الكِبر ، وارتشفوا مياه الغدر، وتلحّفوا عباية الصعاليك ممن نبذتهم أوطانهم، وأُهدِرت دِماؤهم. إنّ الإسلاميين الراديكاليين الذين يسعون في الأرض فساداً بِحُجّةِ الإصلاح الجذري في إطار المجتمع القائم عن طريق أدلجة عقيدتهم العِدائية بالتكفير والتفجير والتفسيق والتقتيل ، لٓهُم أشدُّ عداوةً على المسلمين المسالمين قبل غيرهم. فمن غير الطبيعي أنْ نُسالم من لا سِلم له، ونُعاهد من لا عهد له، ونُصالح من لا ذِمّة له. إياكِ أعني يا دوحة الشّر ، واسمعي يا جارة السوء.