بقلم أ- محمد النمري لقد غضب الحليم سلمان بعد أن ظهرت الحقائق المفجعة وطفح الكيل وبلغ السيل الزبى ، فصديق عدوك عدوك ، فكيف إذا أيده و ناصره في العلن ومد له يد العون في الخفاء. هذا مافعلته قطر بجارتها المملكة العربية السعودية على مدى قرون مضت دون رادع إيمان أو وازع عروبة. هذه هي قطر تصطاد في الماء العكر فإذا ماسلكت السعودية فجاً في سياستها سلكت قطر فجاً آخر مخالفا تماما لسياستها ضاربة بسياسة الخليج عرض الحائط ، رافعة شعار "خالف تعرف" وبالفعل فقد عرفت قطر الآن وتجردت أمام الملأ وفضحت في المشرق والمغرب. ليتها وقفت عند دعم الإخوان المسلمين فقط أو حماس غزة مع أن أساليب تلك الجماعات والحركات مخالفة للمنهج الحق وللاعتدال ، لكن حكومة قطر وقفت جنباً إلى جنب مع عدوها الحاقد الذي أظهر لها شيئاً من الوفاء ، فمجوس إيران مدعين التشيع وحب آل البيت لن يوالوا حكام قطر ولا شعبها في يوم من الأيام وأن أسقتهم قطر العسل المصفى. قالها القرضاوي شيخ الإخوان المسلمين بطريقته في وقت مضى انخدعنا بفكرة تقارب المذاهب بين السنة والشيعة وضننا أننا سنؤثر فيهم وسيهتدون إلا أنه صار العكس وانتشر التشيع في كل مكان وبنيت الحسينيات في مدن وضواحي لم تعرف التشيع وسب صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم من قبل. هذا ماتفعله إيران بكل شبر تطأه وسوف تفعله بقطر على المدى القريب إن استسلمت لها ، سوف نرى الحسينيات والجامعات الإيرانية وحزب الله القطري ، وستبتلع وتستعمر دولة قطر فكرياً ومذهبياً وسياسياً لا سمح الله ولا أرانا إياه ، فشعب قطر شعب شقيق عزيز على قلوبنا ، سني العقيدة ، نشأ وتربى على تعاليم الدين ومكارم الأخلاق ولن يرضوا في يوم من الأيام أن يسوسهم المجوس ويغيروا المباديء والقيم التي ولدوا عليها وعاشوا في نعيمها ويرجون أن يموتون ويبعثون عليها كما مات أباؤهم من قبل ، هذا ضننا المؤكد في الشعب القطري الغالي. ثم دعونا نساير الأحداث بل ونساير ماكانت تخطط له الحكومة القطرية وتحلم به ونتسائل : ماذا لو تحقق حلم الحكومة القطرية الذي افتضح مؤخراً في زوال نظام الحكم في جارتها السعودية واستبدل الأمن فيها بالخوف والسلب والنهب والقتل وحرب العصابات والشوارع وانتشار الفوضى ، هل ستكون قطر آمنة ومنعزلة تماماً عن هذه الفوضى ؟ أم أن المرض العضال الذي حقنته في شريان جارتها السعودية سيهاجمها في يوم من الأيام ، فمرض الفتنة والفوضى ليس له عقار شافي ، ثم هل من العقل والبصيرة أن يشعل متحاذق النار في بيت جاره ويبقى في مأمن أن لا تأكل النار بيته ؟. أحداث مرت في ظرف ثلاثة أسابيع من الزمان ، وتكشفت أوراق صدمت بها أمة الخليج قاطبة وجعلت الحليم منها حيراناً مندهشاً متسائلاً هل تصدر تلك الممارسات من عقلاء؟ وفي النهاية نتمنى أن يعي حكام قطر الشقيقة الدرس ويتداركوا الأمر قبل فوات الأوان فإن يد الله مع الجماعة والرجوع للحق فضيلة ودأب الصدع ورص الصف في وجه العدو من العقل والحكمة. فنحن لا نرضى أبدا أن تغرد قطر الشقيقة خارج السرب وتبقى قاصية عن شقيقاتها حتى لا يأكلها الذئب المجوسي فنخسر دولة كانت آمنة مطمئنة.