في الفيزياء تُعرّف القُوّة على أنّها * مُؤثر* يُؤٓثّر على الأجسام فيُسبب تغيُّراً في حالتها أو اتجاهها أو موضعها أو حركتها. * والقُوّة في معناها التقليدي ، يعني البطش والإرغام والقسر وإصدار الأوامر*. بمعنى آخر( القُدرة على التأثير في سُلوك الآخرين بالإكراه). * الفرق بين القُوّة الناعمة والقوّة ( الخشنة) الصلبة:* الناعمة تُمثّل التفجّر المعرفي الكبير .. وهي قُوّة جذّابة ، يملكها الجميع. والصلبة تُمثّل جميع أنواع الأسلحة العسكريّة التقليديّة ، والتكنلوجيا المرتبطة بها، ولا يملكها إلا القوى العُظمى في العالم. *موارد القوى النّاعمة*. ترتكز على ثلاثة موارد ، هي: ( ثقافة المجتمع ، وقيمه السياسيّة، وسياساته الخارجيّة). *مفهوم القوّة الناعمة*: وقد عرّف الكاتب الأكاديمي الأمريكي جوزيف ناي القوّة الناعمة بقوله:( *القدرة على الحصول على ما تُريد عن طريق الجاذبيّة بدلاً عن الإرغام*). * أنواع القُوّة*: قد نُسمّيها القوّة الحكيمة ، والذّكيّة، أو الناعمة ؛ لمواجهة ما تتعرّض له البشريّة من دمار وقتل، ولتكوين بديلاً عن الصراع والصِدام. فالقوّة الناعمة لا تنحصر في زاوية الإعلام ، بل تتنوّع بتنوّع مقوّماتها الذاتيّة .. ومنها: 1/ القوّة الصناعيّة ، كما في اليابان. 2/ القوّة الاقتصاديّة، كما في الصين. 3/ القوّة المعلوماتيّة، كما في فنلندا. 4: القوّة المحايدة ومفاوضات السلام الأمميّة ،كما في سويسٌرا ، والنرويج. 5/ القوّة الإداريّة ، كما في سنغافورة ، وماليزيا. 6/ القوّة الفنيّة والإبداعيّة ، كما في إيطاليا وفرنسا. 7/ القوّة الرياضيّة، كما في البرازيل والأرجنتين. * وهُنا يمكن الحديث عن *نموذج * يُشكّل في مُجمله القوّة الناعمة السعوديّة ؛ لما لها من بُعد ديني ، واقتصادي ، وحضاري وإنساني*. * القوّة الناعمة هي الحوار*: *الحوار* أصل ومنهج إسلامي دعوي تأكّد في القرآن الكريم ، والسنّة المُطهّرة ، وسيرة سلفنا الصالح وعلماء الأُمّة وفقهائها. وجاءت مبادرة خادم الحرمين – الملك عبدالله يرحمه الله- لتكوّن بديلاً عن الصراع والصِدام. * القوّة الناعمة مُلك للجميع ، تستطيع أي دولة أو مؤسسة أو فرد أنْ يستخدمها في تحقيق أهدافه ومصالحه. * ماهيّة الحوار*: هو *استجاشة* الضمير ، وفتح قنوات الاتصال التي تُؤدي إلى حُسن التلقي والاستجابة. بمعنى آخر ؛ *الحوار يعني مراجعة الكلام وتداوله بين طرفين مختلفين للوصول إلى حل مُشترك*. وهُنا نُؤكّد أنّ الحوار هو جزء من القوّة الناعمة التي تُستخدم في الإقناع والوصول إلى المصالح المشتركة. * نماذج سعوديّة وبقوّة ناعمة*: _ مركز الأمير محمد بن نايف للمناصحة والرعاية الذي أنشىء عام 1427ه/ 2006 م. _ مُبادرة الملك عبدالله- يرحمه الله- للحوار العالمي بين الأديان. _ مبادرة الملك عبدالله- يرحمه الله- لحلّ القضيّة الفلسطينيّة. _ دعوات الخارجيّة السعوديّة لإيران – وبشكل دوري- لترك الطائفيّة وتأجيج الفتن بين المسلمين ، وتخلّيها عن القوّة الخشنة في دعم الميشليات في الوطن العربي. *همْسة*: يقول الإمام – أبو حامد الغزالي- : ( * حركاتُ الظواهر .. رشْحُ البواطن*) بمعنى أنّ السلوك الظاهري دليل حقيقي للذات الداخليّة.