الفكر الإرهابي وهل لنا دور ؟ بقلم: ماجد الهُذَلِي لن أكتب عن الاٍرهاب فالكُل يعرف هذا المفهوم الخطير على المُجتمعات ولكن هل السّؤال المٌلح هل لنا دور نَحْن كمربين في صناعة هذا الفكر وتغذيته ؟ لنراجع أنفسنا وتصرفاتنا مع أبنائنا وبناتنا دعونا نثير أسئلة أغفلنها أو تناسيناها دعونا نكتشف أنفسنا في طريقة تنشئة الأبناء وسّوف أطرح في البداية سؤال عام كمدخل هل نُعاني صعوبات في تربية ابنائنا وبناتنا ؟ ولتحدد السؤال أكثر دعونا نقول ألم يمر بك يوم أحسست فِيه أن أبنك أو أبنتك يخالفك أو يعصيك ؟ بالطبع الغالبية مرّت بهم هذه الخبرة ، الآن راجع تصرفك وسلوكك تجاه ذلك الموقف هل كَانت ردت فعلك عَلَيْه غاضبة وقمت فِيه بالصراخ والتوبيخ أما أنك قمت بضرب أبنك أو أنك فرضت رأيك بسلطتك الوالدية أم أنك قمت بمناقشة الموقف وشرح تفاصيله واستيضاح وجهة نظر أبنك وبيّنت الخلل وناقشت ذلك وحاولت إقناعه وإعطائه الأجوبة الصحيحة لجميع أسئلته ، هذه الطرق هي طرق للتنشئة وجميعها لها آثر على النشأ فهم يتعلمون منا نحن من نعلمهم فسلوكنا نموذج لهم يستخدمونه فيما سوف يقابلهم من مشكلات حياتية مستقبلاً نحن القدوة فَإِذَا ما كان سلوكنا تجاههم العنف والتعنيف وفرض الرأي فهذا يعطيهم سلوكاً متعلم ويجعل منهم أفراد ليس لديهم ثقة بأنفسهم ولا بأقرب المقربين لهم وسوف يرون أنفسهم ضعاف ويحتاجون إلى القوة والتي تتمثل فيما تعلّموه من سلوكيتنا العنف والتعنيف فحتماً سوف يسعى هؤلاء النشأ لإثبات ذاتهم لأنفسهم وللآخرين بأنهم فاعلين ومؤثرين وهذا هو أحد أهم مداخل المنظمات الارهابية في تجنيد الشباب والنشأ ، ناهيكم هذه المنظمات تصور لهم أنهم سوف يكونون أبطال وأن مجتمع غير عادل ولن يصلّوا فيه لأي مكانة، ويضلون فكرهم بأن هذه المنظمة تصوّر نفسها بأنها تقوم على العدالة ومن يعمل تحت لواءها قد يصبح قائد ويحققون لهم ما لم نحقِّق من إثبات الذّات والبحث عن المكانة وتوكيد الذات . لننظر لحرصنا المُفرط على أبنائنا وتلبية مطالبهم دون عناء وزيادة تدليلهم حتّى أصبحوا اعتماديين فَكُل ما يُطلب يجاب لم نكلفهم بأعمال يُحققون من خلالها ذواتهم ويتعلَّمون الاعتماد علَى أنفسُهم . لقد انشغالنا عَنْهُم لم نعد نشاركهم همومهم ومصاعبهم لم نجلس معهم لنتحدث في أموار الحَيَاة غير الدراسة فمن يجالس أبناءه تجده لا يتحدث الاعن تعليهم والمدرسة ، أن هؤلاء النشأ في حاجة ماسة للمعرفة وأخذ المعلومات الصحيحة منا ومناقشتها بشفافية وعدم تركهم للبحث عن مصادر للمعلومات قَد يستغلّون فيها ويحرف فيها فكرهم . أن انشغالنا عَنْهُم جعلهم يبحثون عن أنفسُهم خارج أسرهم وغير معتقداتهم وزعزع ثوابتهم وجعل من مواقع التواصل الاجتماعي صدّيق مقرّب لهم يستقون المعلومات منه ويتركون ليقرروا بأنفسهم دون مصحح وموجه لهم ومناقش لهذه المعلومات . نعم نَحْن مسؤولين بشكلٍ أو آخر عن جعل الفكر الإرهابي يٌدمغ بأدمغة ابنائنا وبناتنا ولنا دَوْر . أخيراً مهم جداً أن نكون قريبين من الأبناء بالفكر والعاطفة وقدوة بالسلوك يجب أن نمنحهم الثقة ونعلمهم المسؤولية وتفتح أبواب الحوار معهم ونناقش ونقنع أو سيتولى هذا الدُور غيرنا ليجعلنا نعود ونسأل أيعقل أن يكون أبني من معتنقي الفكر الضال ؟