تم مزج مفهوم " الطائفية " ذات المكون العددي مع مفاهيم أخرى ذات مضمون فكري أو فلسفي أو عرقي أو مذهبي متحول إلى ما يشبه " المصدر الصناعي " ، وبذلك أصبح مفهوم الطائفية يستخدم بديلا لمفاهيم عديدة مثل " الملة " و " العرق " و " الدين " التي كانت سائدة قبل ذلك واختلطت تلك المفاهيم جميعا لتكون ما يسمى اليوم بمفهوم " الطائفية " هناك الكثير من الأحداث " الطائفية " التي ظهرت منذ القدم ، ولعل منها ما كان يحدث في أوروبا في العصور الوسطى بين البروتستانت والكاثوليك أو الأرثوذكس والكاثوليك وغيرها الكثير من الأحداث التي كانت تحدث آن ذاك . بينما كانت الحرب الأهلية في لبنان هي حرب طائفية بامتياز والتي كانت بين عامي ( 1975 / 1990 م ) والتي نتج عنها قتل أكثر من 120000 وتشريد أكثر من 76000 لبناني بالإضالجار.رة اكثر من مليون شخص كنتيجة مباشرة للحرب . بعد سقوط نظام صدام حسين في 9 ابريل 2003 م فيما يسمى احتلال العراق أو حرب العراق من قبل الولاياتالمتحدةالأمريكية وحلفائها ، بدأت تنشا ما يسمى بالطائفية بين المنتمين للمذهب السني من جهة والمذهب الشيعي من جهة اخرى والأكراد من جهة ثالثة ، ولا يزال العنف والتوتر بينهما يهدد استقرار العراق ووحدته . فقد فشلت النخبة السياسة العراقية في تطوير نظام للحكم الشمولي وبالتالي تعززت الانقسامات الداخلية بسبب الربيع العربي وخاصة تأثير الانتفاضة السنية ضد النظام السوري الجار . وما يحدث في العراق الآن من فتنة طائفية اختلط فيها الحابل بالنابل ، فهناك الجيش العراقي وميليشيات الحشد الشعبي الشيعية وغيرها المدعومة من إيران ، وهناك الدولة الإسلامية في العراق والشام " داعش " تقاتل الشيعة بكل ما استطاعت من قوة ، وهناك بعض الحركات السنية العراقية التي تقاتل مع القاعدة كقاعدة الجهاد في بلاد الرافدين وغيرها من الحركات الاصولية في كلا الجانبين التي جعلت العراق مسرحا للقتل والتنكيل من الطرفين . في المملكة العربية السعودية حاول تنظيم داعش الإرهابي نشر هذا الفكر في الداخل لزرع الفتنة والتفرقة بين أبناء الوطن الواحد وذلك من خلال تفجير مسجد القديح ومسجد الإمام الحسين في حي العنود في الدمام خلال اسبوعين متتالين ، ولكن هذا التنظيم لا يعلم أن المجتمع السعودي محصن بإذن الله تعالى من خلال ما يشاهده من قتل وعبث وتنكيل في الدول المجاورة من قبل هذا التنظيم وذاك وأنه بالمرصاد للخوارج الذين يعبثون ويحاولون نشر الأفكار المشوهة إلى داخل المجتمع . نجحت المملكة في وأد هذه الفتنة في مهدها واظهرت للعالم أن المملكة بقيادتها وشعبها بجميع مذاهبه يدا بيد في مكافحة التطرف والإرهاب والطائفية . بقلم : أ- تركي محمد الثبيتي @trk1400