حب العمل يجعل من المرء شعلة حماس وقبلة ابتكار وبهذا فهو يستخدم عقله الذي وهبه الله له في أمور ترجع بالفائدة عليه وعلى مجتمعه وللأسف الشديد أن هناك مبدعين في انتاج منتجات لا نقدرهم ونسعى دائما للحصول لما يفي احتياجتنا من غير سواعد ابناء أوطاننا متناسين مقولة فيها نصيحة ثمينة للأمم "لاَ خير في أُمَّةٍ تأكل مِمّا لاَ تزرع وَ تلبِس مِمّا لاَ تَصنعْ" ومن هذا المنطلق من خلال سعيها لإحياء التراث الجنوبي السعودي, تعاونت شدا للأجنحة الفندقية مع {كيس شيك} لتدشن جدارية فن القَط "النقش" الجنوبي والتي أنجزت بإعادة إستخدام مايقارب 2000 كيس نايلون و بمشاركة 15 سيدة حرفية عملوا على مدار أسبوعين لإنتاج أكبر جدارية مصنوعة من النايلون لتزين طريق المدينة في جدة و تنشر الوعي بمدى تأثير العمل الجماعي على الفرد خاصة و المُجتمع عامة . حيث تسعى {كيس شيك} من خلال عمل فريق احترافي أن تتبنى مبادرات أعمال إجتماعية تهدف إلى الحد من مخلفات أكياس النايلون و الحد من نسبة بطالة المرأة و تعزز الإنتاج المحلي الإبداعي اليدوي الراقي ذو الجودة العالية الجدير بالذكر ان هذه الجدارية صممت في ذات الوقت الذي تقام فيه فعالية يوم البيئة العالمي المنطلق من هيئة الأممالمتحدة، حيث تم منح الواجهة الأمامية من أجنحة شدا كراعي داعم لتنفيذ الجدارية عليه. و جمعت {كيس شيك} أكياس النايلون ضمن العملية الإنتاجية مروراً بعدة مراحل ما بين الغسل والتعقيم والقص والغزل . وقدعبّرت منى باضريس أحد الحرفيات المُشاركات بقولها: "كانت فكرة جديدة ، ممتعة و فريدة من نوعها كانت مميزة كيف قدرنا نعمل شيء من لا شيء". و أضافت المدربة لينا أكتع بقولها: "المشروع فكرته هادفه و فني يدعم فكرة العمل الجماعي لتنفيذ أعمال فنية و بنفس الوقت يعود بالفائدة المادية للنساء الحرفيات. رغم أن العمل اليدوي غير مقدر كما يجب في مجتمعاتنا مع أنه كانت النساء قديما تعمل أشياء جميلة جدا و لم تكن الحالة المادية المؤثرة على الفكرة بل إحترافية المرأة و هوية كل منطقة في وطننا العربي و الإسلامي, و تناسى الجيل الجديد هذه الحرفة و قلل من قيمتها و دخلت الآلات بالتصنيع حتى قاربت هذه الحرف على الإختفاء. فأتمنى أن يكون {كيس شيك} بادرة جديدة تضوي على هذه الفنون المنسية." وقالت ديانا ريان مؤسسة المشروع أن جدارية فن القط العسيري هي بداية من سلسة مشاريع و مبادرات تخطط لها {كيس شيك} و التي تفتح باب المشاركة لجميع الشركات لتساهم في ترك بصمة إجتماعية و إقتصادية على حد سواء. "فنحن ليس فقط قادرون على تطوير بلادنا و منطقتنا الغنية بالحرف و المواهب لتتصدر العالم في الإبتكار و الإحتراف، بل أكثر من ذلك، فقط إن قررنا أن نُواجه شبح الإستهلاك المخيف المحيط بِنَا، بما ورثناه من أجدادنا في العصور القديمة و الطبيعة من قوة و حب و شجاعة لبذل التجارب حتى نصل و ننهض و نكون في الصدارة"