قال الدكتور ضيف الله الزهراني نائب محافظ هيئة الاتصالات وتقنية المعلومات لشؤون المنافسة القانونية إن الهيئة لا تتحقق من أي حسابات مسيئة، أو تلك التي تهدف إلى الاحتيال، إلا إذا تقدمت الجهات المعنية والفنية بطلب للتحري عن الحساب أو رقم الجوال، مؤكدا أن دور الهيئة هو تقديم الدعم الفني لمن يطلبه من الجهات المختصة وليس التحري دون طلب. وحول بعض الحسابات الوهمية التي تهدف إلى جمع التبرعات بطرق الاحتيال مثل حساب "صديق سارة" الذي ادعى إصابته بالسرطان واستغل صور لفتاة أمريكية، أكد أن هيئة الاتصالات وتقنية المعلومات وضعت عقوبات صارمة على قضايا انتحال الشخصيات أو التشهير بالآخرين أو ارتكاب أي جرم يوصف بأنه من جرائم المعلومات، وأن دورها القيام بحملات توعوية للتعريف بنظام مكافحة جرائم المعلوماتية ولرفع مستوى الوعي بسبل مكافحة الجرائم المعلوماتية، وتبيان حقوق المستخدمين وفق ما كفله النظام لهم، مع التوعية بسبل الوقاية من خطر الوقوع ضحايا لأي نوع من هذه الجرائم. وبحسب نظام جرائم المعلومات، فإن عقوبة الاستيلاء للنفس أو للغير على مال منقول أو سند عن طريق الاحتيال أو اتخاذ اسم كاذب أو صفة غير صحيحة، هي السجن لمدة لا تزيد على ثلاث سنوات وغرامة لا تزيد على مليوني ريال أو إحدى هاتين العقوبتين. من جهته، أوضح ماجد قاروب المحامي والمتخصص في جرائم المعلومات والاتصالات إن جرائم المعلومات في السعودية بازدياد سنويا حيث تصل نسبة الزيادة إلى 100 في المائة كل ستة أشهر تقريبا، وأن الجهود التوعوية لم تنجح في زيادة وعي الأفراد بحقهم والتقليل من حجم الجرائم المعلوماتية، بل العكس فالمجتمع تزداد إساءته لاستخدام التكنولوجيا واستقبال وإعادة إرسال كل ما يصل من معلومات وأخبار دون التحري عن صدقها أو كذبها، حتى أصبحت وسائل التواصل الاجتماعي تستخدم للاحتيال والابتزاز بكل أنواعه. وأشار إلى أن العقوبة التي حددها النظام لا تقتصر فقط على منتحل الحساب بل تطول ويقع تحت دائرة العقوبات كل من أسهم في الترويج أو الإعلام أو الإخبار عن الحساب، مستنكرا أن يكتفي الإعلام بالنقل كبقية المستخدمين العاديين دون أن يتحرى الثقة والمصداقية بما ينشره، في تعليق على قيام قنوات تلفزيونية بالحديث عن الحساب والإسهام في نشره. واعتبر أن دور وسائل الإعلام إطلاق حملة توعوية وتعريفية عن الجرائم المعلوماتية، مشددا على كل من تبرع بمبلغ مالي للحساب الكاذب التقدم ببلاغ للجهات المعنية لكيلا يجد نفسه أنه رعى الإرهاب أو أسهم في تمويل عملياته، ووصف ما حصل بالسذاجة والاستهتار بتقديم العمل الخيري والحصول على الثواب عبر قنوات رسمية معروفة. وأضاف أن تلك الجريمة لا تصنف بأنها انتحال فقط بل تقع في دائرة "الاحتيال"، وهي واحدة من الأساليب الجديدة التي انتشرت بسبب سذاجة المجتمع وإساءة استخدامه لوسائل التواصل الاجتماعي، معتبرا أن العقوبات التي حددها النظام كافية ولكن المجتمع غائب وغير مبال بحقه، وعدد القضاة أقل من المطلوب لمثل تلك القضايا التي يعتبر الإسراع في إصدار الحكم والعقوبة فيها أهم رادع لمنع تكرارها. ولم تعلق صاحبة الحساب الأصلية الأمريكية esme على الحادثة إلا بإبداء استغرابها أنها استيقظت على ألفي رسالة من السعودية بأن هناك من ينتحل شخصيتها، شاكرة لهم لفت انتباهها واستطاع السعوديون القفز بمتابعي حساب الطفل الأمريكي من ألفي متابع تقريبا إلى 14 ألفا في يوم واحد. واكتفى صاحب الحساب المسمى سارة إبراهيم الذي يملك 80 ألف متابع بإغلاق حسابه بعد اكتشاف الموضوع، تاركا الشعب السعودي في حيرة حول لمن ذهب تعاطفهم وتبرعاتهم، حيث نالت صاحبة الحساب الوهمي تعاطفا أكبر بكثير من أي مريض سرطان حقيقي في المستشفيات، كانت السبب في حملة صديق سارة وقيام الشباب بحلق شعرهم تعاطفا، أو التبرع لجهات خيرية.